الطريق
الأحد 5 مايو 2024 07:20 صـ 26 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
محافظ الجيزة يزور مطرانية الجيزة للاقباط الارثوذكس للتهنئة بعيد القيامة المجيد الأرصاد تحذر من أمطار وشبورة مائية على بعض المناطق هذا الأسبوع رئيس جامعة الأقصر يزور كنائس العذراء والإنجيلية والكاثوليكية للتهنئة بعيد القيامة محافظ الجيزة يزور مقر الكنيسة الإنجيلية للتهنئة بعيد القيامة المجيد أسامة كمال في عيد القيامة: ”احتفلوا واتبسطوا.. هويتنا المصرية القبطية المسلمة ذاربة في الجذور” محافظ الأقصر يهنئ البابا تواضروس الثاني بابا الكرازة المرقسية بعيد القيامة المجيد «الطريق» تتقدم بشكوى لنقابة الصحفيين ضد عدد من العاملين بها سابقًا.. وآخرين يدعون انتمائهم لها نائب محافظ البحيرة تشهد قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية دمنهور مي كساب تشيد بأداء آمال ماهر في حفلها بـ جدة.. ”دايما ملعلعة” مارسيل كولر: الشوط الأول كان جيد للغاية أمام الجونة محافظ الأقصر يهنئ أطفال جمعية الكتاب المقدس القبطية الأرثوذكسية الجمعة.. حفل تامر عاشور ومحمود العسيلي في فاميلي بارك الرحاب

في حواره لـ «الطريق».. أمين عام الجمعية المصرية للدراسات التاريخية:« كتابة الدراما التاريخية تحتاج إلى متخصصين»

أمين عام الجمعية للدراسات التاريخية-فيسبوك
أمين عام الجمعية للدراسات التاريخية-فيسبوك

أظهرت الدراما التاريخية الكثير من الأخطاء الفادحة التي اكتشفها الجَمهور وسلط الضوء عليها وخاصةً في مسلسل «سره باتع» الذي قلب الموازين في شهر رمضان الجاري، نظرا لأنه تناول تاريخ الحملة الفرنسية على مصر بأخطاء ملحوظة تثير جدل المشاهدين ورواد التواصل الاجتماعي.

فالمشاهد لا يحب من يستخف بعقله خاصةً في التاريخ المصري الذي ظل يدرس في ستة عشر عاما مرورا من الابتدائية حتى الإعدادية، فلم يكن مسلسل «سره باتع» هو أول دراما حدث فيها تحريف فهناك العديد من الأعمال التي أثارت الجدل خلال السنوات الماضية.

ولأن تاريخ الحملة الفرنسية مهم للغاية تحاورت جريدة "الطريق" مع الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، وأمين عام الجمعية المصرية للدراسات التاريخية.

اللجوء إلى متخصص تاريخي

لماذا تكررت الأخطاء التاريخية في الدراما المصرية؟

المنتج والقائمين على صناعة الدراما التاريخية يبخلون على التعاون مع مستشار تاريخي، وليس المراجع.. والمشكلة أنني أعلنت أكثر من مرة بصفتي أمين للجمعية المصرية للدراسات التاريخية لمن يفكر كتابة عمل درامي تاريخي علية أن يلجأ إلى الأساتذة المتخصصين لعدم الوقوع في الأخطاء.

ليس هذا حجرا أو تقيد للإبداع ولكن المتخصص في التاريخ يعرف جيدا الفرق بين الدراما والكتابة الأكاديمية التاريخية، وبذلك المستشار لن يقيد من حرية الكاتب والسيناريست بل بالعكس سيتفهم ذلك لكن ستكون عليه مهمة للفت نظر الكاتب بل والممثل أيضا إلى أمور هامة يتسبب تجاهلها لدرجة تفسد الأعمال الدرامية.

الفرق بين المراجع والمستشار التاريخي

ما الفرق بين المستشار التاريخي والمراجع؟

المراجع التاريخي: يعتمد على مراجعة النص فقط.

