أول مؤسس مركز للحفريات يكشف تفاصيل توثيق اكتشاف حوت فرعوني عاش 41 مليون سنة
وثق فريق مصري للحفريات الفقارية بجامعة المنصورة اكتشاف نوع جديد من الحيتان التي عاشت في مصر منذ 41 مليون سنة، حيث أطلق عليه اسم توتسيتس لإحياء الذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، نظرًا إلى أن قصة وفاته تشبة حكاية الحوت الفرعون.
لم تكن هذه المرة الأولى التي وثق فيها علماء مصريون اكتشاف الحيوانات الحفرية القديمة والتي عاشت لملايين السنين، لذلك أجرت «الطريق» حوارًا مع الدكتور هشام سلام أول مؤسس مركز للحفريات الفقارية بجامعة المنصورة لمعرفة المدة التي يأخذها العلماء في توثيق اكتشاف تلك الحفريات وخاصة الحوت الفرعوني ومعرفة كيفية تأسيس هذا المركز وأبرز إنجازاته.
- كيف جرى اكتشاف الحوت الفرعوني؟
اكتشف الحوت الفرعوني «توتسيتس» عام 2012 في قلب صحراء منخفض الفيوم بواسطة العالم الدكتور محمد سامح مدير إدارة الجيولوجيا والحفريات بقطاع حماية الطبيعة ومدير محميات المنطقة المركزية بوزارة البيئة، وظلت الحفرية حبيسة الأداراج حتى عام 2017 حيث جاء به مركز المنصورة للحفريات الفقارية للعمل على توثيقها لمدة 6 سنوات والانتهاء منها بعد نشرها بالأمس.
- ما هي مراحل كتابة توثيق الاكتشافات الحفرية؟
يجب أن تحتوي التوثيقات الاكتشافية على دليل علمي لذلك يعمل فريق مركز الحفريات الفقارية بالمنصورة لمدة طويلة لقراءة العديد من الأبحاث عن ذات الاكتشاف، بالإضافة إلى البحث عن جزور العائلات وأصولها بشكل موسع لمعرفة الصفات التشريحية التي تميزت بها الحفرية وبعد ذلك نبدأ في عمليات المقارنة بين الاكتشاف الجديد والقديم.
واكتشف مركز الحفريات الفقارية أن الحوت الفرعوني لديه صفات مختلفة لذلك سهل علينا توثيقه بشكل واسع وأشمل عن باقي الحيتان، نظرًا إلى أن جنسه ونوعه جديد فهو يعتبر من الحيتان المائية المعيشة التي لم تكتشف من قبل وعاش أكثر من 41 مليون سنة لذا فهو أول حوت بر مائي يكتشف في قارة أفريقيا.
واستطعنا أيضًا توثيق حجم الحوت الفرعوني من خلال إجراء مسائل حسابية على الجمجمة الخاصة به حتى توصلوا إلى أن حجمه الأصلي 2.5 متر، لذلك أصغر الحيتان في العالم حتى العصر الحالي والدليل على ذلك هو أننا اكتشفنا أسنان لبنية مما يؤكد أنه كان في مرحلة النمو.
ويعتبر الحوت الفرعوني ملك من أحد ملوك الحيتان القديمة توفي في سن مبكر لذلك جاءت فكرة تسميته على شرف توت عنخ أمون لأن قصته كانت متطابقة مع حيث توفى الملك توت أيضًا وصغير في السن وجات فكرة تسميته من أحد طلاب عبد الله جوهر.
- هل عثر على الحوت في مقبرة توت عنخ أمون؟
لم يتم العثور على الحوت الفرعوني في مقبرة توت عنخ أمون بل في منخفض الفيوم في قلب الصحراء ولكن أراد الفريق الحفري تسميته على شرف توت عنخ أمون لأنه توفى وهو صغير وأتمنى أن يتم نقله إلى المتحف الكبير لوضعه مع مقتنيات توت عنخ أمون لأحياء ذكرى هذا الاكتشاف العلمي.
ما مدة توثيق اكتشاف الحفريات؟
يأخذ توثيق اكتشاف الحفريات مدة كبيرة لاتقل عن 3 سنوات وفي حالة إذا كان الاكتشاف العلمي كبير مثل اكتشاف الحوت الفرعوني يأخذ 6 سنوات وفقًا للجهد المبذول في هذه الحفرية، ويمكن أن يطول لسنوات لا يمكن تحديدها حتى يصلوا إلى جزور وفصيلة الحفرية.
كيف جاءت فكرة تأسيس مركز للحفريات الفقارية بجامعة المنصورة؟
جاءت فكرة تأسيس مركز للحفريات بجامعة المنصورة عندما أخذت منحة من الحكومة المصرية لدراسة التخصصات النادرة والمنقرضة في ظل احتياج مصر لعلماء يفهون في تلك المجالات فسفرت في 2006 وعدت في عام 2010 بحلم كبير لتأسيس مدرسة علمية، وفي عام 2008 عندما كنت في المرحلة الثانية من الدكتوراة اقترحت فكرة تأسيس هذا المركز :"وحاليًا أنا بعيش الحلم دة".
ما هي إنجازات المركز للحفريات ؟
نحن نعمل على توثيق التراث الطبيعي المصري من الحفريات الفقارية التي لها عمود فقري مثل الديناصورات وأسلاف الحيتان والفيلة لرؤية شجرة الأنساب في التاريخ الجيولوجي، وكانت أشهر إنجازات المركز هو توثيق ديناصور أكل للعشب عاش في مصر 73 مليون سنة واكتشفت حفرياته من الواحات الداخلة وسمي على شرف جامعة المنصورة لأن المكتشفين كانوا من الجامعة.
اقرأ أيضا: عمره 41 مليون سنة.. اكتشاف نوع جديد من الحيتان وزنه يصل
