الطريق
الخميس 3 يوليو 2025 07:03 صـ 8 محرّم 1447 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
استشاري نفسي يقدم روشتة تعامل الأهل حال اكتشافهم تناول أحد الأبناء للسجائر الأسطورة البرازيلية مانسيني: الأهلي فريق مثير للاهتمام.. وأنشيلوتي سيعيد هيمنة البرازيل على كرة القدم الضفة الغربية تحت النار.. الاقتحامات الإسرائيلية تتواصل وسط تصعيد متسارع ضياء رشوان: هدنة الـ60 يوما في غزة ”مناورة” ”يا مشاعر”.. نوال الزغبي تواصل عشقها للأغنية المصرية بثلاث مفاجآت قادمة مصر تفوز على الجزائر في بداية مشوارها بالبطولة العربية لكرة السلة للسيدات رفع 1200 حالة إشغال وتعديات من المحال والمنشآت التجارية بشوارع المريوطية فيصل وأحمد حمدي مهرجان بغداد السينمائى يعلن فتح باب المشاركة في الدورة الثانية شاهد| أمجد الشوا: وجوه الفلسطينيين تروي الجوع.. وسوء التغذية يرفع أعداد الضحايا نقابة الموسيقيين تنعي المطرب أحمد عامر انتظروا حوارًا حصريًا مع البرازيلي مانسيني نجم روما والإنتر على قناة ”أون سبورت 1” وزير التعليم العالي يصدر قرارًا بقواعد قبول طلاب الثانوية العامة المصرية والشهادات المعادلة العربية والأجنبية والثانوية الأزهرية

أيمن رفعت المحجوب يكتب: بين الدّين والاقتصاد

أيمن رفعت المحجوب
أيمن رفعت المحجوب

لم يذكر الدّين كفارق للمقارنة بين أي نظام اقتصادي اشتراكي
أم رأسمالي، فما الفارق الدّيني إذاً؟

الحق أنه لو كان المقصود المقارنة بين الاشتراكية والرأسمالية عموماً، لا الاشتراكية عند.. فالدّين لا يلعب دوراً هاماً في هذه المقارنة، وذلك لأن بعض الدول القليلة التي ما زالت تطبق النظام الاشتراكي فإنها لا تهتم بذكر الدين، لأن هذه مسألة خاصة بكل فرد ولا تميز النظام الاقتصادي المطبق حتى في النظام الرأسمالي نفسه، وإن كان بعض الرأسمالين يؤمنون بالدّين ، لكن إلزامهم منذ أن أقاموه ( في كتاب أدم سميث ثروة الأمم) لم يكن في ذهنهم يوضح أن الاشتراكية ضد الدّين ، وأن نظامهم مع الدّي ، لكن لو كان السؤال يتعلق بالمقارنة بين الاشتراكية والتطبيق "الوسطي" في مصر، فإن الوضع يختلف عن الحديث سابق الذكر.

فمن المؤكد أن جزء كبير من "الفلسفة الاشتراكية الماركسية" تنكر الدّين ، بمعنى أن ماركس كان يتصور أن العالم تحركه قوى داخلية أي يحركه التطور المنبثق من الانسان والطبيعة، والذي يحدث في وسائل الانتاج أن الآلة تتغير والآلة تكبر ، وتطور الانسانية يأتي من الداخل وليس من الخارج، بمعنى أنه كان ينكر وجود القوى الالهية الخارجية للمولى عز وجل ( خالق الأرض والسماء)، أي أن العالم يتطور داخلياً عنده.


فخلاصة القول إن "الماركسية" لا تؤمن بوجود الأديان....!!!!!!

أما نحن في مصر فمن المؤكد أننا قد نكون أكثر شعوب الأرض إيمانا بالدّين "كما نقول دوما"، فالمعتقدات عندنا قوية سواءً كنا مسلمين أو مسيحين ونحرص بشدة على القيم الدينية الوسطية في هذا البلد ، وهذا الحرص قد لوّن شكل نظامنا الاقتصادي دائماً إلى الاتجاه الوسطي المعتدل بين النظام الفردي الحر المسئول والنظام الجماعي المحقق للعدل الاجتماعي.

بمعنى إحداث مزج بين مزايا الرأسمالية المنضبطة والاشتراكية المؤمنة بحق الفرد، والجماعة ووجود القوى الالهية الخارجية المتحكمة في تطور العالم مع العنصر البشري الخلاّق.


وقد انعكس كثير من ذلك على القيم الخلقية عندنا ويتضح هذا أيضاً في عدم سفك الدماء في ثوراتنا الكبرى (على مدار التاريخ الحديث) كما أن النزعة الدينية عندنا تنصرف للإيمان بالعدل وبالمساواة، هي نزعة في حقيقتها وسطية معتدلة كما ذكرنا، وذلك لأن المسلمين الأوائل لم يعرفوا كلمة "اشتراكية أو رأسمالية" لأنها أمور لاحقة على الأديان ، ولكنهم كانوا يعرفون قيماً معينة خلاصتها العدل والمساوة، وهذه هي القيم التي نحرص عليها في مصرنا الجديدة.

فحينما نحرص على إقامة المساواة وعلى إقامة العدل الاجتماعي، فإنما نحرص على قيم تحرص عليها كل الأديان السماوية، وإني لم أذكر كلمة "الدّين" ، لكن ذكرت التطبيق الوسطي لنظام اقتصاد قائم بالفعل في كثير من دول العالم
ومنها فرنسا.


ولعل هذا التطبيق يختلف في الواقع وينبعث من الامكانيات الموجودة هنا وهناك ، وان كنت أقصد بالقيم، القيم الدّينية أساساً لأن الدّين في مصر وكما قدمت من قبل ، هو الذي شكّل القيم ، القيم الاجتماعية والقيم الانسانية، حقاً أن هناك قيماً أخرى قد تأتي من غير الدّين ولكن تظل أهم القيم التي يؤمن بها الشعب المصري موجودة ومنبثقة من الايمان بالله تعالى ، وسوف تظل أيضاً تفرض نفسها في تكوين أي نظام اقتصادي في وطننا.