الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 09:24 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

رغم الهدنة في اليمن.. ألغام الحوثي لا تتوقف عن حصد الأرواح

زرعت ميليشيات الحوثي نحو مليوني لغم
زرعت ميليشيات الحوثي نحو مليوني لغم

رغم الهدنة الأممية المعلن عنها لمدة شهرين في اليمن، لا تعرف الألغام الحوثية لغة التوقف والتريث في حصد الأرواح وبتر الأطراف.

وزرعت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران -بحسب تقديرات حكومية- مليوني لغم مختلفة الأشكال والأحجام وبطريقة عشوائية في عدد من المناطق اليمنية، في أوسع عملية زراعة للألغام منذ الحرب العالمية الثانية، وأدت إلى مقتل وإصابة ما يزيد عن 20 ألف مدني.

وطالب وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمني نبيل عبدالحفيظ، بضغط دولي على ميليشيا الحوثي للتوقف عن زراعة الألغام وتسليم خرائط ما سبق وزرعته من ألغام في عدة محافظات يمنية.

2 مليون لغم

وقال عبدالحفيظ في تصريحات لموقع «الطريق»، إن ميليشيات الحوثي الانقلابية زرعت أكثر من مليوني لغم داخل المحافظات اليمنية منذ بداية الحرب في اليمن أواخر عام 2014، مما يهدد حياة ملايين اليمنيين الذين يحاصرهم الموت من كل اتجاه.

وأضاف المسؤول اليمني أن نسبة الألغام والمتفجرات التي زرعت بها مليشيات الحوثي الأرض اليمنية تعد هي الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية، وكارثة الألغام ستمتد لعشرات السنين في ظل استمرار الميليشيات في زراعتها ورفضها تسليم الخرائط.

وأكد أن ما تقوم به الميليشيات من زراعة للألغام تتم بطرق نظامية ولديها خرائط دقيقة توضح أماكن تلك الألغام سواء بإحداثيات أو رسوم توضيحية.

مشروع مسام

وأشار إلى أن الجهود التي يبذلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن ومنها مشروع «مسام» لنزع هذه الألغام التي تستهدف المدنيين العزل، تؤكد دعم المملكة العربية السعودية للشعب اليمني وسعيها الدائم لإعادة الأمن.

وأوضح المسؤول اليمني أن مشروع «مسام» لإزالة الألغام من اليمن بمثابة «حياة» للشعب اليمني الذي يعاني من ظروف مأساوية، وخاصة أنها حصدت أرواح لا حصر لها من الأطفال والنساء، وعلى المجتمع الدولي مساندة خطوات وقف الحرب في اليمن بمواقف فعلية.

وشدد على أن الجهود السعودية تجاه الأزمة اليمنية نالت احترام الجميع، حيث تبنت مبادرة السلام في اليمن والتي يعرقلها الميليشيات الحوثية لإطالة الحرب لتحقيق أهداف إيرانية ويمارسون كل أشكال الإرهاب في حق الشعب اليمني.

وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قد أطلق في 25 يونيو 2018، المرحلة الأولى من مشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن، بتمويل سعودي لمدة خمس سنوات.

إملاءات إيرانية

وتابع عبدالحفيظ أن الشعب اليمني هو الذي يدفع فاتورة عرقلة جماعة الحوثي أي جهود لوقف الحرب بإملاءات إيرانية من أجل تحقيق مكاسب سياسية في ظل غياب موقف حقيقي من المجتمع الدولي.

واتهم المسؤول اليمني المجتمع الدولي «بالتحرك وفق أهواء ومصالح شخصية وليست وفق قواعد إنسانية حقيقية، وغض البصر عن الجرائم التي يرتكبها الحوثي في حق الشعب اليمني ومنها زراعة أكثر من مليون لغم في محافظات البلاد وحصدت ملايين الأرواح من المدنيين».

مصدر الألغام

وطالب عبد الحفيظ المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الأزمة اليمنية واتخاذ خطوات جادة وفعلية ضد جماعة الحوثي الإرهابية التي تستهدف المدنيين اليمنيين من خلال عملياتها الإجرامية المتصاعدة على مختلف الجبهات رغم الهدنة الأممية.

ونوه إلى أن ميليشيا الحوثي لا تزال تقوم بصناعة الألغام محلياً وتستقدمها من إيران عبر طرق تهريب في مؤشر إلى نيتها بزراعة المزيد من الألغام، إضافة إلى استمرارها حالياً في زراعتها رغم الهدنة.

وأوضح المسؤول اليمني أن بعض هذه العبوات يصنعها الحوثي في الداخل، لكن بعضها تهرّب موادها الأولية إلى الحوثيين من الخارج -لا يعترف بالحوثيين إلا إيران- وعلى الرغم من نفيها التورط في دعم الميليشيات بالأسلحة والعتاد، ضُبطت شحنات أسلحة كثيرة خلال الأعوام الماضية في طريقها إلى الحوثيين.

ويمثل استخدام ميليشيات الحوثي للألغام الأرضية بشكل عشوائي ومنهجي، ولا سيما على طول الساحل الغربي، يشكل تهديداً مستمراً للسكان المدنيين.

ومنذ بداية 2021، وحتى 4 أبريل 2022، وثق المرصد اليمني للألغام، مقتل وإصابة 363 مدنيا بينهم نساء وأطفال إثر الألغام الأرضية والعبوات الناسفة للمليشيات الحوثية.

وتسببت الألغام الأرضية للحوثيين -بحسب الأمم المتحدة- في وقوع نحو 9 آلاف ضحية في صفوف المدنيين منذ بداية الانقلاب أواخر 2014 و284 ضحية في 2020، من بينهم 55 طفلا.

اقرأ أيضا: هل تستطيع السعودية نزع الموت الموغل داخل اليمن؟