الطريق
الجمعة 10 مايو 2024 01:33 مـ 2 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حزب العدل يكشف أوراق المرحلة المقبلة لـ«الطريق»: نستهدف الحصول على غالبية مقاعد البرلمان «حوار»

معتز الشناوي
معتز الشناوي

شارك حزب العدل في فاعليات الحوار الوطني، وتقدم بالعديد من المقترحات، ولعل المناقشة التي دارت مؤخرا بين الرئيس السيسي والنائب عبد المنعم إمام ضمن فعاليات المؤتمر الوطني للشباب بمحافظة الإسكندرية، جاءت لتفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول برامج وخطط الحزب وخاصة في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وأجرت جريدة "الطريق" حوارا مع الدكتور معتز الشناوي المتحدث الرسمي باسم حزب العدل حول أوراق عمل الحزب خلال المرحلة المقبلة، والمقاعد التي يخطط الحزب الحصول عليها في الانتخابات البرلمانية المقبلة وكذلك خطط الحزب بشأن المشاركة في الانتخابات الرئاسية وتقييم أداء الحكومة الاقتصادي.

وإلى نص الحوار:

_ كيف بدأت مسيرة حزب العدل في الحياة السياسية المصرية؟

حزب العدل هو حزب سياسي مصري، شارك في الحياة السياسية عقب الإعلان عن تأسيسه في مايو 2011 عقب ثورة 25 يناير، حيث أعلن مجموعة من المفكرين والنشطاء السياسيين عن برنامج وأهداف الحزب ومبادئه الأساسية.

وكان من أبرز المؤسسين: النائب عبدالمنعم إمام، ومنى البرادعي، وعمرو الشوبكي، ووحيد عبد المجيد، وسمير مرقص وحاول حزب العدل تأسيس تيار وسط رئيس في الحياة السياسية يتجاوز القوالب الأيديولوجية الجامدة، متصالح مع الأديان والتراث ودولة المؤسسات المدنية ومشجع للقطاع الخاص مع إيمان عميق بالدور الاجتماعى للدولة.

_ هل لديكم بالفعل تصور بشأن إدارة الدولة.. وما هي أبرز نقاطه؟


نحن كحزب لدينا أمانات مختلفة ولجان متخصصة، وعدد كبير من القيادات والمتخصين، وتدور بيننا مناقشات باستمرار في كيفية تحسين أداء الحكومة في إدارة الدولة، ونؤمن أن كل المصريين سواء الحكومة أو المعارضة، على قدر واحد من الوطنية، لكن مصر تستحق منا أكثر من ذلك سواء حكومة أو معارضة.

وإدارة الدولة تشمل الطرفين، فالدولة هي الشعب بكل أطيافه واختلاف توجهاته، وإدارة هذا الخليط لها أسس ومبادئ، نقدمها دائما في أوراق العمل التي يصدرها الحزب باستمرار، والتي شاركنا بها في الحوار الوطني، ومنها ما لاقى إجماعا وموافقة مثل مفوضية عدم التمييز وغيرها.


و يضع حزب العدل تصوراته العامة في إدارة الدولة في رؤيته ورسالته، فتقوم رؤيتنا على إقامة دولة ديمقراطية حديثة، قائمة على العدل والحرية والتنمية المستدامة، قوية ورائدة، مشاركة ومضيفة للحضارة الإنسانية، محافظة على البيئة، يكون الإنسان فيها حجر الأساس ومحور الاهتمام.

أما رسالة الحزب فتقوم على ثلاثة محاور:

- التعبير عن الهوية المصرية، بتنوع مشاربها الإنسانية وتفاعلها الحضارى وتعايشها مع الآخر.

- الحفاظ على الطبقة المتوسطة ومكتسباتها، ورعاية مصالحها، والعمل على تحسين أوضاعها.

- الانحياز الإيجابي للفئات الأكثر احتياجا والأقل تمكينا في المجتمع.


