الطريق
الأحد 12 مايو 2024 02:29 صـ 3 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أين ضمير العالم؟.. غزة تواجه الموت وحدها وسط صمت دولي عن جرائم الاحتلال

الحرب على غزة
الحرب على غزة

في ظل غمرة الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط، تجد نفسك محاصرًا في مشهد من الدمار والألم الذي يحيط بقطاع غزة؛ فالرعب والخوف لا يزالان يخيمان على هذا القطاع الصغير الذي يحمل في جوانبه قصصاً مؤلمة وحزينة للغاية، إنها حرب غير عادلة وآثار الصراع على القطاع تبدو مأساوية ومروعة، فإسرائيل قد اختارت العنف كوسيلة لحل النزاعات، ولم تكتف بالاحتلال الذي استمر عقوداً طويلة، بل تواصل قصف القطاع بلا رحمة ولا شفقة، وهي لا تتوقف ولا تتورع عن القصف العشوائي على غزة طيلة الأيام الماضية، مما أسفر عن مقتل وجرح آلاف الأشخاص، ومعظمهم من النساء والأطفال والمدنيين العزل، هؤلاء الضحايا يدفعون الثمن الباهظ لهذا الصراع، دون أن يكون لديهم أي دور في اشتعال هذه الحرب.

إن مشهد القتلى والجرحى في مستشفيات غزة لا يمكن تجاهله، فالأطباء والممرضين يعملون بجد من أجل إنقاذ الأرواح وتقديم العناية الطبية اللازمة للمصابين، ولكن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والأدوية، وهذا النقص يزيد من معاناة الناس ويجعل مهمة الإغاثة أكثر صعوبة، في حين يعيش العالم صمتاً دولياً مخيفاً تجاه مأساة غزة؛ فقد غابت الدعوات الدولية لوقف النار وإيقاف هذه الجرائم المستمرة، وكأن الأرواح الفلسطينية لا تمتلك قيمة في عيون المجتمع الدولي، وعلى الرغم من كل تلك الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجه السكان في غزة، إلا أنهم يواصلون صمودهم.

إن ما يحدث في غزة يجب أن يثير استنكار العالم أجمع، يجب أن نتساءل جميعاً، أين هي الإنسانية؟ أين هي القيم التي يُزعم أن العالم يدافع عنها؟ لماذا يتم السماح للأبرياء بأن يدفعوا الثمن لجرائم لم يرتكبوها؟ إن هذه الأسئلة تستحق إجابات، ولكن أهم من ذلك، تستحق تحركاً فورياً لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين الذين يحاصرونهم الرعب والخطر، حيث لا يمكن تجاهل الواقع الإنساني الصادم في غزة، إذ يعيش السكان تحت وطأة الحصار منذ سنوات طويلة، مع انقطاع متكرر للكهرباء ونقص حاد في الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء والرعاية الصحية.

من جهته، قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، إن ما يحدث لغزة أمر يندى له الجبين ويذرف له القلب دما، موضحا أن غزة أو بيت المقدس ليس خاصا بفلسطين وحدها، وإنما هو خاص بالعرب قاطبة في مشارق الأرض ومغاربها.

وأوضح الأطرش في تصريحات لـ "الطريق" أنه يتوجب على الجميع بكافة أطيافه أن يتكاتف من أجل نصرة القضية، موضحا أن ذلك لا يكون بالشعارات الزائفة أو بمجرد الاستنكار أو الاستهجان، مشددا على ضرورة أن ننتفض لأجل الأقصى ولأجل نصرة هؤلاء العزل الذين لا حول لهم ولا قوة.

وأشار الأطرش إلى أن الأطفال يقتلون والنساء يقتلون والشيوخ يقتلون، والبيوت تهدم، ونحن هنا نقيم الحفلات وكل ما نقدمه أننا نشجب ونستنكر ونرفض وما إلى ذلك، مشددا على ضرورة أن يتكاتف أهل القضية تكاتف الرجال الأبطال حتى يستطيعوا أن يردوا لأهلنا في غزة وفلسطين اعتبارهم، موضحا أن الاعتداء على غزة هو اعتداء على جميع العرب بأكمله.

ودعا رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق الجميع أن يفيقوا من غفلتهم وأن يتوبوا إلى رشدهم، وأن لا ينخدعوا بالشعارات الكذابة، موضحا أن الفلسطيني ليس بحاجة إلى شعارات وإنما هو محتاج لمن يمد له يد الإنقاذ لينقذه مما هو فيه، مؤكدا أن المسلمون يد واحدة على من سواهم .

اقرأ أيضا:

بدم بارد وبدعم أمريكي.. الاحتلال الصهيوني يقصف مستشفى المعمداني بصواريخ MK-84

موضوعات متعلقة