الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 02:00 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

اقتحام الأقصى.. أعياد الاحتلال سجون المقدسيين

يواصل الاحتلال الانتهاكات بحق المسجد الأقصى
يواصل الاحتلال الانتهاكات بحق المسجد الأقصى

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين، المسجد الأقصى المبارك بأعداد كبيرة لتأمين اقتحامات المستوطنين تزامنًا مع بدء ما يسمى «رأس السنة العبرية».

واعتدت قوات الاحتلال على المصلين لإخراجهم من باحات الحرم القدسي مع بدء عشرات المستوطنين عمليات الاقتحام وتأدية طقوس تلمودية استفزازية في باحاته، فيما واجهها المرابطون بالدعاء والتكبيرات.

وتواصل الجماعات المتطرفة دعواتها لتنفيذ أكبر اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى اليوم وغدًا للاحتفال بـ«رأس السنة العبرية»، وبالتزامن تتواصل الدعوات للرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى، للتصدي لاقتحامات المستوطنين.

وفيما فرضت قوات الاحتلال حصارا حول الأقصى ومنعت من هم دون 40 عامًا من الدخول إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، أدى المرابطون صلاة الضحى في وجه الاقتحامات.

واعتلت قوات الاحتلال أسطح المسجد الأقصى وبخاصة سطح المصلى القبلي، وقام الجنود بقص الباب المؤدي لمأذنة باب المغاربة، وأطلقت شرطة الاحتلال طائرة مسيرة في سماء المسجد الأقصى.

واعتقلت قوات الاحتلال شابين من باحات المسجد الأقصى -لم تعرف هويتهما بعد- كما منعت طلبة المدارس من الدخول إلى مدارسهم عند باب المجلس.

دعوات للنفير العام

وتتصاعد الدعوات الفلسطينية إلى النفير العام والتصدي لاقتحامات الجماعات اليهودية المتطرفة والمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك وباحاته، ومنعهم من أداء صلواتهم التلمودية والنفخ بالبوق وتقديم القرابين ومسيراتهم الاستفزازية خلال الأعياد اليهودية، ومنع محاولات تهويد المدينة المقدسة.

حمل السلاح

وفي المقابل، دعت شرطة الاحتلال «المحتفلين» إلى حمل سلاحهم الشخصي في حضورهم إلى دور العبادة والكنس خلال عيد رأس السنة العبرية، كما رفعت أعلى درجة مستوى التأهب ونشرت الآلاف من أفرادها في القدس.

وكان مئات المستوطنين أدوا الليلة الماضية، طقوسا تلمودية ورقصات استفزازية، في منطقة حائط البراق.

أخطر عدوان

وطالب المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، الفلسطينيين إلى الاحتشاد في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة لمواجهة «أخطر وأوسع عدوان منذ احتلاله».

وقال القانوع، إن المقاومة الفلسطينية لن تتخلى عن مسؤولياتها إزاء ما يحدث في المسجد الأقصى، محملاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن كل ما يحدث في الأقصى.

وأوضح أن الأقصى يتعرّض لأخطر وأوسع عدوان منذ احتلاله، واقتحامات المستوطنين تشكّل مرحلة جديدة من تهويد المسجد.

وحذّر المتحدث باسم حماس، من أن ما يقوم به الاحتلال في الأقصى سيدفع باتجاه احتدام الصراع معه.

دعاية انتخابية

وبدوره، أكد وزير شؤون القدس فادي الهدمي، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستخدم انتخاباتها وأعيادها غطاءً للتصعيد ضد المقدسيين والمقدسات والهوية الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة.

وقال الهدمي، إن القدس تشهد واحدة من أبشع الدعايات الانتخابية، حيث تحول طرد المقدسيين من مدينتهم وانتهاك حرمة المقدسات وحتى القبور إلى وسيلة لاستقطاب أصوات اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تصعد من ممارساتها وانتهاكاتها البشعة ضد المقدسيين، تارة تحت ستار الانتخابات الإسرائيلية وتارة أخرى تحت ستار الأعياد اليهودية.

وشدد على أن قرار محكمة الاحتلال الإسرائيلي عدم تجريم نفخ البوق في مقبرة باب الرحمة الإسلامية في المدينة بمثابة انتهاك لحرمة الموتى في القبور ومشاعر المقدسيين فضلًا عن كونه انتهاكًا فظًّا للقانون الدولي.

وأضاف أن توظيف الأعياد اليهودية من أجل المزيد من الانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى من خلال الاقتحامات وأداء الطقوس التلمودية هو محاولة مكشوفة لشطب الوضع القانوني والتاريخي القائم بالمسجد الأقصى.

ونوه الهدمي إلى أن رموز الحكومة الإسرائيلية يمارسون أبشع الممارسات ضد المقدسيين تحت ستار الدعاية الانتخابية، عبر إبعاد مقدسيين من مدينتهم وتصعيد عمليات الهدم والاستيطان.

وشدد على أن المقدسيين متمسكون بمدينتهم وثابتون فيها ويرفضون تغيير هويتها العربية الفلسطينية، وهو ما اتضح جليًّا بالصفعة التي وجهوها إلى سلطات الاحتلال برفضهم الشامل للمنهاج المحرف.

وتابع وزير شؤون القدس أن هذا الصمود المقدسي الأسطوري الذي يتواصل منذ الاحتلال عام 1967 يستدعي الدعم والإسناد من الأشقاء العرب والمسلمين والمجتمع الدولي، فلا يمكن ولا يجوز ترك المقدسيين وحدهم.

انتهاكات يومية

ويتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات يومية ما عدا يومي الجمعة والسبت، في محاولة لفرض تقسيم زماني ومكاني فيه، وتزداد حدة هذه الاقتحامات وشراستها في موسم الأعياد اليهودية.

وبدأت الأعياد اليهودية برأس السنة (روش هاشناه) الأحد 25 سبتمبر، وتنتهي في 16 أكتوبر المقبل بعيد العرش (المظال).

ومنذ 2003، تسمح شرطة الاحتلال لمستوطنين باقتحام الأقصى عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تطالب بوقف الاقتحامات.

اقرأ أيضا: الرئاسة الفلسطينية تحذر من نتائج الاستفزازية في الأقصى