_ لماذا فشلت أحزاب المعارضة في مصر في الوصول للسلطة على مدار العقود الماضية؟

أحزاب المعارضة عموما جزء من نسيج الدولة والشعب، وكل حزب له طريقة يدير بها أموره مع المستجدات المحيطة، لا يمكنني الحديث نيابة عن جميع الأحزاب، لكني أتحدث كراصد لتجربة سياسية قضيت فيها نحو 20 عاما، المشكلة في الحياة السياسية المصرية كلها وليست في الأحزاب فقط، فمصر دولة ذات طبيعة خاصة تفرض عليها الظروف المحيطة أحيانا السير في اتجاه لا يغذي الحياة السياسية من أجل إنقاذ الوطن.

وفي أحيان أخرى لا تتمكن تجاربها من الاستمرار، وأهم شيء في أي تجربة وطنية هو الاستمرار، "مش كل مرة نختلف نهد اللي عملناه‘‘ ولعل بين أحزاب المعارضة امل كبير نؤمن به، ونسعى لتحقيقه خلال الفترة القريبة القادمة، امل يغيير خريطة الحياة الحزبية والسياسية فى البلاد، لنشهد جميعا جمهورية جديدة تتسع لكل المصريين، رغم اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم الحزبية والسياسية.

_ ما تقييمك لـ الحوار الوطني حتى الآن.. وأبرز المقترحات التي تقدمت بها؟


شارك من أعضاء حزبنا 58 متحدثا، في كل جلسات الحوار الوطنى حتى الآن، وكان لهم 58 كلمة، وبلغت نسبة المشاركة النسائية 23% وستزداد تلك النسبة خلال الجلسات القادمة، وقد تقدمنا بثلاثة مشاريع قوانين (الإدارة المحلية – المجالس المحلية – الاحزاب السياسية ) إضافة لعدد 34 ورقة سياسات متخصصة، واقتراحين متكاملين لانشاء مفوضية لمناهضة التمييز واخري لشئون الاحزاب.


أما الشق الآخر لسؤالك فإن مميزات الحوار الوطني لا حصر لها، وجميع المشاركين ومجلس الأمناء كانوا ومازالوا على مستوى الحدث، لكن الأهم توقيت الحوار الوطني وكيف وعت القيادة السياسية أن الأمور يجب أن تسير خطوة بخطوة، بداية من إزالة آثار عدوان الجماعة الإرهابية بعد 30 يونيو، وبداية الإصلاح الاقتصادي وبناء الجمهورية الجديدة.

وكما أوضحت الأهم في كل شيء هو الاستمرار لتحقيق نتائج أو لتقييم التجربة تقييما موضوعيا، كيف ستقيم تجربة غير مكتملة؟ كيف ستحكم عليها؟

_ هل ستخوضون الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

لم يتخذ الحزب قرارا بعد بالدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية الموضوع ليس دعاية أو مظاهر، هي مسؤولية وطن يجب أن تدرس جيدا من جميع الجوانب، دراسة المرحلة وطبيعتها والمستقبل ومتطلباته، ثم اتخاذ القرار بعد مناقشته فى الهيئات الحزبية المختلفة.

_ لماذا دائما تربط صورة أحزاب المعارضة في مصر بنظرية المؤامرة والحصول على دعم من الخارج؟

تصحيح بسيط، هذه الأصناف لم تصنف باعتبارها أحزاب معارضة من المصريين، بل كانت هذه التصنيفات مدفوعة من وسائل إعلامية غربية، نتيجة جهل الطبيعة المصرية أو لغرض في نفسهم، وهناك جماعات إرهابية كانت تدفع أموالا لوسائل الإعلام الغربية لتحاول إظهارها بصورة المعارضة، وهي في الحقيقة تعمل ضد الدولة والشعب.

