الطريق
الأحد 5 مايو 2024 05:10 صـ 26 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
محافظ الجيزة يزور مطرانية الجيزة للاقباط الارثوذكس للتهنئة بعيد القيامة المجيد الأرصاد تحذر من أمطار وشبورة مائية على بعض المناطق هذا الأسبوع رئيس جامعة الأقصر يزور كنائس العذراء والإنجيلية والكاثوليكية للتهنئة بعيد القيامة محافظ الجيزة يزور مقر الكنيسة الإنجيلية للتهنئة بعيد القيامة المجيد أسامة كمال في عيد القيامة: ”احتفلوا واتبسطوا.. هويتنا المصرية القبطية المسلمة ذاربة في الجذور” محافظ الأقصر يهنئ البابا تواضروس الثاني بابا الكرازة المرقسية بعيد القيامة المجيد «الطريق» تتقدم بشكوى لنقابة الصحفيين ضد عدد من العاملين بها سابقًا.. وآخرين يدعون انتمائهم لها نائب محافظ البحيرة تشهد قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية دمنهور مي كساب تشيد بأداء آمال ماهر في حفلها بـ جدة.. ”دايما ملعلعة” مارسيل كولر: الشوط الأول كان جيد للغاية أمام الجونة محافظ الأقصر يهنئ أطفال جمعية الكتاب المقدس القبطية الأرثوذكسية الجمعة.. حفل تامر عاشور ومحمود العسيلي في فاميلي بارك الرحاب

محمد هلوان يكتب.. استراتيجية صناعة الرمز في الأيدولوجية الاخوانية

جماعة الأخوان المسلمين
جماعة الأخوان المسلمين

المتتبع للأيديوجيا السياسية الإسلامية، أو الإسلاموية بتعبير أدق، سيجد على مدار تاريخ جماعات الإسلام السياسية محاولة مستميتة لخلق رموز لتخليد هذه الحركات ومنعها من الفناء أو الإدراج طور النسيان، مجرد محاولة أي جماعة إسلاموية خلق للرمز لا يكن من فراغ، بل هو محاولة لإدراجها فيما بعد كتاريخ سياسي ونضالي من وجهه نظرهم، لا يلبس أن يتحول فيما بعد لتاريخ ديني جديد..


لن اعتمد في المقال سرد كافة الحوادث التاريخية للجماعات المتأسلمة، أو بتعبير أدق أيضًا المتوحشة بالإسلام، بل سآخذ فقط نموذج لشخصية مركزية في التاريخ السياسي لتلك الجماعات، مثل سيد قطب..

سيد قطب من خلال قراءتي من داخل كتبه نفسها التي كتبها بيده ومقالاته وسيرة حياته لم يكن يرغب سوى في الاندماج تحت نموذج سلطوي، أي أنه باحث عن السلطة، بدليل محاولته التعقيب على عباس محمود العقاد وطه حسين في العديد من القضايا، فهو لم يتفرد بمنهج أو نظرية أو نسق فكري خاص به، بل حتى في معالمه لم يجد سوى نظريات قوبلت من قبل في التاريخ الإسلام بالنفور والرفض مثل نظرية الحاكمية..


العديد من الكتاب والمفكرين وعلماء الدين ناقشوا تلك النظرية التي هي في الأصل غير أصلية، بل أنها مجرد فكرة رحلت عبر عصور عديدة في محاولة من سيد قطب لإعادة إنتاجها من جديد في سياق تاريخي مختلف، يكمن الاختلاف في استجلابها من نسق تاريخي قديم وأيضًا قياسًا على مجتمع مختلف لما عاهدته تلك الفكرة، ولسنا في داع لذكر أن تلك الفكرة في أصلها فكرة شيعية بامتياز، فهي تمنح الفرد أو الجماعة الدينية سلطات تكاد توازي سلطة الدين نفسه متجسد في أشخاص اعتباريين ليكونوا هم يد الله في الأرض..


