الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 07:27 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أسرلة التعليم.. مقدسيون يتصدون لمحاولات إسرائيل تهويد المناهج الدراسية

يواصل الاحتلال خطته لتهويد التعليم بالقدس
يواصل الاحتلال خطته لتهويد التعليم بالقدس

رفض مواطنون فلسطينيون في مدينة القدس المحتلة محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية فرض مناهج دراسية محرّفة على الطلبة بدل المناهج الفلسطينية، بهدف تهويدها.

ويشهد القطاع التعليمي في القدس المحتلة تحديات ثقيلة ضمن مخطط الاحتلال الإسرائيلي الرامي إلى تهويد المدينة المحتلة، عبر سن القوانين العنصرية واعتماد الإجراءات النافذة لإحكام السيطرة عليه وضرب مسار تطوره وتقدمه، وطمس هويته الفلسطينية العربية، وإحكام السيطرة الكاملة على القدس وقطع صلتها بالمحيط الفلسطيني.

احتجاج متواصل

ونظم مجلس أولياء أمور طلبة عدد من المدارس خلال الأيام الماضية، وقفات احتجاجية رفعوا خلالها لافتات كتب عليها «لا للمنهج المحرف» و«معا للحفاظ على هوية أبنائنا» و«لا لأسرلة التعليم» و«نرفض استلام مناهج وزارة المعارف الإسرائيلية».وبدورهم، نظم أولياء طلبة مدارس بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى وقفة اليوم، رفضًا لمناهج الاحتلال، وتأكيدًا على حق أبنائهم في الحصول على المنهج الفلسطيني.

وأضرب طلاب ومعلمو مدارس جبل المكبر بالقدس 3 أيام، لإجبار الاحتلال على التراجع عن وقف المواصلات المدرسية للطلبة الذين يبلغ عددهم أكثر من 6500.

وفي سياق سياسات الأسرلة، وكي الوعي، وضرب مكونات الهوية الوطنية الجمعية، وغيرها من الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بشكل متواصل بحق المدينة المقدسة، نظمت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية اليوم الإثنين، في كافة المدارس وقفات مساندة للتعليم في القدس، ورافضة لمحاولات السلطة القائمة بالاحتلال فرض المناهج المزيفة والمحرفة.

ورفع طلبة المدارس يافطات خُطت فوقها شعارات وعبارات منددة بالممارسات والانتهاكات بحق التعليم المقدسي، وداعية إلى حماية التعليم ومناصرته والدفاع عنه؛ خاصة في مستهل عام دارسي يحمل اسم «سيادية التعليم في القدس».

وأكد صادق الخضور المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية حق الأطفال والطلبة المقدسيين والأهالي بالتمسك بالمنهاج الفلسطيني والتأكيد على مواقفهم الرافضة للمناهج الإسرائيلية المحرّفة.

وطالب الخضور، المؤسسات الدولية والحقوقية والمدافعة عن القيم الإنسانية إلى اتخاذ موقف إزاء ما يحصل في القدس من انتهاكات وسياسات عنصرية واحتلالية وخطط ممنهجة لطمس معالم الذاكرة وتشويه الهوية الوطنية والثقافية، والتعدي على المنهاج الذي يعد شأنًا سياديًا بامتياز.

وكشف المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، أن الوزارة لديها خطة عمل جاهزة للتصدي لأسرلة المناهج التعليمية الفلسطينية في القدس المحتلة.

وقال إن وزارة التعليم الفلسطينية في هذا العام اختارت مواجهة سلطات الاحتلال من خلال العمل على تحقيق السيادة الفلسطينية على التعليم في القدس الشريف والتصدي لحملات التهويد والأسرلة لهذه المناهج في مدارس المدينة المقدسة.

وأوضح الخضور أن وزارة التعليم رصدت هذه السنة هجمات ومحاولات إسرائيلية لتحريف محتويات بعض الكتب المدرسية مع الإبقاء على أسماء الكتاب.

وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية في المدينة المقدسة هددت بعض المدارس بسحب الترخيص إذا لم تعمل على تعديل مناهجها التعليمية بما يتماشى مع الرواية الإسرائيلية.

وتابع المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية: «لدينا الكثير من الأساليب والطرق لمواجهة سياسة أسرلة المناهج الفلسطينية بما في ذلك سياسية الإضراب».

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد اتخذت قبيل بدء العام الدراسي الجديد سلسلة إجراءات بحق المدارس، وقطاع التعليم في القدس، كان آخرها إلغاء المواصلات المدرسية، وسحب التراخيص من بعض المدارس بزعم احتواء مناهجها التدريسية على «التحريض».

وفرضت وزارة المعارف الإسرائيلية عام 2011 المنهج الفلسطيني المحرّف على كافة مدارسها بالقدس الشرقية، وأعيدت طباعة الكتب الفلسطينية وحذف كل ما له علاقة بالانتماء الوطني من قصائد وأشعار وطنية، وتحديدًا تلك المتعلقة بالانتفاضة وحق العودة أو الدروس التي تدعو إلى الجهاد ودعم الأسرى.

الخطة الخمسية

وبدأت المحاولات الإسرائيلية المستمرة لتهويد المناهج بالقدس منذ عام 1967 لكنها فشلت بفضل وعي المجتمع المقدسي بأهمية دور المنهاج في بناء شخصية أطفالهم.

وفي 2018، أعلنت الحكومة الاحتلال الإسرائيلية عن خطة حملت عنوان «الخطة الخمسية: تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية والتطوير الاقتصادي لشرقي القدس 2018-2023».

وخصص الاحتلال لها ميزانية تُقدر بـ2.3 مليار شيكل نحو (657 مليون دولار أمريكي)، 200 مليون شيكل منها لـ«تشجيع الانخراط في التعليم الإسرائيلي»، أي زيادة عدد الطلاب الذين يدرسون المنهج الإسرائيلي شرق القدس.

الموقف القانوني

قال زياد الشمالي رئيس لجنة اتحاد أولياء أمور الطلبة بمدارس القدس: «نحن نسير بخطوات مدروسة وقانونية، وهناك العديد من بلدات القدس نجحت في منع المناهج المحرّفة».

وأضاف الشمالي في تصريحات لموقع «الطريق»، أن الموقف الرسمي والعام في مدينة القدس من قبل أولياء الأمور هو الرفض التام لتدريس أبنائهم المنهج الإسرائيلي، وأي منهج محرف.

وتابع: «نرفض تهويد المناهج الفلسطينية، وحقنا قانونيا وبحسب اتفاقية جنيف الرابعة لمناطق الحروب، التي تنص على أن أهالي مناطق الحروب الحق في الحصول على تعليم لأبنائهم من معلمين يحملون نفس الديانة واللغة والثقافة».

ويستهدف مخطط الاحتلال التهويدي، جميع المراحل التعليمية للطلبة الفلسطينيين، بدءا من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثاني عشر، في إطار خطة لإنهاء التعليم الفلسطيني بالقدس المحتلة بحلول عام 2030.

اقرأ أيضا: فلسطين تحذر من الصمت الدولي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية

موضوعات متعلقة