الطريق
الأربعاء 25 يونيو 2025 10:40 صـ 29 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
نقابة البترول توقع بروتوكول تعاون مع شركة راية لتقسيط السلع المعمرة قرارات مهمة.. مجلس إدارة الزمالك يعقد اجتماعاً مهماً عصر اليوم الأربعاء إعلام فلسطيني: قصف مدفعي عنيف يستهدف جباليا البلد شمال قطاع غزة زيارة وزير الطيران المدني والمدير الإقليمي للإيكاو لمركز القاهرة للملاحة الجوية نائب رئيس الوزراء وزير الصحة يبحث مع مفوضة الاتحاد الإفريقي تعزيز التعاون الصحي المشترك وزير قطاع الأعمال العام يلتقي وزير الطاقة والمناجم الجزائري لبحث توسيع آفاق التعاون الاستثماري والشراكة وزير الخارجية والهجرة يجري اتصالًا هاتفيًا من كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق الأوسط ︎وزير البترول يشهد توقيع اتفاقية جديدة لإجراء مسح سيزمي إقليمي بمناطق جنوب الصحراء الغربية نائب وزير السياحة والآثار تشارك في اجتماعات الهيئات الفرعية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بمدينة بون الألمانية على هامش مشاركتها فى المنتدى العربي من أجل المساواة بالجزائر.. المستشارة أمل عمار تزور سفارة مصر بالجزائر وزير الأوقاف يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي بحلول العام الهجري الجديد أسامة كمال يفتح ”الصندوق الأسود” للمشروع النووي الإسرائيلي: هكذا بنت إسرائيل قنبلتها في صمت العالم

أيمن رفعت المحجوب يكتب: للحياة والأشياء قوانين مختلفة

أعتاد المفكرون منذ كان التفكير على أن القوانين والأشياء أمران منفصلان، تعمل القوانين في الأشياء ، وتخضع الأشياء للقوانين. وعلى أن الأشياء توجد أولاً ، ثم تلحق بها صفات وخواص تحددها القوانين التي تعمل فيها وأن الصفات قد تتغير أو تنعدم ولكن الأشياء تبقى موجودة.

وهذا تفكير طبيعي شائع بين العلماء والمفكرين ، وقد ساعد على تحليل الظواهر تحليلاً تفهم به الأشياء وقوانينها وهو عام عند الطبيعيين والعقليين ورجال الدين ، وكلهم سواء في إيمانهم به.

إلا أن الطبيعيين والكيميائيين القدماء فقد أدى بهم هذا الضرب من التفكير إلى "نظرية الجوهر الواحد" الذي تلحق به الصفات المختلفة فتتكون منها المواد العديدة التي نعرفها نحن العامة.

وقال الكيميائيون أن الفرق بين الذهب والفضة مثلاً أن الذهب حار في الخارج وبارد في الداخل ، فإذا أخرجنا حرارة الفضة وأدخلنا برودتها وصبغناها صبغاً حقيقياً يشبع فيها كأن الذهب.

وسعى علماء الطبيعة الحديثة أيضاً يدينون بهذا المذهب وزادهم به إيماناً نيوتن أن المادة تتغير ولا تنعدم. والنتيجة المنطقية لهذا القانون هو أن هناك أشياء ثابتة وهي المادة وأن تغيراتها تكون فقط من أثر عوامل تلحق بها، كما تلحق الألوان بالأشياء دون أن تغير جوهرها.

ثم انتقل هذا المذهب بشكل واضح إلى علوم الحياة والكل على أن الحياة قانون مستقل يلحق بالمادة فتصبح كائناً حياً.
وأصبحت الحياة مجموعة قوانين تعمل في الأشياء.
ومن هنا جعلوا للكائن الحي جسماً وروحاً فإذا خرجت الروح
من الجسد ، فقد الحياة وأصبح ميتاً.

وبهذا أخذ الناس يدرسون قوانين الحياة منفصلة عن قوانين الطبيعيات.

ثم انتقل المذهب هذا إلى الانسانيات فكانت الفرقة بين الجزء النفسي والجزء الحيواني في الانسان.
وقسم الناس الصفات الانسانية إلى معنوية ومادية وحسبوهما منفصلين، وبلغ ذلك غايته عند من يؤمنون بتناسخ الأرواح وهم يرون أن الجسم يبلى لأنه مادي والروح تبقى لتعود يوماً إلى جسم أخر، إنسان أو غير إنسان يصبح حياً مرة أخرى، وإن كنت لا أعتقد في هذا المذهب.

وهذا النوع من التفكير لم يعد مستساغاً ولا بد من العدول عنه إن أردنا أن نوحد بين نظم الكائنات الحية كلها وأن نتقدم إلى الأمام في فهم الكون وخباياه.