الطريق
الأربعاء 8 مايو 2024 03:20 صـ 29 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
مصدر أمنى: كشف ملابسات مقتل رجل أعمال كندي بالإسكندرية بإعتمادات 131.5 مليون جنيه.. الطرق والكبارى تستكمل مشروعات رصف الطرق بقرى حياة كريمة باسوان في أول أيام التصالح.. اقبال ملحوظ بالمراكز التكنولوجية لتلقى طلبات المواطنين بأسوان انطلاق اللقاء المجمع لبرنامج أهل مصر للمحافظات الحدودية بمطروح ندوة تثقيفية بعنوان”استراتيجية الأمن القومي المصري لمواجهة التحديات” بجامعة الإسكندرية عميد آداب طنطا يكرم الطلاب الفائزين بمسابقة القرآن الكريم للأقسام العلمية عصام صاصا: ”الناس شايفاني وحش وأنا مش قادر أحكي حاجة” بحث تطوير ورفع كفاءة الطريق الدولي الساحلي رافد 45 الرابط بين محافظتي البحيرة والإسكندرية «تعليم القاهرة» تحذر من حيازة التليفون المحمول في الامتحانات ضبط مصنع تعبئة زيوت غير صالحة ومعاد استخدامها بالإسكندرية الدكتور يحيى خيرالله يكتب: المذيعة والمرآة والكذب ! كاظم الساهر يلتقي جمهوره في القاهرة بهذا الموعد

حكاية فنجان قهوة أنقذ سيدة الدقهلية من طبلية عشماوي

السيدة كريمة
السيدة كريمة

ليس مشهدًا سينمائيًا أو قصة خيالية لكنها واقعة حقيقية بطلتها سيدة تدعى "كريمة" تقطن بمحافظة الدقهلية، قضت 6 أعوام خلف القضبان هي الأصعب في حياتها بعدما اتهمت زورًا وبهتانا بمقتل زوجها.

حُكم عليها بالإعدام لتظل 4 سنوات مرتدية البدلة الحمراء تمهيدًا لإعدامها لكن تعلقها برب الأرض والسماء لم يفارقها قط حتى أثبت الدفاع براءتها أمام محكمة النقض وأنقذها من "طبلية عشماوي" لتنال حريتها.

قبل سنوات، انفصلت "كريمة" عن زوجها بسبب خلافات زوجية بينهما بعدما أنجبا طفلتين فقررت أن تعكف على تربيتهما حتى يصبحن أمهات المستقبل واستكمال مسيرة والدتهما، إلى أن اشتد عودهن وأصبحن فتيات يقفن خلف والدهما التي عكفت لسنوات في تربيتهما، إلى أن مرضت أحدهما ونقلت إلى المستشفى وقرر الأطباء خضوعها إلى عملية جراحية حتى يتم شفائها ولكن في تلك اللحظة لم تكن مصاريف العملية بحوزة الأم نظراً لظروفها القاسية واصطحبت ابنتها إلى المنزل والعود مرة أخرى لحين تدبير المبلغ المطلوب.

طلبت الفتاة المريضة من والدتها إخبار والدها بالأمر حتى يستطيع توفير المبلغ وإجراء العملية في أسرع وقت نظراَ لمعاناتها من الألم المستمر، وبالفعل هاتفت الفتاة والدها وأخبرته بالأمر، ولم يتأخر الأب في الوقوف بجوار ابنته المريضة على الرغم من الخلافات التي بينه وبين زوجته، فقرر الذهاب إلى هناك وإعطائهم تكليف العملية وقبل الوصول إلى منزل زوجته وأولاده جلس برفقة أحد أصدقائه على المقاهي نحو 3 ساعات، وقبل تحركة إلى منزل زوجته أخبر صديقه قائلاً: "رايح لزوجتي ولو مرجعتش بلغ أهلي"، وانصرف بعدها.

قبل وصول الزوج إلى منزل زوجته وأولادة شعر بألم شديد يقطع أحشائه حتى سقط بجوار أحد الأشجار مغشيًا عليه مفارقاً الحياة، جالساً متكاً على الشجرة يضع يديه على خديه يوحي أنه نائم وليس جثة هامدة، يبعد عن منزل أولاده وزوجته عدة أمتار، ظل هكذا لساعات طويلة حتى تم العثور عليه جثته هامدة، وتم نقله إلى المستشفى وبتوقيع الكشف الطبي تبين أنه قتل بسم فئران، وهنا أثيرت الشكوك حول الزوجة التي لم يصل بعد إلى منزلها أو رؤيتها خاصة بعدما أخبر صديقة رجال المباحث بتلك الكلمات الأخيرة التي تركها له قبل الرحيل « أنا رايح لزوجتي ولو مرجعتش بلغ أهلي ».

