الطريق
الخميس 9 مايو 2024 07:11 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

رئيس جامعة الأزهر: القرآن لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إنَّنا نعيش في هذه الأجواء الرمضانية مع كلام ربنا ‏ومع شيء من لطائف الذكر الحكيم في آيات الصيام، والقرآن لا تنقضي عجائبه ولا ينفد على كثرة الرد ولا يشبع منه العلماء ‏كما قال نبينا ﷺ، وقال سهل بن عبد الله: «لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه»، يعني فهم من الكلمة الواحدة أو من ‏الجملة الواحدة ألف معنى واستنبط ألف حكم ما استطاع أن يصل إلى نهاية ما أودعه الله في آية من كتابه، ذلك لأنه كلام الله، وكلامه صفته، وكما أنه لا نهاية لصفاته فلا نهاية لفهم كلامه.

وأضاف خلال درس التراويح بالجامع الأزهر اليوم الاثنين 12 رمضان، أنه إذا استفتحنا آيات الصيام هي وقفات قليلة، نجد أن الله عز ‏وجل قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، ولو فتحنا المصحف وبدأنا بأول سورة البقرة سنجد أركانًا ثلاثة ذكرها الله وبني عليها هذا الدين وهي شهادة ألا إله إلا الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ}، ثم تنتقل فتجد ذكر الصيام في قوله: ‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ }، ثم في الربع الذي بعده: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}، فهذه أركان الإسلام وهذا منبعها في كتاب الله.

وأوضح أن ثمرة الصيام هي التقوى، وقد جاء ذلك في أول وآخر آية نزلت في الصيام، فأول آية: ‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ ‏تَتَّقُونَ}‏، وآخر آية في الصيام: ‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ ‏تَتَّقُونَ}‏، وختمت هذه الآية بقول الله: {كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، فالتقوى هي ثمرة هذا الشهر، فمن خرج منه بالتقوى فقد خرج بالخير كله، والتقوى هي ثمرة الصيام والصلاة والحج وثمرة كل العبادات وكتاب الله يشهد بذلك.