الطريق
السبت 17 مايو 2025 12:42 صـ 19 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
شاهد| من جنوب سيناء.. تفاصيل افتتاح أول نادي يوناني بمدينة دهب أمريكا: لسنا ملزمين بإبلاغ إسرائيل بلقاء ترامب بالرئيس السوري الأمم المتحدة تحذر من تفاقم أزمة غزة جراء الحصار واستهداف المستشفيات الشباب والرياضة تواصل الفعاليات التدريبية بأندية العلوم بمراكز الشباب في عدد من المحافظات رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية يشهد تخريج الدفعة الثانية من البرنامج التدريبي ”GAHAR EGYCAP” لتخريج كوادر طبية زيارة لمعرض ”السادات” ضمن فعاليات المعسكر الأول لذوي الهمم بمكتبة الإسكندرية القبض على سيدة وضعت مولودها داخل حمام محطة سكة حديد طنطا وفرت هاربة انطلاقة قوية لمؤتمر الاتحادي المصري لطلاب كلية الصيدلة ” EPSF” موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 طنطا يتغلب علي أسوان بهدف ميدو حسام ”إيجيبتاتوب”.. طلاب إعلام المنيا يوثقون كنوز الصعيد المنسية ”الزراعة” تصدر أكثر من 345 ترخيص تشغيل لمشروعات وأنشطة الثروة الحيوانية خلال النصف الأول من مايو الجاري

أيمن رفعت المحجوب يكتب: للحياة والأشياء قوانين مختلفة

أعتاد المفكرون منذ كان التفكير على أن القوانين والأشياء أمران منفصلان، تعمل القوانين في الأشياء ، وتخضع الأشياء للقوانين. وعلى أن الأشياء توجد أولاً ، ثم تلحق بها صفات وخواص تحددها القوانين التي تعمل فيها وأن الصفات قد تتغير أو تنعدم ولكن الأشياء تبقى موجودة.

وهذا تفكير طبيعي شائع بين العلماء والمفكرين ، وقد ساعد على تحليل الظواهر تحليلاً تفهم به الأشياء وقوانينها وهو عام عند الطبيعيين والعقليين ورجال الدين ، وكلهم سواء في إيمانهم به.

إلا أن الطبيعيين والكيميائيين القدماء فقد أدى بهم هذا الضرب من التفكير إلى "نظرية الجوهر الواحد" الذي تلحق به الصفات المختلفة فتتكون منها المواد العديدة التي نعرفها نحن العامة.

وقال الكيميائيون أن الفرق بين الذهب والفضة مثلاً أن الذهب حار في الخارج وبارد في الداخل ، فإذا أخرجنا حرارة الفضة وأدخلنا برودتها وصبغناها صبغاً حقيقياً يشبع فيها كأن الذهب.

وسعى علماء الطبيعة الحديثة أيضاً يدينون بهذا المذهب وزادهم به إيماناً نيوتن أن المادة تتغير ولا تنعدم. والنتيجة المنطقية لهذا القانون هو أن هناك أشياء ثابتة وهي المادة وأن تغيراتها تكون فقط من أثر عوامل تلحق بها، كما تلحق الألوان بالأشياء دون أن تغير جوهرها.

ثم انتقل هذا المذهب بشكل واضح إلى علوم الحياة والكل على أن الحياة قانون مستقل يلحق بالمادة فتصبح كائناً حياً.
وأصبحت الحياة مجموعة قوانين تعمل في الأشياء.
ومن هنا جعلوا للكائن الحي جسماً وروحاً فإذا خرجت الروح
من الجسد ، فقد الحياة وأصبح ميتاً.

وبهذا أخذ الناس يدرسون قوانين الحياة منفصلة عن قوانين الطبيعيات.

ثم انتقل المذهب هذا إلى الانسانيات فكانت الفرقة بين الجزء النفسي والجزء الحيواني في الانسان.
وقسم الناس الصفات الانسانية إلى معنوية ومادية وحسبوهما منفصلين، وبلغ ذلك غايته عند من يؤمنون بتناسخ الأرواح وهم يرون أن الجسم يبلى لأنه مادي والروح تبقى لتعود يوماً إلى جسم أخر، إنسان أو غير إنسان يصبح حياً مرة أخرى، وإن كنت لا أعتقد في هذا المذهب.

وهذا النوع من التفكير لم يعد مستساغاً ولا بد من العدول عنه إن أردنا أن نوحد بين نظم الكائنات الحية كلها وأن نتقدم إلى الأمام في فهم الكون وخباياه.