الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 10:31 صـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كتاب «اعرف أهلك».. دعوة الكاتب محمد عبد الصمد للتعرف على ثقافات الشعوب الإفريقية

كتاب اعرف أهلك
كتاب اعرف أهلك

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة إصداراتها الحديثة كتاب بعنوان "اعرف أهلك.. دراسات أنثروبولوجية في الثقافات الأفريقية"، للكاتب الدكتور "محمد أمين عبد الصمد".

ويتضح أن الكتاب مكون من عدد من الدراسات التي تتناول الثقافات الإفريقية بالتعريف والشرح، من حيث تاريخها الثقافي ومؤسساتها ودوائر تفاعلها، إيمانا منه أن مصر جزء من هذه الثقافة الإفريقية، تؤثر فيها وتتأثر بها، كما أنها تنتمي وتتقاطع مع ثقافات أخرى متنوعة ومتعددة، وهو بذلك يحاول توسيع دائرة النطاق الجغرافي، بهدف التنويع في موضوعاته ودراساته، وبمراعاة منه بعدم وضع أفكار مسبقة مسيرة لعملية الدراسة، سواء لتأكيد الدراسة أو نفيها.

ويستعرض في مقدمة كتابه ما يؤكد على أهمية الدراسة، حيث صرح بأن ثقافات الشعوب هي المرآة العاكسة لكل فئات وأطياف الشعوب، كل شعب على حده، كما أن هذه الثقافة هي نتاج تفاعل الأفراد خلال حياتهم اليومية، الأمر الذي يتحول فيما بعد اعتيادهم على تكرار سلوكيات معينة، فتطبع بذلك فيما نعرفة بالثقافة الشعبية.

موكدا أنه لا يمكن لباحث أن يقرر أن ثقافة شعبية عند عدد من المجموعات المختلفة داخل الوطن الواحد باعتبارها ثقافة شعبية واحدة، بل تتنوع الثقافات تبعا لتعدد البيئات والجماعات والعادات والتقاليد لكل فئة على حده داخل الوطن الواحد.

وأشار إلى أن الدراسات الأنثروبولوجيا الإفريقية، لم تكن ذات سمعة جيدة قديما، ويرجع ذلك لكون معظم الدراسات التي تمت، كانت تهدف إلى السيطرة على المجتمعات الإفريقية واستغلال مواردها وطاقاتها البشرية، وكان ذلك خلال الفترة الاستعمارية التي وظفت الانثروبولوجيا الثقافية بمكونات الفولكلور، في استغلال الشعوب الإفريقية، وكان هذا الفعل يرتبط بأسماء بعينها مارست هذا التوجه، ومنهم: مالينوفسكي، سليجان، وإيفانز بريتشارد .

حيث كانت معظم الشعوب التي تعمل على عملية الدراسة والجمع لثقافات مثل هذه الشعوب، تتعامل مع الموضوع بصورة نمطية رديئة، معتبرين الشعوب الإفريقية يعانون من البدائية، وبالتالي فهم في حاجة لعنصر أقوى من العالم المتقدم ليأخذ بأيدهم لمواكبة التقدم الحضاري، لكنهم تناسوا أن هذه الشعوب تحوي بداخلها ممالك كانت أكثر رقيا وإنسانية من كيانات سياسية كثيرة في أوروبا في ذلك الوقت.

فالشعوب الإفريقية ليست بحاجة لمثل هذه الحماية الوهمية المزعومة، والتي استمرت لقرون تمارس السلب والنهب لثروات القارة الإفريقية، واستبعاد شعوبها واستخدامهم في العديد من أعمال الشقاء لإعمار العالم الجديد بأمريكا، تحت مفهوم التراتب العرقي وحق استغلال المختلف دينيا وثقافيا.

اقرأ أيضا.. «مقبرة الكاهن والفيلسوف بيتوزيريس» أحدث إصدارات سلسلة مصريات بهيئة الكتاب