الطريق
الأربعاء 8 مايو 2024 06:11 مـ 29 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

توفيق الدقن.. لاعب السكة الحديد الذي دخل الفن بالصدفة

توفيق الدقن
توفيق الدقن

يعتبر توفيق الدقن من أشهر ممثلي أدوار الشر في السينما المصرية، والذين استولوا على القلوب بخفة دمهم مثل إستيفان روستي ومحمود المليجي وعادل أدهم.

توفيق الدقن وكره الفن

لم يكن الشاب المنوفي يخطر بباله أن يصبح فنانا، فقد كان يكره الأنشطة الفنية ولم يدخل سينما بشبابه، وكان يمارس الرياضة بنشاط شديد، حيث تفوق في الملاكمة وكرة القدم، ويواظب أيضا على الصلوات الخمس في أوقاتها، إلى أن لعب القدر لعبته وحول الدفة من الرياضة إلى التمثيل.

التقى توفيق الدقن بالفنانة روحية خالد، التي استنجدت به ليقوم بأحد الأدوار في عرض للهواة بجمعية الشبان المسلمين، بعد مرض الممثل الأصلي، فرفض بشدة لكنه وافق في النهاية، فعلمته أداء الدور وكيفية تمثيله، ليقف الشاب على المسرح ويبهره رنين تصفيق الجمهور، لكنه سرعان ما نسى ذلك وعاد لطبيعته مرة أخرى.


مشوار توفيق الدقن من معمل ألبان لمعهد التمثيل

بعد حصوله على الثانوية العامة عمل توفيق الدقن مديرا لمعمل ألبان بالمنيا، ثم كاتبا في نيابة المحافظة، قبل أن يتوفى والده وينتقل مع شقيقاته البنات للعيش في القاهرة ثم يترك النيابة ويعمل بالسكة الحديد باليومية ليستطيع مساعدتهن، ولم ينس هوايته فاشترك بنادي كرة القدم بالشركة، وفي هذه الأثناء افتتح معهد الفنون المسرحية، فقرر الدقن دخوله وقتها لتعويض عدم حصوله على شهادة عليا فقط لا غير، وهو بالطبع ما لم يحدث، فقد أصبح لاعب السكة الحديد الذي يكره الفن من علامات الدراما المصرية والعربية على مر التاريخ.

اقرأ أيضا: في يوم ميلاده.. لهذا السبب قفز إسماعيل ياسين من نافذة القطار (فيديو)

دخول المعهد دون امتحان

كان لدخول توفيق الدقن معهد الفنون المسرحية قصة طريفة، فقد فشل الفنان الراحل في اجتياز اختبارات القبول عندما تقدم لأول مرة، فرفض التقدم الاختبارات مرة أخرى، إلى أن أرسل إليه زكي طليمات تلغرافا يطلب منه الحضور للمعهد، وعندما ذهب إليه عاتبه الراجل على عدم تقدمه للاختبار، ثم ألحقه بالمعهد ليصبح الدقن الطالب الوحيد الذي يدخله دون امتحان.

الدقن والأدوار المتواضعة لكسب العيش

رغم نجاح الدقن الباهر في السينما إلا أنه لم يرض عن معظم الأدوار التي أداها على الإطلاق، وصرح بهذا في أكثر من حوار صحفي وإذاعي، بل إنه قال للإعلامي وجدي الحكيم في الإذاعة المصرية إنه يخجل كثيرا من أدواره السينمائية ويكره أن يشاهدها مرة أخرى، لكنه أرجع ذلك بكل أسف لحاجته المادية، فهو وإن كان راض كل الرضا عن أدواره المسرحية، إلا إن أجره كموظف في المسرح القومي كان 60 جنيها في الشهر، يحصل منه على 7 جنيهات بعد الاستقطاعات والضرائب، فيضطر لقبول الأدوار السينمائية حتى وإن كانت تافهة ليستطيع الإنفاق على بيته.

طعامة الفن في شوكه

عانى توفيق الدقن في حياته وتملكه حزن شديد بسبب قبوله الأدوار التي يكرهها تحت ضغط الظروف المادية، إلا إن الرجل كانت له فلسفة خاصة مع تلك المشاكل، فرأى جمال الفن في صعوبته، حتى إنه قال في حوار إذاعي "الفن مشوار طعامته في شوكه، كالوردة حلاوتها في الشوك اللي بيلفها، لما تيجي تقطفها لازم تجرحك شوكة، وبتبقى سعيد بريحة الوردة وبنفس شوية الدم حتى اللي نازلين منك". تلك كانت كلمات الرجل الذي عشق فنه فخلد ذكراه بما تركه لنا من أعمال فنية وأدوار مميزة في السينما والمسرح والتليفزيون، وإفيهات نرددها دوما حتى يومنا هذا.

موضوعات متعلقة