أما المستشار التاريخي: مهمته أوسع وأشمل من المراجع لأنه يحضر عمليه الإخراج بهدف لفت نظر المخرج إلى أخطاء ربما ليس بها عِلاقة بالنص وإنما بالأشخاص وأداءهم.

وعلى سبيل المثال:"لو أن هناك مستشار تاريخي لهذا العمل لكان لا اختلف المؤلف والمخرج إلى أن نابليون بونابرت عندما غزا مصر كان عمره 29 عام وليس 58 عام وذلك ما حدث في مسلسل "سره باتع" الذي يعرض في شهر رمضان الجاري".

المستشار التاريخي بواسطة دراسته يعرف أشكال وأصوات الشخصيات التي يجسدها الممثلين في الدراما التاريخية، لأن هناك مواصفات يجب على المخرجين اتباعها منها: الأشخاص التي تحمل الصوت الجهوري الذي يعد شخصية حادة في الطبع وهناك ما يحمل الصوت الرومانسي فضلا عن هذا طويل وذلك قصير أو سمين أو نحيف.

مهمة المستشار التاريخي

هل تجسيد الشخصيات شيئا هام؟

تجسيد الشخصيات بشكلها الصحيح شيئا مهما للغاية بالإضافة إلى أن المستشار التاريخي يوجه المؤلف والمخرج إلى السياق العام الذي وقعت فيه الأحداث ويلفت نظرهم إلى الأماكن المذكورة، فلا يجوز أن يكون الحدث وقع في القاهرة وأنسبه المنصورة مثلا، أو أنساب دور عمرو مكرم للشيخ الشرقاوي والعكس.

الأخطاء الفادحة في الدراما

ما الأخطاء التي وقعت في الدراما التاريخية؟

المستشار التاريخي يلفت نظر المؤلف والمخرج إلى الزمن الذي وقعت فيه الأحداث فلا يجوز أن نقول في مسلسل «سره باتع» أن الهكسوس احتله مصر 100 عام.

إذا دقق المؤلف في هذه المعلومة يكتشف أن الهكسوس احتله مصر 179 سنة أو أكثر وفقا لبعض الروايات التاريخية ولا يوجد عِلاقة بين حجر الرشيد وربطها بحروب الهكسوس فمصر احتلت من الرومان واليونان فإذا أرد أن يثير هذه المعلومة فكان عليه أن يقول: "مصر قبل مجيء نابليون بونابرت احتلت من دول كثيرة ولكنها ظلت قائمة وحافظت على هويتها وشخصيتها وطردت المستعمرين من بلادها.

قمت بمتابعة العديد من المسلسلات التاريخية مثل "ناصر" و"نجيب الريحاني" وكانت تحتوي على الكثير من الأخطاء ولم أعامل كمستشار تاريخي فكان من الممكن لفت النظر إلى هذه الأشياء الفادحة.

لا يجوز أن يقوم «عبد الفتاح أبو زهرة» بدور "اللواء محمد نجيب" نظرا لأن اللواء قصير القامة وهادئ الصوت ولكن الممثل عنيف وصاحب صوت جهوري، فهذه مسائل هامة فلا يجب البخل في سؤال تاريخي حتى يتجنبوا هذه الأخطاء.

جريمة تشويه الوقائع

متى يتوقف تزييف الدراما للتاريخ؟

الحقيقة تزييف الدراما للتاريخ مسألة أثيرت أكثر من مرة وخاصةً وصلت لحد تجريح وتشويه الوقائع التاريخية ورموز الحركة الوطنية والزعماء المصريين.. قد طلب البعض بقانون لمعاقبة مشوهين التاريخ.

أنا شخصيا شاركت في حلقة مع الراحل وائل الإبراشي وكان من رأي عدم صدور مثل القانون حتى لا نقيد حريات الأبداع.

ولكن الآن الحقيقة أشير إلى أهمية وضع قوانين ومعايير أمام من يكتب الدراما التاريخية لأن هذا يؤثر على ذاكرة الأمة ويغير من تفكيرهم حول الهُوِيَّة والانتماء المصري، ولا يوجد عقوبات حاليا ولكنها قضية تستحق المناقشة.