الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 02:36 مـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

من قلب الصعيد الجواني.. سيدات بدأن من الصفر وأصبحن رائدات أعمال بدعم الدولة

سيدات يتدرين على تصنيع المنتجات اليدوية- أرشيفية
سيدات يتدرين على تصنيع المنتجات اليدوية- أرشيفية

في الوقت الذي تلتصق خلاله الأكفف بالخدين، إذ الظروف الصعبة الحالكة، والجيوب الفارغة، إلا أنهن أدركن النجاح، فعقولهن مليئة بالأفكار، لذا كافحن حتى أصبحن رائدات أعمال بمسيرة تبدأ من نقطة الصفر، رغم التمييز الكبير في العمل بين الرجل والمرأة الموجود بالقرى.

الأمر ليس سهلا، أن تشق المرأة طريق النجاح، وأن تصبح من سيدات الأعمال، ورغم ما تحققه على مختلف المستويات من نجاح سواء كانت موظفة أو لديها مشروعها الخاص، لم تتخل عن دورها كأم في بيت الزوجية لتنجح في تربية أولادها ورعاية زوجها بذات اللحظة.

وسعى الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه رئاسة مصر، أن يحقق الحياة الكريمة لسيدات مصر، لذا أعطى توجيهاته للحكومة بإزالة العقبات أمامهن وتقديم لهن حماية اجتماعية كاملة، وخلق فرص عمل لهن، بالإضافة إلى رفع الوعي لدى الأسر الفقيرة.

ونظرا لأن الصناعات اليدوية من الأمور ذات الأهمية الكبرى في حياة المجتمع، ومن أكثر الأعمال التي تقوم بها السيدات، إذ تنعكس أهميتها في أنها تدل على جوانب الهوية الوطنية للدولة، فضلا عن تحقيقها مكاسب مادية رائعة، حيث إن حجم التجارة العالمية للحرف اليدوية والتقليدية يفوق ‏100‏ مليار دولار، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتقديم جميع وسائل الدعم لقطاع الصناعات التراثية والحرف اليدوية، والتوسع في الترويج لهذه الفنون العريقة، لذا خصص المجلس القومي للمرأة قنوات تسويق للاحتكاك بجمهور المستهلكين، ومساعدتهن على تحدي الصعوبات، كي يضعن قدمهن على أول طريق النجاح.

وفي هذا التقرير، نسلط الضوء على قصص سيدات من محافظات الصعيد، بدأن أعمالهن التجارية الخاصة وحققن أحلامهن، بجانب النهوض بالصناعات اليدوية والترات المصري الأصيل.

شيماء: تصدر أحلامها المغزولة بخيوط الفضة لقلب أوروبا

اختارت شيماء بنت الصعيد الجواني، أن ترسم قصتها من وحي الخيال، مثلما كانت تسمع حواديت والدها منذ الصغر، فكان أهل الجزيرة في محافظة سوهاج يتداولونها منذ القدم، وهي أن كان في ملك فرعوني اسمه ويل وبنته الأميرة شندا كانت مريضة، ونصحوه الأطباء بأن تذهب لجزيرة في الجنوب، وعندما توجهت إلى هناك شفيت، بعدها الملك سمّى الجزيرة شندا بنت ويل، وبمرور الزمن أصبحت جزيرة شندويل.

أما "شندا تلي" اسم الماركة التجارية التي وصلت لأسواق أوروبا والخليج، وأسستها شيماء عبده، والتي تعلمت غزل خيوط الفضة والتي تعرف بصناعة التلي، وعمرها 12 سنة.

في عمر الـ18 فتحت "شيماء" ورشتها الصغيرة بمشاركة أخواتها الخمسة، لكنها فشلت في تسويق قطع التلي، وظلت لمدة عامين تحقق فشلا زريعا، ولكنها أصرت على المحاولة حتى سمعت من صديقتها عن معرض في القاهرة، يمكن من خلاله عرض منتجاتها اليدوية.

صعوبات كثيرة واجهتها "شيماء"، منها عدم معرفتها السفر للعاصمة؛ لرفض والدها، ولكن بالإقناع سافرت بشرط اصطحاب أخوها، وجمعت قطع التلي، حتى نجحت في بيعها بالمعرض، بعدها تكرر سفرها للقاهرة بنفس المشكلة ومحاولة إقناع الوالد بالسفر، لكنها نجحت في تسويق شغلها.

