الطريق
السبت 18 مايو 2024 05:27 مـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

إحالة أوراق المتهم بقتل طفل ديمشلت للمفتي (فيديو)

أنهى حياته وسار في جنازته باكياً.. إحالة أوراق المتهم بقتل طفل ديمشلت للمفتي (فيديو)
أنهى حياته وسار في جنازته باكياً.. إحالة أوراق المتهم بقتل طفل ديمشلت للمفتي (فيديو)

قررت محكمة جنايات المنصورة الدائرة الثانية، اليوم الخميس 2023/10/19، بإحالة أوراق المتهم بقتل "طفل ديمشلت" بمحافظة الدقهلية لفضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، وذلك بعدما استدرج الطفل المجني عليه لمنطقة نائية وسط الزراعات وقضى عليه بعدة ضربات في الرأس بواسطة "حديدة"، بغرض سرقة الدراجة البخارية التي كان يعمل عليها، للتخلص من ديونه، وحددت جلسة 13 من نوفمبر المقبل للنطق بالحكم.


صدر القرار برئاسة المستشار السعودي يوسف الشربيني، رئيس الدائرة، وعضوية المستشارين محمد منسي عبد الرحمن، و عيد الله عبد الله مطاوع، والسيد عبده منصور، وأمانة سر محمود السيد محمود والسيد مصطفى في القضية رقم 11919 لسنة 2023 جنايات مركز دكرنس والمقيدة برقم 1390 لسنة 2023 كلي شمال المنصورة.

واستمعت هيئة المحكمة الموقرة لمرافعة محامو المتهم واللذين حاولوا جاهدين إحالة المتهم لمستشفى الأمراض العقلية، وإدعاء المتهم للجنون، ولكن المحكمة رفضت الأمر واستندت في ذلك لمناقشة المتهم واعترافاته تفصيليا بالواقعة، وتمثيلها في مسرح الجريمة، كما أنه أقر سابقا بارتكابه الواقعة، وكل المعلومات عنه وعن أسرته، مما يؤكد عقلانيته وعدم إصابته بأي مرض عقلي.

كما استمعت هيئة المحكمة أيضاً لمرافعة محامي المجني عليه، والتي دوت أصدائها في قاعة المحكمة، حيث قال المحامي "محمد عبد اللطيف": « سيدي القاضي سأقولها على الملأ وبلسان الطفل المجني عليه: ربي هذا المجرم ظلمني، وهذا القاضي نصرني.. انصروني ينصركم الله».

وكان المحامي العام لنيابات شمال المنصورة الكلية المستشار محمد هاشم، قد أحال المتهم "إبراهيم.إ."، والمعروف بـ" أبو نعمة"، 34 عام، عاطل، ومقيم قرية ديمشلت مركز دكرنس "محبوسًا" في القضية رقم 11919 لسنة 2023 جنايات مركز دكرنس والمقيدة برقم 1390 لسنة 2023 كلي شمال المنصورة الى محكمة الجنايات المختصة، وذلك قتل المجني عليه "ابراهيم نادر السيد" 13 عاما، طالب بالمرحلة الاعداديه، في يوم 30/4/2023، من غير سبق إصرار أو ترصد، وذلك بأن قام باستدراج المجني عليه للأراضي الزراعية بحجة توصيلة لمكان ما، ثم قام بضربه 3 ضربات في "مؤخرة الرأس" قاصداً إزهاق روحه، حتى أحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير االصفة التشريحية، كما اقترنت جريمة القتل بجناية أخرى ألا وهي سرقة الهاتف الجوال والدراجة البخارية ملك المجني عليه، ثم قام بحمله وإلقائه بمصرف مائي وفر هارباً.

وبالتنسيق مع ضباط فرع الأمن العام تم كشف لغز القضية والقبض على المتهم وضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، واعترف تفصيليا بماحدث من لحظة استدراجه للطفل المجني عليه حتى لحظة بيعه للهاتف الخلوي، وتركه الدراجة البخارية على الطريق العام وبالقرب من محطة قطار دكرنس، وذلك بعد عجزه عن بيع التو توك لعدم امتلاكه الاوراق التي تثبت ملكيته، بالإضافة لوجود عُطل في أحد عجلاته "الكاوتش".

بدأت الواقعة بتلقي مديرية أمن الدقهلية إخطارا المباحث الجنائية، تفيد بورود بلاغاً لمأمور مركز دكرنس بتغيب "إبراهيم السيد يونس فرج"، 13 عام، مقيم برفقة أسرته بقرية ديمشلت مركز دكرنس، خرج مستقلا الدراجة البخارية "توك توك" الخاصة بوالده، فتم تكثيف البحث عن الطفل في القرية والقرى المجاورة، حتى تبلغ بعدها ب 3 أيام بالعثور على التوك توك الخاص بالطفل المتغيب، ويتبين بعدها أيضاً العثور على الطفل المتغيب غارقاً بمياه مصرف مائي بعزبة كرم التابعة لمركز المنصورة ، وعلى بعد 8 كيلو مترات من مكان العثور على التوك توك بين ( قرية ميت فارس مركز المنصورة وبني عبيد) .

تم نقل الجثة تحت تصرف النيابة العامة لمشرحة المستشفى الدولي بالمنصورة، وذلك بعد تعرف أسرته و ذويه عليه، كما توجهت المباحث الجنائية بسرعة تشكيل فريق من البحث على أعلى مستوى، وبالتنسيق مع ضباط فرع الأمن العام ومباحث مركز شرطة دكرنس للتوصل الى مرتكب الواقعة، وليتفاجئ بعدها الجميع بسرعة الوصول للقاتل وإلقاء القبض عليه، وهو جار للمجني عليه وقريب لوالده، حيث تربطه بهم صلة نسب ومن نفس قريته "ديمشلت".

وتبين أن المتهم يدعى "ابراهيم.إ"، 34 عام، وشهرته "أبو نعمه"، كان عاملاً في الوقت السابق، لكنه انقطع عن العمل ليصبح عاطلاً، وبتقنين الإجراءات تم القاء القبض على وبمواجهته اعترف بارتكابه الجريمة بغرض السرقة، نظراً لمروره بضائقة مادية وتراكم الديون عليه، كما أضاف أنه قتل الطفل وألقاه بالمصرف المائي ولاذ بالفرار مستقلاً التوك توك غير أنه تعطل منه في الطريق العام، فتركه وفر هاربا خوفا من افتضاح أمره، كما أنه لم يتمكن من بيعه في السابق نظرا لعدم امتلاكه للأوراق الخاصة به والتي تثبت ملكيته، فكانت هذه هي الخيط الرفيع الذي أدى لكشف الجريمة التي أوشكت على الاكتمال، إلا أنها حكمة المولى عز وجل لكشف أمر المتهظ، حتى لا يضيع حق الدم وليقتص القضاء من القاتل، حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم، فقضت المحكمة بإحالة أوراق القضية لفضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.