الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 03:31 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«حكايات الوجع والأمل».. أهالي مرضى أنيميا البحر المتوسط على باب مستشفى الدمرداش: مدد يا صاحب الشفا

أهالي مرضى مستشفى الدمرداش
أهالي مرضى مستشفى الدمرداش
ميرنا سامي

إذا ساقك القدر وتوجهت إلى مستشفى الدمرداش الكائنة بالعباسية سترى أرصفة مليئة بالحكايات، والأمراض التي لم تسمع عنها من قِبل تصاحب الأهالي الذين جاءوا من أقصى محافظات مصر لعلاج أبنائهم المصابين، ومن بينها مرض «أنيميا البحر المتوسط» الذي يضعف أطفالهم ويصيبهم الوهن، بينما يتعلقون بأمل أن يشفوا منه داخل المستشفى التي يتردد في أرجائها أصداء أوجاعهم وآلامهم.

مشهدٌ رصدته جريدة "الطريق" داخل المستشفى وعلى أبوابها، التي تحمل حكايات معاناة وعناء وتعب المواطنين الذين جاءوا من مسافات بعيدة إلى «الدمرداش» أملا في نجاة أبنائهم من الموت.

الأطفال يتلقون العلاج بكرفان


تبدأ الحكاية من أمام كرفان مرضى «ثلاسيميا»، ومن على أرصفة مستشفى الدمرداش تحكي «هبة» والدة الطفلة «بسنت»، أن ابنتها مصابة بالمرض «أنيميا البحر المتوسط» وهو عبارة عن تكسير في كرات الدم الحمراء، متابعة أنها تأتي إلى مستشفى الدمرداش المجانية منذ أربعة عشر عاما، أي منذ ولادة ابنتها، لتتلقى العلاج المناسب لها.

نقص بالأدوية المجانية


تقول والدة بسنت في لقاء خاص لـ"الطريق" إنها لم ترَ تقصيرا من الفريق الطبي والممرضين ولكن هناك نقص في بعض الأدوية والعلاجات المجانية أو التي تباع بأسعار مخفضة.

وادعت والدة بسنت أن المرضى ومن ضمنهم ابنتها، يتلقون العلاج في كرفان صغير يشبه «العشة» من الساعة السادسة صباحا حتى تنتهي من العلاج، قائلة: "المرضى يجلسون في كرفان ويتلقون العلاج على مقاعد وبعض السرائر فقط".

تقلص في وجبات المستشفى


وتابعت أن المستشفى كانت توفر وجبتين لكل مريض في البداية، ثم أصبحت وجبة واحدة فقط، مضيفة أن العلاج في الخارج يبلغ نحو أربعة آلاف جنيه ولكن من مستشفى الدمرداش تصل قيمته إلى ألف جنيه وحاليا غير متوفر في معظم الأحيان.


«المطر بينزل علينا في الشتاء»، بتلك الطريقة بدأت والدة الطفل مروان مجدي عباس المصاب بمرض «أنيميا البحر المتوسط» حديثها لـ«الطريق»، موضحةً أن المستشفى ينقصها أماكن لاستضافة أهالي المرضى حتى يكونوا أقرب إلى أولادهم أثناء طلب رؤيتهم.

غياب تجهيز العيادات


وواصلت والدة مروان: "نشتكي من غياب بعض الأدوية عن المرضى وتطوير العيادات من فترة طويلة.. منذ 10 سنوات يقولون إنها تحت التجهيز ولا يوجد شيئ ملموس"، واصفة كيفية التعامل مع الحالات المرضية: "اللي فصيلة دمه متوفرة بيدخلوا الكرفان.. أما اللي غير متوفرة بيفضل قاعد في الشارع صيف وشتاء".

حكاية المرضى من المستشفى


ولفتت والدة مروان إلى أن لديها فتاة وابن مصابين بمرض «أنيميا البحر المتوسط» وتنتظر أبناءها حتى الانتهاء من علاجهم من خلال جلوسها على أرصفة الشوارع، مستعينة بفرشة خفيفة من بيتها قائلة: "أنا بقعد أستنى ابني حتى لو المطر مطر مش بقدر أمشي لأنه لازم يخلص علاجه".

وفي سياق متصل، قالت والدة الطفلة ساندي إن لديها ابن مصاب بأنيميا البحر المتوسط وفتاة صغيرة تبلغ من العمر أربع سنوات ولكنها لا تعرف ما هو تشخيص مرضها، فهي لا تأكل أو تشرب وضعيفة البنية وكأنها في عداد الموتى قائلة: "خايفة بنتي تموت مني ومش عارفة أعمل إيه".


ولفتت والدة الطفلة مروة، إلى أنها تأتي يومين في الأسبوع من بني سويف من الساعة الخامسة فجرا إلى أن ترحل في الساعة الحادية عشر مساءً، مستعينة ببعض المأكولات والمصليات لتجلس عليها في الشارع.

أول تعليق من الصحة


وفي هذا الصدد، تواصل موقع "الطريق" مع الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية لمعرفة حقيقة الأمر وكيفية توفير الإمكانيات اللازمة للمرضى المصابين بـ«أنيميا البحر المتوسط».

وأكد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، أنه سيتم توفير جميع الاحتياجات الخاصة بمستشفى الدمرداش قائلا: "لا يوجد مسؤول يتمنى رؤية المرضى يحتاجون إلى علاج ولا يتم توفيره".

وأضاف تاج الدين: "إذا كان هناك إقبال من المرضى على توفير علاج أو جهاز محدد سيتم توفيره فورا".

اقرأ أيضا: الأرصاد الجوية: الطقس حار نهارا ومعتدل ليلا لنهاية الأسبوع

موضوعات متعلقة