الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 06:43 صـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هيئة العمل الوطني الفلسطيني: فكرة الحرب الإقليمية ليست سهلة.. ومصر داعم أساسي للقضية الفسلطينية «حوار»

العدوان الإسرائيلي على غزة
العدوان الإسرائيلي على غزة

رتيبة النتشة: هناك 3 أسباب لفشل العملية البرية الإسرائيلية

ـ المجتمع الدولي عاجز عن إيجاد آليات فعلية لإيقاف إسرائيل

ـ مجلس الأمن لم ينجح ولو لمرة واحدة في فرض عقوبة على إسرائيل

ـ موقف الدول العربية الرافض للتهجير عقبة أمام المشروع الأمريكي الإسرائيلي

ـ حملات المقاطعة مهمة وتجعل شعوب الغرب تعارض الحكومات

منذ السابع من أكتوبر ويشن الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية وحشية بحق سكان قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 8069 وإصابة أكثر من 20 ألف فلسطيني (وفق آخر تحديث)، وسط صمت دولي مخز، وموقف عربي يحاول فرض التهدئة في القطاع، ويرفض تماما سياسة التهجير وتصفية القضية.

مع تطور الأحداث تحاول إسرائيل بعد قصفها المستمر للقطاع الدخول إليه بقوات الاحتلال لتنفيذ عملية برية، كانت التجربة لدخولها كفيلة بإعلان فشلها، إلا أن الموقف لا يزال يحمل في طياتها الكثير من الغموض، وهو ما حاولنا كشفه في هذا الحوار الذي أجرته صحيفة "الطريق" مع رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الوطني الفلسطيني. وإلى نصه:

كيف تابعتي العملية البرية العسكرية الإسرائيلية؟

العملية البرية الإسرائيلية الأخيرة ليست أول تجربة للدخول البري الإسرائيلي، فسبقها محاولة أخرى لاجتياز السياج الفصال واستمرت معركة لمدة 3 ساعات، وهذه المرة كان هناك محاولة للدخول بغطاء جوي وتعطيل الأقمار الصناعية والكهرباء، وقطع الاتصالات.

(رتيبة النتشة ـ عضو هيئة العمل الوطني الفلسطيني)

كما أنها تأتي تمهيدا للعملية الموسعة التي تسعى لها إسرائيل بهدف جمع المعلومات، وفحص مدى الإمكانيات وقدرة تحمل الجيش الإسرائيلي، مع غياب المنظومة المعلوماتية الاستخباراتية الإسرائيلية بشكل كامل؛ نتيجة غياب وحدة الجنوب في الجيش، والمسؤولة عن العمليات في غزة.

منذ عملية 7 أكتوبر تم فقد العديد من المخططات والمعلومات الاستخباراتية المتعلقة بهذه الوحدة والتي وقعت في يد المقاومة بشكل أساسي، وكل هذا جعل الجيش الإسرائيلي في حالة لا يوجد فيها معلومات كافية عن آليات الاقتحام البري، وأصبح في حاجة ملحة إلى معلومات جديدة.

ستقوم قوات دايتون الأمريكية (قوة استخباراتية وقوات خاصة للاجتياح البري) بجمع المعلومات وبقيادة العملية وفحص إمكانياتها ومدى جديتها وتكلفتها من الناحية البشرية.

ما حدث تجربة للاجتياح البري وفحص لإمكانيات المقاومة والإمكانيات الحقيقة للجيش الإسرائيلي من جهة أخرى؛ وكانت نتيجتها استحالة دخولهم إلى ما بعد السياج الفاصل، وتكبد الجيش الإسرائيلي الكثير من الخسائر التي لم يعلن عنها، ولن يستطيعوا تجاوز الجدار بشكل مؤكد.

ما هي أبرز أسباب فشل العملية البرية الإسرائيلية؟

فشل العملية ناتج عن قلة المعلومات الموجودة، وقلة المعرفة بالقدرات الحقيقة للجيش الإسرائيلي، وعدم مرفعة القدرة الحقيقة للمقاومة، وهذه 3 نقاط أساسية يمكن تلخيص أسباب فشل العملية فيها.

