الطريق
الخميس 9 مايو 2024 10:07 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

سمير الإسكندراني.. «الثعلب» خدع الموساد وارتمى في حضن عبد الناصر

سمير الإسكندراني
سمير الإسكندراني

فنان من طراز خاص ووطني حتى النخاع، أحب بلده ونجح في خداع الموساد، ألهب حماس الملايين بأغانيه الوطنية من "يارب بلدي وحبايبي" حتى "في حب مصر" هو الفنان سمير الإسكندراني.

ميلاد ونشأة سمير الإسكندراني

ولد سمير الإسكندراني في 8 فبراير 1938في حي الغورية بالقاهرة، كان أحد أجداده يهوديًا ولكنه اعتنق الإسلام ليتمكن من الزواج من فتاة مسلمة، كان والده يعمل تاجرًا للموبيليا ومحبًا للفن ويرتبط بصداقة مع عدة شعراء وملحنين أبرزهم زكريا أحمد وأحمد رامي، درس "الإسكندراني" في كلية الفنون الجميلة ولإتقانه اللغة الإيطالية كان يذيع النشرة في البرنامج الإيطالي وكان مجندا بالجيش وفي إحدى المواجهات مع جيش العدو على الجبهة كان يجبس بجواره زميله وعندما قصفته المدفعية استشهد بجواره وكانت من اللحظات القاسية في حياته.

البدايات عند سمير الإسكندراني

البدايات عند سمير الإسكندراني

سافر ضمن بعثة دراسية إلي مدينة "بيروجيا" بإيطاليا، وهو عمره بالكاد 18عاما، وحصل على أكثر من منحة من الحكومة الإيطالية، وذهب لدراسة الأدب الإيطالي والفنون الجميلة في قصر فيكتور إيمانويل آخر ملوك إيطاليا، وكان يهوى قراءة قصص المغامرات وكان مرتبط بمنظمة الشباب وبالرئيس جمال عبد الناصر.

محاولة تجنيده في الموساد

محاولة تجنيده في الموساد

في إحدى الأيام وهو في إيطاليا تعرف على شخص يدعى "سليم" يكبره في العمر بنحو 15 عاما، يقول "الإسكندراني" في لقائه مع ريهام السهلي "دخل عليا بمودة شديدة وأنا ولدت في الغورية كان بيكلمنى بالعربي وبيقولي تقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها ليثبت لي إنه مصري إبن بلد وبقينا قريبين من بعض نسهر ونتعشى وكنا نحصل من الحكومة الإيطالية على 50 جنيه قيمة المنحة وفي إحدى السهرات دفع قيمة تكاليف السهرة 300 جنيه واستغربت جاب الفلوس منين وسألته بتدرس هنا قالي أنا بشتغل في تجارة الأسلحة".

سمير الإسكندراني.. «الثعلب» خدع الموساد وارتمى في حضن عبد الناصر

ويكمل "كان يغيب فترات وأخبرتني صديقة لنا أن "سليم" يحمل الباسبور الأمريكاني وده كان مصيبة في سنة 1960 وشكيت فيه وقالي همكنك من العيش في إيطاليا وتتزوج وبعد شهر قابلني برجل ألماني وتعددت المقابلات وطلب منه الباسبور وطلب مني التطوع في الجيش وقمت بالتمثيل إني موافق وأخبرني أنه تبع منظمة البحر المتوسط لمحاربة الشيوعية".

سمير الإسكندراني.. «الثعلب» خدع الموساد وارتمى في حضن عبد الناصر

سمير الإسكندراني يطلب مقابلة الرئيس

عكف الرجل على تعليمه وتدريبه على الشفرة والحبر السري ووسائل التخابر وطلب منه العودة إلي مصر، يقول "حاولت مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر ورحت قصر عابدين وقصر القبة وقولتلهم عندي معلومات تهم مصلحة البلد وعايز أقابل الريس وكانوا بيتعاملوا معايا على أساس انى عيل لإن عمري وقتها كان 18 سنة، ووالدي كان بيبيع موبيليا في شارع عبد العزيز وجاله زبون يشترى منه وبيكتب الفواتير وسأل الشخص عن عمله فقاله مش مهم لكن والدي قاله لازم لأن الدفتر بتشوفه الضرايب فقاله بشتغل في المخابرات العامة وبقى فيه صلة بينه وبين والدي وحكى له عني وأخدني وطلبوا مني ما اتكلمش مع أي كائن حتى والدي".

سمير الإسكندراني.. «الثعلب» خدع الموساد وارتمى في حضن عبد الناصر

سمير الإسكندراني في حضن عبد الناصر

يقول "بعد شهر قابلت الرئيس جمال عبد الناصر وارتميت في حضنه وحاولت تقبيل يده ولكنه رفض وطلب منى أتعامل مع صلاح نصر وقالي كأنه أنا بالضبط"، ويقول: "بدأ الجهاز المصرى يعلمني أشياء لم يعلمني إياها الجهاز الموساد" وفي النهاية نجح سمير الإسكندراني الذي عرف بـ"الثعلب" في تفكيك 6 شبكات تجسس إسرائيلية ما تسبب في إقالة رئيس المخابرات الاسرائيلي.

سمير الإسكندراني.. «الثعلب» خدع الموساد وارتمى في حضن عبد الناصر

أغاني سمير الإسكندراني الوطنية والعاطفية

كان "الإسكندراني" وطنيا حتى النخاع وقدم خلال مشواره الفني العديد من الأغاني الوطنية أبرزها "يا نيل، ابن مصر، يا رب بلدي وحبايبي، في حب مصر" وأغاني عاطفية أبرزها "طالعة من بيت أبوها" وبرع في تقديم الأغاني بعدة لغات أجنبية.

سمير الإسكندراني.. «الثعلب» خدع الموساد وارتمى في حضن عبد الناصر

معاناة سمير الإسكندراني مع المرض ووفاته

عانى سمير الإسكندراني في أواخر أيامه من المرض وأصيب بالفشل الكلوي والبروستاتا وأجري عملية جراحية ناجحة قبل وفاته بعام واحد وفي 13 أغسطس 2020 كانت النهاية ورحل عن عمر ناهز 82 عامًا، ونعاه جهاز المخابرات المصرية، وترك "الإسكندراني" خلفه سيرة بطل وطني عشق تراب بلده وأغاني وطنية تلهب حماس الملايين.

اقرأ أيضًا: محمد عبد المطلب «ملك المواويل» وصنع أسطورته من «ساكن في حي السيدة»

موضوعات متعلقة