عرض من بيت أزياء إماراتي

مفاجأة غير متوقعة، حدثت لـ"شيماء"، إذ عرض بيت أزياء إماراتي لها، نقل خبراتها وتعلم التسويق هناك، في البداية اعترض الوالد كالعادة لكنها أصرت وسافرت، وبرجوعها بدأ الحلم يكبر.

ومن هنا، استطاعت أن تشارك في معارض كثيرة حتى أصبحت منتجاتها بمثابة ورشة كبيرة، ولها علامتها التجارية التي وصلت لأوروبا، وزادت الورشة التي كانت مكونة من أخواتها الخمسة فوق الـ 150 فردا.

"شيماء" بعدما كانت تعاني السفر وركوب القطار للقاهرة، سافرت بمفردها إلى فرنسا والهند وأمريكا، وأصبحت منتجاتها تصدر لدول الخليج وإيطاليا وفرنسا وأمريكا.

فاطمة إدريس: تغزل العرجون لمصنع به 20 فردا في أسوان

بنت من أسوان حاصلة على دبلوم فني قسم ملابس، رأت نفسها منذ أن كان عمرها 18 عاما، زوجة وربة منزل، لكنها أرادت أن تعوض كل أحلامها، ورفضت التعليم متوسط وتحدت كل الظروف.

قررت "فاطمة" أن تعمل في أكثر من وظيفة لتلبية احتياجات أطفالها، وفكرت أن تأخذ دورة تدريبية في غزل العرجون، والذي يعتبر جزء من مستخرجات النخيل يغزل ويستخدم في تصنيع منتجات مفيدة، مثل وحدات الإضاءة والإكسسوار المنزلي.

اشترت نول صغير، وغزلت العرجون بأشكال وألوان مختلفة، وبدأت في تطوير الفكرة، وخلال فترة قليلة، بدأت تكبر مشروعها الصغير، وتزود الأدوات التي تعمل بها، حتى وصل العدد في الورشة لأكثر من 20 فردا.

الخبرة التي اكتسبتها "فاطمة" جعلتها تعلم غيرها، وبدأت تقدم ورش تدريبية مجانية للسيدات التي تريد أن تتعلم وتعمل معها في كلية التربية النوعية والمدارس الفنية والجمعيات ومراكز التدريب والتأهيل.

"العرجون للمشغولات اليدوية" اسم العلامة التجارية التي اختارتها لنفسها، لأنها مؤمنة إن الخامة هي الأصل، فتحت لها طاقة أمل ونور.

رشا جواد: انسحبت من الروتين الوظيفي وأصبحت مديرة لنفسها

في سوهاج قلب الصعيد، تربت هاتان الفتاتان على الترابط والتعاون فيما بينهما، تخرجت "رشا" في كلية الآداب قسم إنجليزي، وأكملت دراسات عليا في الترجمة.

عشقت "رشا" منذ نعومة أظافرها الرسم على القماش، لكنه كان مجرد هواية، حتى أكملت دراستها، ولحقت بوظيفة في القطاع الخاص، بعيدا عن شغفها الحقيقي، لكنها قررت أن تحقق حلمها، وبعد 15 سنة من عمل مستقر ودخل ثابت، قررت تنسحب من الروتين التي أرهقها، وهربت من الوظيفة لحلم طفولتها إذ الرسم على القماش والنسيج.

"رشا " اشتركت في أكثر من ورشة تدريب للتصميم والموضة، واشتغلت على نفسها وطورت عملها، وبدأت بمساعدة أختها "سارة" تأسيس مشروعها الخاص تحت مسمى "ساروتشا" اسم الماركة التجارية الخاصة برشا وسارة.

عرفت "رشا" الدعم الذي يقدمه المجلس القومي للمرأة في سوهاج، واستطاعت أن تستفيد وتنمي موهبتها من خلال الأنشطة التدريبية والدورات التي تنظمها المجلس بجانب اشتراكها في المعارض.

أصبحت "رشا" سيدة مهمة جدا تعمل لصالح نفسها، استطاعت أن تتخلص من روتين الوظيفة وأن تكون مديرة نفسها.

اقرأ أيضا..

مراكز الاستضافة طوق نجاة المعنفات.. وحياة كريمة لكل السيدات في مصر