بالنسبة لإسرائيل، وحسب التتبع لخطابات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن العملية البرية بالنسبة لها هي حسم للمعركة بشكل نهائي، وتحقيق أهدافها (بمعنى أنه لا يمكن حسم ما يسمى بالحرب من خلال القصف الجوي) "ونتنياهو" تسرع عندما حول هذه العملية وأعلن حالة الحرب الشامل، التي هي بحاجة إلى الانتصار الذي لا يمكن أن يتم عن طريق الجو، ولذا فهو بحاجة إلى العملية البرية؛ حتى يثبت أنه تم حقق الأهداف التي وضعها لنسفه في بداية المعركة، وبالتالي تم الحشد من أجل الاجتياح البري.

وماذا عن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال "العنترية"؟

خطاب رئيس وزراء الاحتلال الأخير تحدث فيه عن "معركة تحرير" وهو ما يعني تحرير الأرض، وهو يتحدث أيضا عن توسيع الفاصل الحدودي بين مستوطنات غلاف غزة والحدود الفلسطينية من خلال إفراغ وعمل مسافة آمنة في شمال قطاع غزة، ودحر حدود قطاع غزة إلى ما بعد وادي غزة، وبالتالي العملية أحد مسوغات الاجتياح البري.

من المهم أن نلفت الانتباه أن العملية أتت بعد فشل المفاوضات باتجاه إطلاق سراح الأسرى عند المقاومة، بعد أن توصلوا إلى شبه اتفاق للهدنة، إلا أن الجانب الإسرائيلي رفض هذه الاتفاقيات من خلال توسيع العمليات والهجوم على القطاع برا وبحرا وجوا.

ماذا عن موقف المجتمع الدولي مما يحدث في قطاع غزة؟

المجتمع الدولي أصبح عاجزا عن إيجاد آليات فعلية لإيقاف إسرائيل عن انتهاك القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، والعدد الكثير جدا من قرارات الأمم المتحدة، وقد أثبتت الأمم المتحدة أنها عاجزة عن تنفيذ قراراتها مع إسرائيل التي تضرب عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي "بتصرفاتها" المدعومة أمريكيا، والمحمية بالفيتو الأمريكي بشكل دائم.

وتلقى إسرائيل في هذه المعركة دعما غربيا وأوروبيا واسع خلف العمليات التي ترتكبها في غزة وهي جرائم ضد الإنسانية بشكل لا يقبل الشك، ولكن كما يقال دائما "من أمن العقاب أساء الأدب".

إسرائيل تعلم أنها منذ 75 عاما تنتهك القانون الدولي ولم تعاقب ولو لمرة واحدة، ولم ينجح مجلس الأمن مرة واحدة في فرض عقوبات على إسرائيل؛ وبالتالي هي تستخدم هذه الصلاحيات المطلقة والأمان المطلق في تنفيذ كل ما تريد من سياسات، وهي تعلم أيضا أن أمريكا تدعمها سياسيا ومعنويا وعسكريا وماديا، في كل ما تحتاج لتنفيذ خطاطها ومن بعد ذلك حلف الأطلسي المتحالف مع الولايات المتحدة.

وهنا يجب التشديد على أنه خلال المعركة تم وبشكل مؤكد استخدام القنابل الفسفورية، وتم توثيق ذلك، إلى جانب أسلحة جديدة تؤدي إلى حروق، وتفتيت المنازل، متجاهلة كل القواعد الدولية، ومتأكدة من وجود دعم دولي لها لتخطي العقاب على ممارسة هذه الأفعال.

