عبد الله العقاد لـ”الطريق”: قرار ”الجنائية الدولية” يكشف جرائم الاحتلال

عقب عبد الله العقاد، الكاتب والمحلل السياسي والباحث في معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية، على القرار الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية، باجراء تحقيق رسمي ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، في سلسلة الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني.
وكف "العقاد" عن أن إعلان مدعي المحكمة الجنائية الدولية "فاتو بنسودا"، بضرورة فتح تحقيق كامل بشأن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لقي ترحيباً واسعاً من كل الفصائل والهيئات الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تعد توجهاً في المسار الصحيح، مؤكدا أنه يكشف حقيقة الاحتلال الإسرائيلي لدى المنظومة الدولية، ويبين مدى حجم الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، مضيفا أن هذه هي الحقيقة التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي إخفائها عبر استخدامه كل أدوات تضليل الرأي العام العالمي ومنظومة العدالة والمؤسسات الدولية.
وأضاف "العقاد" في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن الأهم من هذا الإعلان هو ترجمته الفعلية على الأرض، وان تتخذ خطوات عملية، من أجل محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، كخطوة على طريق تدشين مرحلة جديدة من تحقيق العدالة والإنصاف الدولي للشعب الفلسطيني ودعم حقوقه، وصولا إلى إنهاء الاحتلال وإزالة آثاره كافة، على حد قوله.
ونوه المحلل السياسي عبد العقاد في حواره مع "الطريق" بأن قرار المحكمة الجنائية الدولية يضع المسؤولية الوطنية على جميع الأطراف، حتى يتم تسهيل مهام اللجان المنبثقة والمعنية بهذا الخصوص، مشيرا إلى أنها لابد وأن تبدي كامل التعاون معها، وتمدها بكافة الوثائق والقرائن والبراهين التي تدلل على جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة بحق أبناء فلسطين، موضحا أن ذلك أيضا يعد تعبير عن الموقف الدولي الآخذ بالتبلور لصالح الشعب الفلسطيني لكي يسترد حقوقه الوطنية والمشروعة.
وتطرق "العقاد" لرد الفعل الإسرائيلي حيال قرار " فاتو بنسودا"، حيث نوه أنه قوبل بانزعاج شديد من سلطات الاحتلال، والدليل على ذلك هو تعقيب رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث قال: هذا يوم أسود في تاريخ الحقيقة والعدالة حيث تتحول المحكمة الجنائية الدولية جهة معادية لإسرائيل وتعتبر وجود اليهود في "وطنهم" جريمة".
وفيما يتعلق بإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وما إذا كان من المتوقع أن تقف عائق أمام تنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية وتمنع استرداد حقوق الشعب الفلسطيني، إرضاءا لإسرائيل وللوبي اليهودي في واشنطن، خاصة في ظل الأزمة التي يواجهها الآن، بعد موافقة الكونجرس على عزله، أكد الباحث في معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية، أن إدارة الرئيس الأمريكي تعيش ما وصفه بـ"أزمة صراع البقاء" داخل مكونات صناعة القرار السياسي الأمريكي، وهذا ما يجعلها أقل عدوانية في مواجهة المواقف الدولية المتقدمة لصالح القضية الفلسطينية.