الطريق
الأحد 12 مايو 2024 05:14 صـ 4 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

نزيف الأسفلت لا يتوقف.. وخبير مروري: 95% من السائقين حصلوا على رخصة القيادة وهم لا يستحقونها

قد لا يمر يوم واحد دون أن يشهد حادثة سير أو أكثر، فيما يرى متخصصون ضرورة اتخاذ تدابير تقلل من نسبة الحوادث، وفي مقدمتها تغليظ العقوبة على السائقين المخالفين لقواعد السير والمتسببين في الحوادث، وخاصة سائقي النقل الثقيل والشاحنات.
وبحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن الشاحنات والنقل الثقيل يمثل نحو 20% من إجمالي عدد المركبات في مصر، لكنها تتسبب في الكثير من حوادث الطرق، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نحو 40% من حوادث الطرق في مصر يكون أحد طرفيها مركبة ثقيلة او شاحنة.
كما تشير لغة الأرقام إلى العنصر البشري يعد أكبر الأسباب وأكثرها خطورها حيث يمثل 78.9% من أسباب حوادث الطرق، فيما تمثل المركبات والحالة الفنية لها نحو 14% من حوادث الطرق، أما النسبة المتبقية فهي لحالة الطرق وللأسباب الأخرى المتعلقة بحوادث الطرق، وقد مثلت التكلفة الاقتصادية لحوادث الطرق في عام 2017م 28.9 مليار جنيه، وسط توقعات بانخفاضها إلى 27.1 مليار جنيه خلال عام 2020م، بحسب دراسة إحصائية عن حوادث الطرق.
فيما يرى المهندس عادل الكاشف، رئيس الجمعية المصرية لسلامة المرور، أن اتهام مركبات النقل الثقيل وحدها بالتسبب في حوادث السير هو أمر غير حقيقي أو موضوعي، موضحا أن الشاحنات وسيارات النقل تتسبب في نحو 39 أو 40% من نسبة الحوادث والـ 60% الأخرى للسيارات الملاكي والأجرة، مؤكدا أن نوع المركبة ليس هو بيت القصيد لكن مدى تأهيل السائق نفسه ومهارته هو الأهم في منظومة السير.
ويرى الكاشف ضرورة الاهتمام بالعنصر البشري في منظومة السير، خاصة انه يمثل النسبة الأكبر من أسباب حوادث الطرق، مشيرا إلى أنه نحو 95% من السائقين في مصر حصلوا على رخصة القيادة بدون وجه حق ولا يستحقونها، وأنهم لا يعلمون أصول القيادة على الطريق، ولا يمكنهم معرفة قواعد المرور، بل لا يمكنهم التفرقة بين الهدف من وجود خط متقطع أو خط متصل أو غيرها من العلامات الإرشادية المتواجدة على الطرق، بحسب قوله.
وحذر الخبير المروري من التساهل في منح رخص القيادة دون وجه حق، موضحا أن المرور يتساهل في الأمر ويمنح الكثير من الرخص دون أن يتعلم السائق بشكل جيد أو كافي عن قواعد السير، فضلا عن أنها تتساهل في عملية توقيع الكشف الطبي على السائق وكذلك تتساهل في توقيع الكشف الفني على المركبة.
ورفض الكاشف فكرة تغليظ العقوبة على السائقين دون الالتزام بالقواعد الصارمة لمنح الرخص، مؤكدا أن تغليظ العقوبة سيكون بمثابة جباية فقط إن لم يتم مراعاة أسس منح رخص القيادة، متسائلا: "كيف يكون لديك طالب لم تعلمه ثم تريد عقابه عندما يرسب ؟!".
ولم ينفي الكاشف أن العنصر البشري المتمثل في السائقين هو السبب الأكبر في الحوادث وأنهم الخطأ يقع عليهم، ويمثلون أكثر من 75% من أسباب الحوادث، لكنه يرى أن ذلك بسبب التساهل في منحهم الرخص التي وصفها بأنهم "رخص الموت"، علاوة على ما تتكبده البلادة من تكلفة اقتصادية لنسب الحوادث المرتفعه.

إقرأ أيضا: 29% فقط اختارو القسم العلمي.. والبرلمان يدق ناقوس الخطر