كيف تابعتي الجهود العربية على المستويين الرسمي والشعبي لوقف التصعيد في فلسطين؟

الجهود العربية منذ بدء العملية لم تتوقف سواء كانت دبلوماسية، أو في محاولة اقتراح مشاريع قرار على الأمم المتحدة، وكانت صلبة جدا في رفض المخططات الإسرائيلية ـ الأمريكية، في محاولة تهجير الفلسطينيين أو حل القضية الفلسطينية من خلال إعادة توطين الفلسطينيين في دول الجوار، وكان موقفها الصارم عقبة كبيرة جدا في استمرار السياسية الأمريكية أو الترويج للمشروع الأمريكي الإسرائيلي لإعادة توطين الفلسطينيين وإنهاء القضية، وبالتالي تمت معادوه الخطاب مرة أخرى في الغرب ليعيد سيناريو حل الدولتين كحل مقترح ومقبول لدى الجميع.

انطلقت في عدد كبير من الدول العربية حملات لمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية ما يجعل دعم الاحتلال مكلفا، وهذا العامل يساعد في إخراج الشعوب إلى الشارع للاعتراض على قرارات الحكومات.

بالنسبة للدور الرسمي العربي أعتقد أن الدول العربية لا زالت تلعب دورا في للحصول استصدار قرارات للأمم المتحدة من جهة، أو حتى دراسة تحالفاتها مع دول عظمى في المنطقة، ومقايضتها هذه المصالح بالدعم لإسرائيل من عدم الدعم لها.

أعتقد أن كل جهد سواء كان إعلاميا أم دبلوماسيا أو أي نوع، كلها مطلوبة اليوم في إفشال المخططات الإسرائيلية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، وإثبات الحق الفلسطيني في المحافل الدولية وفي وجدان الشعوب المؤمنة بحق الشعوب في التحرر وتقرير المصير.

ماذا عن المطالبات بالدخول في حرب؟

فكرة الحرب الإقليمية ليست سهلة للمطالبة بها أو اللجوء إليها لأن نتائجها ستكون سيئة على كل المنطقة وبالتالي هذا السيناريو هو الأصعب والذي لا نرغب فيه عربيا ولا فلسطينيا بشكل أساسي.

الموقف المصري.. كيف تنظرين إليه ودور القاهرة في التهدئة؟

منذ بدء عملية طوفان الأقصى جرت العديد من الاتصالات الدولية مع الشقيقة مصر، باعتبار أن لها دورا أساسي في المنطقة وفي الوساطة مع الجانب الفلسطيني والأكثر قدرة في المنطقة على التأثير على مجريات الأمور، وبالتالي كان لها دور مهم في فتح ممرات إنسانية، كما أنها بادرت بكثير من الجهود الدبلوماسية من أجل وقف إطلاق النار سواء مع المقاومة أو في المفاوضات مع الجانب الأمريكي خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

موقف مصر ثابت وداعم للحقوق الفلسطينية ورافض للمشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يريد حل القضية على حساب دول المنطقة ونقل سكان قطاع غزة إلى سيناء وإيجاد وطن بديل لهم، كما بادرت مصر بعقد مؤتمر إقليمي دولي لمحاولة تقريب وجهات النظر ما بين المعسكر الغربي الذي يصطف خلف إسرائيل، والدول العربية التي تقف مع الحق الفلسطيني، ومحاولة التوصل لمبادرة للسلام تؤدي لوقف إطلاق النار بشكل دائم، إلا أن هذه المساعي لم تلاقي نجاحا بسبب التعنت الإسرائيلي الشديد في فتح المعابر الإنسانية والالتزام بقواعد الحرب وفق اتفاقية جنيف "3 ـ 4"، وحتى في موضوع الأسرى كان هناك توصل لإطلاق سراحهم إلا أن إسرائيل تعنتت أيضا.

مصر تعلب دروا أساسيا في تلقي المساعدات في مطار العريش ومحاولة إدخالها عبر معبر رفح الحدودي، إلا أن التعنت الإسرائيلي يعيق وصول هذه المساعدات، وسط تعرض القطاع لإبادة.

اقرأ أيضا| أستاذ بجامعة القدس: فشل العملية البرية الإسرائيلية يسرع بدء المفاوضات لإنهاء الحرب