الطريق
الجمعة 4 يوليو 2025 06:31 صـ 9 محرّم 1447 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
شاهد| نتفليكس تطرح الإعلان الرسمي لـ مسلسل كتالوج استعداداً لعرضه 17 يوليو شاهد| القاهرة الإخبارية: 7 شهداء على الأقل جراء قصف الاحتلال منتظري المساعدات عند مفترق التحلية جنوب مدينة خان يونس نقيب المهن الموسيقية: عزاء أحمد عامر يوم الأحد بمسجد الحامدية الشاذلية الأمين العام للأمم المتحدة: أشعر بالفزع من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة مصر تحقق الفوز الثاني بالبطولة العربية لكرة السلة للسيدات على حساب الأردن قطاع المسرح يطلق النسخة الثامنة لمسابقة ”أنا المصرى” للأغنية الوطنية للشباب بعد اعتزال شيكابالا.. مجلس إدارة نادى الزمالك يحجب القميص رقم 10 في الموسم المقبل بمشاركة عدد من الأساتذة المتخصصون بكليات جامعة دمنهور ..قافلة تنموية شاملة لخدمة أهالينا بمركز أبو حمص الخزانة الأمريكية: فرضنا عقوبات على عدد من السفن المتورطة في تسليم النفط الإيراني سرا ”الأمم المتحدة”: كل ساعة تُقتل امرأة أو فتاة في غزة منذ اندلاع الحرب الشرطة الفنلندية: اعتقال مشتبه به بعد طعن عدد من الأشخاص في مدينة تامبيري رئيس «الدبلوماسيين الروس»: موسكو مستعدة للحوار.. واستخدام المسيرات الأوكرانية يستهدف المدنيين

المهندس خالد عبدالعزيز يكتب: ذكريات تاريخية من القوى الناعمة المصرية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بخبرة سنوات طويلة من التألق واعتلاء عرش الغناء العربي، وسنوات قبلها من المعاناة والمثابرة والكفاح، استشعرت كوكب الشرق السيدة "أم كلثوم" في بداية ستينيات القرن الماضي، وتغيرا واضحا وفتورا، في تجاوب وتلقي جمهورها الكبير لفنها الأصيل، ففريق قل اهتمامه وشغفه، وفريق انصرف غير بعيد.


وأسرعت "أم كلثوم" بمراجعة نفسها، وأعادت حساباتها، وتفكرت واستجابت لصوت العقل، ولم تستند إلى رصيد كبير لدى الناس تمتلكه ولا شك.


فهي تدرك بعمق تجربتها وطولها، أن رصيدا قد جمعته في عقود، ربما تفقده في بضع سنين، وحينها لن ينفعها ندم ولن ينقذها عتاب. فكان القرار الذي، ورغم تأخره، قد بدا قرارا صائبا حكيما ضروريا.


أدركت أنها تحتاج إلى تغيير ما، أو تجديد وتعديل في فريق العمل الذي أجاد وأبدع وأمتع، راميا والسنباطي وزكريا والقصبجي وبيرم وغيرهم، وقد صنعوا لها- دون جدال- من الغناء مجدا تليدا، ومن له في الغناء ومجدها.


لجأت بعد تردد واستشارة، ثم بحث واستقصاء إلى الشاب المبدع "بليغ حمدي"، ليصنع لها رداء جديدا يتماشى وروح العصر، يراه بها الناس فيستحسنونه، ويظلون هي بداخله بروحها وقلبها وعقلها.


إلا أن الرهبة التي أصابت هذا الشاب المبدع، وهو يقف أمام هذا الصرح العظيم، ويتحمل المسئولية أمام الشرق كله، وخوفه من صدمة استقبال التغيير، والتي ربما تكتب نهايته الفنية رغم حداثتها، جعلته يصنع لها بموهبته الطاغية رداء قضيب مزركش، لكنه تشابه إلى حد ما مع أزياء صنعها لها عظماء من قبل واستماحها الناس، فغنت له روائع "حب إيه" و "أنساك" و "ظلمنا الحب"، بألحان سنباطية الهوى، معتادة النسق، تستحسنها الآذان والقلوب، قد أحدثت بالفعل حراكا، ولكنها لم تحل مسارا ولم تبدأ عهدا جديدا مختلفا.


قررت السيدة قرارا امتنعت عنه طويلا، وترددت فيه مرارا، وتظاهرت بأنها تلبي فيه في ذلك الوقت رغبة وطلب الرئيس عبد الناصر، إنما في حقيقة الأمر كان هو ملاذها الأخير، والذي ربما تدخل دونه في نفق مظلم. فلم يكن هناك مناص من اللجوء إلى خبير الخبراء، وحامل لواء تجديد الموسيقى العربية بعد الشيخ سيد درويش، موسيقار القرن محمد عبد الوهاب.


ماذا فعل الأستاذ الكبير في مثل هذا الأسبوع منذ ستين عاما بالتمام، وفي الخميس الأول من فبراير عام ١٩٦٤. قرر هذا العبقري أن تواجه "الست" جماهيرها العربية من المحيط إلى الخليج، بلحن يغير فيه المنهج، ويجدد فيه الأدوات والوسائل، ويستلهم فيه روح العصر، ويسترضي به رغبة الجمهور، فمن غيره يمتلك جرأة المواجهة، وقدرة استبقاء "أم كلثوم" على عرش الغناء.
كانت أغنية "أنت عمري" أول تعاون بين العملاقين عبد الوهاب.