الطريق
الثلاثاء 17 يونيو 2025 12:02 صـ 20 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
الخارجية الأمريكية تمنع سفر موظفيها وعائلاتهم إلى كل من إسرائيل والضفة الغربية وغزة إعلام إيراني: انفجار ضخم بمحيط مطار مهر آباد قرب العاصمة طهران شاهد| حماية المستهلك: توافر السلع الأساسية واستقرار نسبي بالأسعار.. وخط ساخن لتلقي شكاوى غير المصريين نقيب الصحفيين والممثلين يشاركان في مناقشة 5 مشروعات تخرج بالأكاديمية البحرية في الإسكندرية الإسعاف الإسرائيلي: 22 قتيلا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران برعاية اتحاد كرة السلة.. موعد انطلاق بطولة ريد بُل هاف كورت 3x3 فيديو| هل تلجأ الحكومة لتخفيف الأحمال صيفًا؟.. متحدث الكهرباء يحسم الجدل تنظيم مؤتمر «المرأة في المشروعات الكبيرة والمتوسطة» لدعم المرأة ورائدات الأعمال برعاية ”تنمية المشروعات” إجراءات حكومية جديدة لتيسير ”التسجيل المبدئي” للعقارات وزير المالية: الموازنة الجديدة تتضمن زيادات استثنائية في مخصصات دفع النشاط الاقتصادي الجيزة تضرب بيد من حديد.. إزالة 3 أدوار مخالفة بعقارات في حي الهرم شعبة المصدرين: الحرب الإيرانية الإسرائيلية تؤثر على الاقتصاد العالمي

شحاته زكريا يكتب: الدور العربي في إعادة بناء سوريا.. مسؤولية وفرصة

شحاته زكريا
شحاته زكريا

تشهد سوريا اليوم مرحلة حرجة من تاريخها مرحلة تتطلب التكاتف العربي لتجاوز إرث الصراع الطويل وبناء مستقبل أفضل. لقد عانت البلاد من سنوات مريرة من الحرب والدمار وتكبد شعبها أثمانا باهظة، في حين غابت الأدوار العربية عن المشهد تاركة الساحة للقوى الإقليمية والدولية التي استغلت الأزمة لتحقيق مصالحها الخاصة. الآن وبعد أن تغيرت ملامح الساحة السياسية بسقوط النظام السابق ، تظهر الحاجة الماسة إلى دور عربي قيادي يُعيد لسوريا مكانتها الطبيعية في المنطقة.

غياب العرب عن المشهد السوري خلال السنوات الماضية لم يكن فقط خسارة لسوريا بل كان خسارة للعالم العربي بأسره. هذا الغياب خلق فراغا ملأته أطراف خارجية ، بعضها عزز الانقسام الداخلي وزاد من تعقيد الأزمة. ومع ذلك فإن التحركات العربية الأخيرة تشير إلى إدراك متأخر بأهمية استعادة سوريا إلى الحضن العربي.

إن ما تحتاجه سوريا اليوم ليس فقط المساعدات الاقتصادية أو الدعم السياسي ، بل شراكة عربية حقيقية قائمة على رؤية استراتيجية شاملة. ينبغي أن يكون الهدف الأساسي هو بناء دولة وطنية قوية ومتماسكة ، حيث يتمثل جميع السوريين على اختلاف انتماءاتهم في مؤسسات الدولة، بعيدًا عن الإقصاء والطائفية.

الأمن يشكل ركيزة أساسية في إعادة بناء سوريا. يجب دعم الجيش الوطني السوري ليكون مؤسسة قومية موحدة تحمي البلاد من أي تهديدات خارجية أو داخلية. كما يجب الوقوف بحزم أمام أي محاولات لاستغلال الفراغ الأمني من قبل الجماعات الإرهابية أو القوى الإقليمية الطامعة.

على الصعيد الاقتصادي يبرز تحدي إعادة الإعمار باعتباره المحور الأكثر إلحاحا. الدمار الذي طال المدن والبنى التحتية السورية يتطلب استثمارات ضخمة لإعادة البناء. هنا يجب أن تلعب الدول العربية دورا رياديا سواء من خلال التمويل المباشر أو تقديم الدعم الفني والتقني. إعادة الإعمار ليست مجرد عملية مادية بل هي فرصة لإعادة توظيف موارد سوريا بطريقة تعزز اقتصادها وتحقق تنمية مستدامة.

دبلوماسيا يتحتم على الدول العربية العمل على إعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي ، ورفع العقوبات المفروضة عليها وضمان احترام سيادتها. كما يجب أن تكون هناك جهود جادة لدعم عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم من خلال توفير بيئة آمنة ومستقرة تضمن لهم حياة كريمة.

ومع ذلك فإن نجاح الدور العربي في سوريا يتطلب تعاون القيادة السورية الجديدة مع هذه الجهود. يجب أن تُظهر الإدارة الجديدة التزاما واضحا بإقامة نظام سياسي شامل، وأن تتبنى سياسات تعكس رغبة حقيقية في تحقيق الوحدة الوطنية.

إن إعادة بناء سوريا ليست مجرد مسؤولية عربية ، بل هي فرصة لإعادة صياغة الدور العربي في المشهد الإقليمي والدولي. هذه المهمة، رغم صعوبتها ، تحمل في طياتها الأمل في أن تكون بداية لنهضة جديدة للعالم العربي، حيث تكون سوريا رمزا للتعاون والوحدة وليس ساحة للصراعات والانقسامات.

موضوعات متعلقة