وهكذا كبرت كلمة تخرج من الإعلام الغربي، لكن الحقيقة أن أحزاب المعارضة المصرية في وقت الأزمات تتحرك فورا لإنقاذ مصر، حدث ذلك في أوقات الحروب والأوبئة والأزمات الاقتصادية، وفي 30 يونيو كانت الوقفة المشهودة لجميع طوائف الشعب، أين نظرية المؤامرة في مشهد 3 يوليو المجيد.


نحن حاليا نؤدي دورنا الوطني، والإشادة بالخطوات السليمة ومعارضة الخطوات التي يجانبها الصواب، ونعمل جميعا من أجل أن نقدم لمصر أفضل ما يكون، فمصر والمصريون يستحقون الأفضل دائما، من الحكومة والمعارضة.

_ ما تقييمك لأداء الحكومة الاقتصادي؟

بالطبع أي فرد في الوطن يعلم دقة المرحلة التي نمر بها، نحن شعب يحاول استعادة أدوات الإنتاج والاعتماد على نفسه والخروج من الأزمة، وبالتالي يجب على الحكومة أن تتحرك على أكثر من مسار، المسار الحالي لتوفير احتياجات المواطن، ومسار المستقبل الذي نبنيه للأجيال المقبلة.

وهنا يكون الاختلاف ليس على الصواب والخطأ، ولكن على الأولى فالأولى، لأن التفكير في مستقبل مصر لا خلاف عليه، لكننا نحتاج لترتيب الأولويات بشكل جديد، فالأداء الاقتصادي لا يرضي الشعب، ولا نرضي عنه فى حزب العدل ويظهر ذلك من خلال أداء نواب الحزب فى غرفتى البرلمان، وفي مقدمتهم رئيس الحزب في انتقاد أداء الحكومة .

ونرى أننا بحاجة لتغيير سياسات الحكومة وليس مجرد الأشخاص، وأننا كمعارضة نرى من كل الزوايا، وكل الرؤى الاقتصادية المتطورة التي نرى أنها مفيدة من أجل مصر قدمناها في أوراق عمل مصاغة بشكل فني محترف، ونشرناها عبر منصات الحزب ووسائل الاعلام المختلفة، وشاركنا بها في الحوار الوطني.


_ كم مقعد برلماني يمكنكم الحصول عليه في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟

50، 100، 500، لا يمكن التكهن بالنتائج في الانتخابات البرلمانية والتي تقام في إطار عملية ديمقراطية شفافة، في وسط سياسي في طور التكوين بالنسبة لرجل الشارع، ونظام انتخابي لم يتحدد بعد، وتحالفات انتخابية غير مكتملة حتى الآن، وثقل في مناطق أكثر من مناطق، طموحنا فى حزب العدل هو الحصول على الأغلبية، وإمكانياتنا لا ينقصها الكثير لتحقيق ذلك.

_ متى يتقدم المكتب السياسي لـ حزب العدل بالاستقالة ويترك موقعة لإدارة جديدة؟

حسنا، سأجيبك في سياق الفرضية، لا يمكن للمكتب السياسي في حزب العدل الاستقالة إلا بعد أن يكون الطرح خارج المكتب السياسي من داخل الحزب أقوى وأوقع وأشمل، وبعدها يجرى تغييرات في المكتب السياسي لضم العناصر الأكثر تطورا واستشرافا، لكن مهما حدث لن يجبر أحد مسؤولا حزبيا على الاستقالة، لدينا أدوات حزبية أكثر مرونة لا تصنع شروخا داخلية.

ولا يمكن لأي مسؤول في حزب العدل الاستقالة لمجرد فرض رأيه أو التأثير على القرار، تجاوزنا هذه المراهقة السياسية، ونعمل حاليا بفكر أعلى، فكر حزبي وطني معارض أكثر نضجا، هذه الاستقالات الآن تليق بحركات صغيرة لا أحزاب مسؤولة.

موضوعات متعلقة