الطريق
الثلاثاء 17 يونيو 2025 04:54 مـ 21 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
وزير التربية والتعليم يبحث مع وفد هيئة التعاون الدولي اليابانية (JICA) خطوات التوسع في المدارس المصرية اليابانية والاستعداد لمؤتمر (TICAD) مجلس النواب يوافق نهائيًا على مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2025/2026 رئيس هيئة الرعاية الصحية يستعرض جهود إدارات الحوكمة والمراجعة الداخلية بالهيئة نائب محافظ دمياط تشهد تسلّم أُولىٰ دفعات لحوم صكوك الأضاحي لهذا العام سفير مصر في الرباط يلتقي بأعضاء الجالية المصرية في المغرب لقاء سفير جمهورية مصر العربية في مالي مع وزير الماليين المُقيمين بالخارج والاندماج الأفريقي محافظ القاهرة يتفقد أعمال تطوير حي السلام رئيس الوزراء يستقبل رئيس وزراء صربيا بمطار القاهرة الدولي وزارة التربية والتعليم تعلن تقرير غرفة العمليات في ثاني أيام امتحانات الثانوية العامة (الدور الأول) للعام الدراسي 2024 / 2025 محافظ الوادي الجديد يتابع جاهزية مجمع التمور لاستقبال موسم التمور محافظ المنوفية يفتتح وحدة الأشعة المقطعية الجديدة بمستشفى زاوية الناعورة باستثمارات 20 مليون جنية وزير الإسكان يلتقى ممثل شركة استادات للاستثمار الرياضي لمناقشة مجالات التعاون المشترك

المهندس خالد عبدالعزيز يكتب: ذكريات تاريخية من القوى الناعمة المصرية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بخبرة سنوات طويلة من التألق واعتلاء عرش الغناء العربي، وسنوات قبلها من المعاناة والمثابرة والكفاح، استشعرت كوكب الشرق السيدة "أم كلثوم" في بداية ستينيات القرن الماضي، وتغيرا واضحا وفتورا، في تجاوب وتلقي جمهورها الكبير لفنها الأصيل، ففريق قل اهتمامه وشغفه، وفريق انصرف غير بعيد.


وأسرعت "أم كلثوم" بمراجعة نفسها، وأعادت حساباتها، وتفكرت واستجابت لصوت العقل، ولم تستند إلى رصيد كبير لدى الناس تمتلكه ولا شك.


فهي تدرك بعمق تجربتها وطولها، أن رصيدا قد جمعته في عقود، ربما تفقده في بضع سنين، وحينها لن ينفعها ندم ولن ينقذها عتاب. فكان القرار الذي، ورغم تأخره، قد بدا قرارا صائبا حكيما ضروريا.


أدركت أنها تحتاج إلى تغيير ما، أو تجديد وتعديل في فريق العمل الذي أجاد وأبدع وأمتع، راميا والسنباطي وزكريا والقصبجي وبيرم وغيرهم، وقد صنعوا لها- دون جدال- من الغناء مجدا تليدا، ومن له في الغناء ومجدها.


لجأت بعد تردد واستشارة، ثم بحث واستقصاء إلى الشاب المبدع "بليغ حمدي"، ليصنع لها رداء جديدا يتماشى وروح العصر، يراه بها الناس فيستحسنونه، ويظلون هي بداخله بروحها وقلبها وعقلها.


إلا أن الرهبة التي أصابت هذا الشاب المبدع، وهو يقف أمام هذا الصرح العظيم، ويتحمل المسئولية أمام الشرق كله، وخوفه من صدمة استقبال التغيير، والتي ربما تكتب نهايته الفنية رغم حداثتها، جعلته يصنع لها بموهبته الطاغية رداء قضيب مزركش، لكنه تشابه إلى حد ما مع أزياء صنعها لها عظماء من قبل واستماحها الناس، فغنت له روائع "حب إيه" و "أنساك" و "ظلمنا الحب"، بألحان سنباطية الهوى، معتادة النسق، تستحسنها الآذان والقلوب، قد أحدثت بالفعل حراكا، ولكنها لم تحل مسارا ولم تبدأ عهدا جديدا مختلفا.


قررت السيدة قرارا امتنعت عنه طويلا، وترددت فيه مرارا، وتظاهرت بأنها تلبي فيه في ذلك الوقت رغبة وطلب الرئيس عبد الناصر، إنما في حقيقة الأمر كان هو ملاذها الأخير، والذي ربما تدخل دونه في نفق مظلم. فلم يكن هناك مناص من اللجوء إلى خبير الخبراء، وحامل لواء تجديد الموسيقى العربية بعد الشيخ سيد درويش، موسيقار القرن محمد عبد الوهاب.


ماذا فعل الأستاذ الكبير في مثل هذا الأسبوع منذ ستين عاما بالتمام، وفي الخميس الأول من فبراير عام ١٩٦٤. قرر هذا العبقري أن تواجه "الست" جماهيرها العربية من المحيط إلى الخليج، بلحن يغير فيه المنهج، ويجدد فيه الأدوات والوسائل، ويستلهم فيه روح العصر، ويسترضي به رغبة الجمهور، فمن غيره يمتلك جرأة المواجهة، وقدرة استبقاء "أم كلثوم" على عرش الغناء.
كانت أغنية "أنت عمري" أول تعاون بين العملاقين عبد الوهاب.