الطريق
السبت 4 مايو 2024 03:51 مـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مكاتب إلحاق العمالة بالخارج.. اختلفت طرق النصب والضحية واحد

الحاق العمالة بالخارج
الحاق العمالة بالخارج

راجت في الآونة الأخيرة تجارة أو "سبوبة" مكاتب السفر وإلحاق العمالة المصرية بالخارج، واشتكى أغلب المتعاملين مع هذه المكاتب من انتشار الفساد وعمليات النصب بشكل شبه يومي، فيما يزداد عدد ضحايا هذه السبوبة عند وجود السماسرة والوسطاء.

وتختلف عمليات النصب من مكتب سفريات لآخر، فبعض المكاتب يغري الضحية بالإعلان عن فرص سفر مغرية برواتب خيالية، وعند سقوط الضحية في الفخ يتم استنزاف أمواله والنصب عليه بطرق مختلفة، وفي الأخير قد يكون عقد العمل أو تأشيرة السفر وهمية ومزورة، أو قد لا تكون هناك عقود عمل من الأساس حيث يختفي السمسار وتغلق مكاتب السفر أبوابها.

ولم تتوقف عمليات نصب مكاتب السفر عند هذا الحد، فبعض هذه المكاتب يحاول جمع عدد كبير من الباحثين عن السفر وعن باب رزق بديلا لذلك الذي أغلق في وجوههم هنا، وبعد السفر يفاجئ هؤلاء بأنهم أصبحوا ضحايا لعملية خداع من قبل مكاتب السفر، حيث يكون عقد العمل مختلفا تماما عن الذي اتفقوا عليه قبل السفر، ولا يكون أمامهم خيار سوى الاستسلام للأمر أو العودة إلى مصر يجرون أذيال الخيبة.

"عامر" شاب اكتوى بنار مكاتب السفر لكنه لم يحرّم بعد، فقد حكى أنه تعرض للنصب من قبل أحد مكاتب السفر الكائنة بمنطقة السيدة زينب، وبالرغم من حصوله على شيك بالمبلغ الذي دفعه للسمسار إلا أنه فوجئ بأن الشيك بدون رصيد، كما يحكي عن تجربة ثانية مع مكتب سفريات آخر كائن بعمارات الأشراف بمنطقة المنيب، حيث دفع عربون للمكتب دون أن يحصل على أي عقود عمل، موضحا أنه ظل يتردد على المكتب طوال عدة أشهر وفي كل مرة "أسمع كلام جديد وحجة شكل من صاحب المكتب لحد ماخدت فلوسي بطلوع الروح بعد كام شهر".

"عامر" يواصل الحديث لـ "الطريق" عن مغامراته مع مكاتب السفر، موضحا أنه تمكن هذه المرة من التعامل مع مكتب بمنطقة منيل الروضة، وبالفعل حصل هو وعدد كبير من زملاؤه على عقود عمل للكويت، موضحا أنه سافر إلى الكويت وعند وصوله تفاجئ بأن عقد عمله على قوة شركة وهمية وغير موجودة من الأساس، مشيرا إلى أنه كان بصحبة عدد كبير من زملاؤه ومنهم من باع ثلاجة البيت من أجل توفير مصاريف السفر، وفي الأخير عدنا إلى القاهرة في صباح اليوم الثاني مباشرة.

محمد عبد الظاهر، سمسار لدى عدد من مكاتب السفر، أكد انتشار الظاهرة بشكل مطرد، غير أنه برر ذلك بأن "الظروف اليومين دول ملخبطة مع المكاتب"، مؤكدا أن أغلب المكاتب اعتادت عملية الغش والنصب وتجميع الأموال بطرق غير شرعية.

"عبد الظاهر" يقول في تصريحات لـ "الطريق" إنه في ظل الظروف الحالية قد لا يوجد سوى عدد قليل من المكاتب التي تلتزم بالقانون وتحاول الحفاظ على وعودها وتعهداتها تجاه عملائها، قائلا: "مش كلهم كويسين وفي الظروف الحالية ماتقدرش تحكم غير يجي على 10 مكاتب بتشتغل كويس وخايفة على اسمها".

"عبد الظاهر" يؤكد أن كل مكاتب السفر باستثناء عدد قليل جدا اعتاد العمل في التأشيرات وعقود العمل المضروبة، موضحا أن هذه المكاتب تريد جمع المال وتسديد الإيجار ورواتب العاملين عن طريق جمع أكبر كمية من المبالغ المالية ولو عن طريق النصب والاحتيال، وأن هذه المكاتب "تسحب من الواحد فلوسه عشان تمشي ظروفها، وبعد كدا تسدد دا في دا أو تجيب سفريات مضروبة".

وحذر السمسار من الوقوع في شباك مكاتب السفر، لافتا إلى أن من أراد ضمان حقوقه فعليه ألا يتعامل سوى مع مكاتب موثقة ومرخصة من قبل وزارة القوى العاملة، فضلا عن عدم دفع أي مبالغ مالية إلا بعد التأكد من صحة عقود العمل وتوثيقها من قبل الغرفة ومن قبل وزارة الخارجية، وفي حال تمسك أصحاب المكاتب باستلام عربون أو مقدم، يجب ألا يدفع المواطن مبالغ مالية أكثر من 1000 أو 2000 جنيه على الأكثر، ويكون ذلك الأمر بإيصال وبمدة زمنية محددة.

إقرأ أيضا : ”العمالة المؤقتة”.. انتظار طويل في طابور التعيين

موضوعات متعلقة