تلك الكلمات كانت محل الشك الأول حول الزوجة وأنها مرتكبة الجريمة انتقاما منه حتى خضعت لعدة جلسات تحقيق أمام النيابة العامة، والتي وجهت لها تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، لم يكن هناك دليل قاطع ببراءة المتهمة من تلك الجريمة التي اتهمت بها ظلما، حتى تم إحالتها إلى محكمة الجنايات، وحاول الدفاع حينها تقديم أدلة ثبت براءتها ولكن حجته كانت ضعيف حتى صدر قرار بإحالة أوراقها إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامها، ومن ثم قضت المحكمة بالإعدام شنقاَ في حق الزوجة.

ظلت المجني عليها نحو 4 أعوام مرتدية البدلة الحمراء، تجلس بين جدران الزنزانة دموعها لم تجف حزناً على ما لحق بها من ظلم نهايته حبل المشنقة لا محال، ولكن شعور الدفاع وإصرار المتهمة على أنها بريئة من تلك التهمة التي نسبت إليها ظلما، جعل المحامي يعيد حساباته مرة أخرى حتى يثبت براءتها وإنقاذها من حبل المشنقة، حتى تقدم بالطعن على الحكم أمام محكمة النقض المتواجدة وسط العاصمة بالقاهرة حتى قبل الطعن المقدم من الدفاع وحُددت جلسة لنظر الطعن.

رتب الدفاع أوراق القضية مرة أخرى للمثول أمام العدال موضحاً أسباب الطعن على حكم الإعدام الصادر من محكمة الجنايات، بعدما تيقن ببراءة موكلته، موضحاً أسباب الطعن والتي جاء أولها- أن المجني عليه فارق الحياة بعيداً عن مسكن زوجته، وأنه حضر بعدما علم بإجراء عملية جراحية لإحدى بناته، وهي من تواصلت معه لطلب مصاريف مادية للعملية الجراحية التي سوف تخضع لها، ولكنه لم يصل المنزل أو مكان الزوجية بعدما جلسة 3 ساعات رفقة صديقه من 6 مساء إلى 9 والنصف مساءً وأخبره بتلك الكلمات التي كانت محل الشك في المتهمة، والتي تحمل شقين أولهما أن المجني عليه كان يعرف أن زوجته تدبر له خطة لإنهاء حياته ومن المستحيل أن تخبره بتلك الجريمة، والشق الثاني قانوني آخر وهو أن الزوج ربما كان ينوي التخلص من نفسه، حسب أقوال الدفاع.

ثبت من تقرير الصفة التشريحية للمجني عليه أن تناول سم فئران داخل مشروب القهوة والذي بدأ مفعوله بعد 4 ساعات، فاتصل بصديقه في في حوالي الساعة 11مساء، فأخبره «قال الحقني أنا بطني بتتقطع»، فهنا تبدأ تفاصيل تلك القضية، أن مفعول السم لابد أن يتفاعل بعد 4 ساعات من تناوله، فإذا أنقصنا الـ4 ساعات المذكورة في تقرير الطب الشرعي من الساعه 11 وقت اتصاله بصديقه، فتجد أن السم وضع في القهوة أثناء تواجده مع صديقه على المقهى، حسب أقوال دفاع المتهمة.

كما شرح الدفاع أمام المحكمة أسباب الطعن على حكم الأعدام، أن معاينة النيابة أثبتت أنه لا يوجد شبه أو آثار للقهوة داخل مسكن الزوجية المتهمة، أو دليل على تواجد المجني عليه داخل مسكن زوجته نهائيا، وأن المتوفى وجد على بعد 800 متر من مسكن الزوجية ولم يصل إلى هناك من الأساس، والدليل على ذلك إنه وجد أسفل شجرة بجوار شريط القطار، وبكامل أناقته ملابسه ومحتوياته الشخصية، وهاتفه المحمول ولا يوجد على ملابسه آثار أنه تم نقله من مكان آخر أو تحريكه، ولو كان اتحرك من مكان أخر فهناك شيرك مع المتهمة متسائلاً أين هو؟.

لحظات حاسمة كان الجميع ينتظرها عقب انتهاء مرافعة الدفاع وتوضيح تلك النقاط السابقة أمام هيئة المحكمة، منتظرين العدالة لثقتهم في براءة المتهمة التي قضت 6 أعوام خلف القضبان على ذمة جريمة لم ترتكبها بعد، حتى عم الهدوء وسكنت الانفاس بعدما خرج الحاجب بصوته الجهور مناديًا «محكمة» لتصدر المحكمة حكمها التاريخي ببراءة المتهمة عما أسند إليها من اتهامات بعدما ثبت أن المجني عليه تناول كوب القهوة على المقهى ولم يصل إلى منزل الزوجة، ليتم حسم القضية بعدما ارتدت المجني عليها البدلة الحمراء طوال الـ 4 سنوات، لتعود إلى منزل أسرتها وسط ابنتيها الذين تجرعو خلال تلك الأعوام السابقة مرارة الحرمان من والدتهما.