الطريق
الإثنين 6 مايو 2024 02:00 صـ 26 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حكمت المحكمة.. الفن الهابط وأغاني المهرجانات فيروس يهدد المجتمع

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يلعب الفن دورًا محوريًا في التشكيل الثقافي للمجتمعات، لذلك تحرص الأمم الواعية أن تصنع فنًا مُميزًا، يخلق نوع من الرقي الذوقي والخُلقي والفكري، أما في مجتمعاتنا فنحن نهمل بشكل شبه كامل صناعة المحتوى الفني المؤثر إيجابيًا على الناتج الثقافي والفكري في المجتمع.

في هذا التقرير ترصد "الطريق" الجوانب المهملة في الفن رغم أهميتها الكبرى في صناعة وعي الأجيال القادمة.

إهمال المحتوى الفني والتركيز على الصورة

يقول أحمد سعد الدين الناقد الفني لـ"الطريق"، إن الاهتمام الآن في الأعمال الفنية المصرية والعربية على وجه العموم أصبح مُنصبًا على الصورة وجودتها وعلى شكل المؤدي سواء كان مُطربًا أو كان مُمثلًا، في حين أن المحتوى أصبح أكثر سوءًا ورداءة من ذي قبل.

وتابع "سعد الدين"، أن كلمات الأغاني الآن أصبحت تعبئة للحن ومُخاطبة للغرائز وبها كم لا بأس به من البذاءة والسطحية، وكذا محتوى الأعمال الدامية الذي يحض بعضها على البلطجة والتفاهة.

وأوضح الناقد الفني، أن دور الفن ليس هكذا على الإطلاق، فنحن نشجع الأعمال الكوميدية الهادفة ذات المحتوى النافع الذي يتعلم ويؤثر إيجابيًا في المتلقي، ولكن وعلى الجانب الأخر فتاريخنا الفني مليئ بالأفلام والدراما التي غيرت في المجتمع بشكل كبير ومؤثر وليس بعيدًا عنا أفلام مثل "كلمة شرف - وجلعوني مجرمًا - أريد حلًا" وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

ويستطرد "سعدالدين"، أن فيلمًا مثل فيلم "الشقة من حق الزوجة" برغم أنه فيلم كوميدي وبه كمية كبيرة من الضحك إلا أنه استطاع تغيير القانون وجعل المُشرع يُعيد النظر في حقوق الزوجة بعد الطلاق وكيف يحفظ لها حقوقها، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

ويختم الناقد الفني حديثه، أن على صُناع الفن بشكل عام أن يجعلوا المحتوى المُقدم للمشاهد على رأس أولوياتهم ثم تأتي بعده جودة الصورة والجوانب التقنية من صوت وحركة وغيرها وهي مهمة جدًا بلا شك.

الأطفال في طي النسيان

تقول الدكتورة سالي عاشور الخبيرة بالمركزالقومي للبحوث الاجتماعية والجنائية "للطريق"، إن الفن عليه عامل كبير في تشكيل وعي الطفل، ولكن الملاحظ في الآونة الأخيرة أو بالأحرى مُنذُ مطلع الألفية الجديدة، ان المحتوى العربي المقدم للطفل أصبح في تراجع من حيث القيمة والجودة معًا.

وتابعت "عاشور"، بالإضافة لما سبق فتأتي الضغوط الاقتصادية لتضع على كاهل الأسرة أعباء إضافية تضطر الأبوين للبقاء خارج المنزل لفترات كبيرة، وهنا يُترك الأطفال فريسة للمحتوى المقدم عبر الشاشات بمختلف أنواعها سواء تليفزيونية أو هاتفية، وهو محتوى في أغلبه يحوي ثقافة غربية غير مناسبة لأطفالنا وعاداتنا وتقاليدنا، والمحتوى العربي القليل المقدم به الكثير من العنف والألفاظ الغير مناسبة.

وأردفت الخبيرة الاجتماعية، لذلك نحن هنا في مركز البحوث الاجتماعية والجنائية قدمنا توصيات عدة لعدد من الوزارات والمجالس التشريعية المتعاقبة، بأهمية المحتوى المرئي المعروض وأهمية مراقبته وتأثيراته السلبية على المجتمع، خاصة المحتوى المقدم للطفل، وتلك التوصيات هي أقصى ما يمكن أن يقدمه المركز طبقًا لقانونه ولوائحه.

أغاني المهرجانات خراب على المجتمع

وقد جاء في نص حكم للمحكمة الإدارية العليا برئاسة المستشار عادل بريك، نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين سيد سلطان والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى وشعبان عبد العزيز وأحمد ماهر نواب رئيس مجلس الدولة فى الطعن رقم 43350 لسنة 64 قضائية عليا بجلسة 13/6/2020 ما يلي:

1- أغانى المهرجانات والحفلات يملؤها الإيحاءات الخارجة في ألفاظها عززت من انتشار ظاهرة التحرش الجنسي حتى وصل الأمر بتحرش طلاب المدارس الإعدادية بمعلماتهم وهو ثمرة تشويه فكري وأخلاقي وديني .

2- أغانى المهرجانات والحفلات الساقطة تصريحا وتلميحا أفسدت الذوق العام وخرجت على التقاليد والقيم التى خصها الدستور بالرعاية وأوجب على الكافة مراعاتها والتصون لها.

3- أغانى المهرجانات معولا لهدم القيم الأصيلة في المجتمع ونصلاً لخدش الحياء , وسهما مصوبا لقتل الفضائل ومكارم الأخلاق.

4- بعض الأفلام غيرت من عقلية النشء حيث تقدم البطل على أنه إنسان فوضوي خارج عن القانون والعادات يفعل ما شاء وما أراد ، ويندفع وراء غرائزه عن طريق غير سوي متحديًا قيم وتقاليد المجتمع فيتخذ الطلاب من تلك الشخصية الفوضوية عديمة المبادئ والقيم مثلاً وقدوة.

5- هذا النوع من الأفلام يصور العديد من مظاهر الخيانة وأقوال الفُحش والرذيلة والجرائم والخروج على القانون ومشاهد العنف والسلوكيات ذات الإيحاء الجنسى.

6- المحكمة تستنهض همم الأجهزة الفنية الرقابية للقيام بدورها دون مواربة إزاء ما أصاب شباب المجتمع وناشئيه من انحلال الخلق وفقدان القيم.

7- لا يضعف همة الأجهزة الفنية الرقابية أن نوعية تلك الأفلام وأغانى المهرجانات قد صادفت استجابة الجماهير، فاتجاه جانب من الجماهير إلى متابعتها وتكالبهم على مشاهدتها ليس قرينة على سلامتها من النواحى الاجتماعية والخلقية والعبرة بما تحدثه تلك الأفلام والأغانى من انعكاسات سلبية على المجتمع.

8- ولا يثبط من همة تلك الأجهزة الفنية الرقابية الادعاء بحرية الإبداع الفنى لأنه يتعين التفرقة بين كفالة حرية الإبداع الأدبى وبين استغلال ما تفرزه العقول المريضة والنفوس الرخيصة من قيم سلبية يعانى منها المجتمع سنين عددا للتخلص من اَثارها على أجياله.

اقرأ أيضًا: بعد سرقة المتحف البريطاني.. مطالبات باستعادة الآثار المنهوبة