كما قلت فالفكرة نوقشت بكافة أبعادها وتم نقدها وتفنيدها أكثر من مرة، ولكن استمراريتها في محاولة خلق إرهابي في صورة شهيد للدعوة ورمز للنضال والتحرر، وهم في حقيقة الأمر شيئان متغايران في المعنى والمضمون، فالسلطة المقصودة تحجم من حرية الفرد في الاختيار بشكل عام، فلا أعرف من أين أتت فكرة التحرر مع فرض سلطة مغايرة بحجة أنها شريعة إلهية وناموس أخلاقي وسياسي اختاره الله للتطبيق على يد مثل هؤلاء!

محاولة الجماعة الإسلامية في مصر وغيرها في البلدان الأخرى في خلق رموز هي الضامن الوحيد لاستمراريتها، ومحاولة تقديمهم بصورة جديدة كل مرة هي ما تسعى إليه الجماعات للاستقطاب، بكافة الطرق المتاحة كما سبق وأوضحت، ولكن تلك الجماعات ليست بالغباء الكاف لتكرار نفس أخطائها كل مرة، في وأن أعادت نفس الفكرة إلا أن هناك تطورًا حادثاً في سياقها المعتاد، فعلى سبيل المثال بدلا من لغة التنفير مثل أن الرفض لهم بمثابة رفض للدين وكفر بواح يتحول الأمر لفكرة المسكنة والمذلة لكسب التعاطف، حيث أن التعاطف هو الجانب الأقوى بعد خلق الرموز لإحياء الجماعة من جديد، يستطيعون بقدرة أشهد لهم بها في التداخل والتماهي مع الخطاب الحالي أي أن كان شكله للدخول مجددًا في حلبة الصراع السياسي، والحقيقة أن أهدافهم الحقيقية الغير معلنة لا يعرفوها هم أنفسهم حتى الآن، فهم وأن كانوا قادة للجماعة إلا أنهم بانتظار التعليمات من وقت لآخر..

فقطب ليس بالمفكر أو الأديب الأوحد الذي لم يأت بمثله الزمان، بل انه شخص عادي حاول فرض نفسه على حقل ليس اختصاصه لمجرد الزعامة، نسب أفكار لنفسه معاد صياغتها في وسط اجتماعي غير مثقف ليجد الحظوة والمنعة وأيضا الجمهور، مشكلته الحقيقية هي الكِبر وعدم الاعتراف بالخطأ، يحاول البعض تأويلها لاعتزازه بنفسه وثقته بمنهجه! ولكننا أوضحنا بان ليس صاحب منهج أو فكر أو نظرية، فمن أين اعتداده أن لم يكن غرور!

محاولة الجماعة الدائمة لإبراز قطب مرة كمحرر سياسي تارة كمفكر إسلامي وأيضا كشهيد للفكرة، وأيضا إضافة أساطير مثل وضع أسد بزنزانته وركوع الأسد له، على غرار قصة الشيخ كشك أيضا، هي محاولة إضافة هالة دينية وروحانية لكي تتناسب القصة مع ذوي العقول الضعيفة، التي تتحكم عواطفها في أفعالها أكثر من قوة المنطق والعقل والحجة والبرهان.

الجماعة في مصر على الرغم مشاهدها المأساوية واعترافها بالقتل والحرق والدسائس ونشر خطاب العنف إلا أنها مع ذلك لا تذخر طاقة في محاولة فرض التعاطف بالقوة، وهو ما تفعله الآن الجماعة مع محمود عزت، القيادي ورئيس التنظيم الخاص بالجماعة، الذي حُكم عليه بحكم نهائي بالإعدام في بعض قضاياه وهي كثيرة، إلا أن فكرة تجاوزه لعمر معين وبما أنه رئيس جماعة دينية قد يلقى لدى البعض التعاطف الكاف وكأننا نسينا دماء الأبرياء التي اريقت تحت زعامته لجماعة حكمت مصر!

لا أفرض رأيًا على احد، ولكن التعاطف مرفوض مع من استباح حريتي وكرامتي وأساء لديني وحاول أن يكون يد الله في الأرض!