الطريق
الأحد 19 مايو 2024 03:44 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حكم الدين في التنمر على المصابين بفيروس كورونا

مصابو كورونا
مصابو كورونا

قال الشيخ أحمد محمود كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، اليوم الأربعاء، حول تنمر البعض على المصابين بفيروس كورونا، إن مكارم الأخلاق تعد من الأركان الرئيسية للإسلام؛ مستشهدًا بقول الله عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ".

 

وأوضح "كريمة"، فى تصريح خاص لـ"الطريق"، أن النبى عليه الصلاة والسلام نهى سيدنا أبا ذر عن معايرة بلال بسواد بشرة أمه فقال النبى: "يا أبا ذر أعايرته بأمه؟.."إنك امرؤ فيك جاهلية" إلى آخر الحديث.

 

وأضاف: "من هنا تحرم المعايرة والمعايبة والإزدراء والتحقير حتى لو كانت على سبيل المزاح، لاسيما أن الله تعالى قال "ويل لكل همزة لمزة" وقال "هماز مشاء بنميم" أى أن الشماتة بخلق الله وإيذائهم تعد من مساوىء الأخلاق والتى لا تصدر إلا من سيء الخلق.

 

التنمر حرام شرعا

وفي سياق متصل، قال الدكتورعبد الحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر السابق، إن التنمر حرام شرعًا بصفة عامة على الأصحاء وبالنسبة للمبتلى فيجب أن نساعده حتى يضع قدمه على الطريق الصحيح ويحصل على ثوب العافية.

 

وأكد أن القرآن الكريم يقول: "يا أيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم"؛ لذا فإن السخرية والتهكم على الآخرين والانتقاص منهم بسبب المرض مسألة ضد كل المباديء الإنسانية فى العالم وضد الأديان وهى مسألة محرمة.

اقرأ أيضا: الأزهر: رفع أسعار السلع دون وجه حق بسبب كورونا حرام شرعا

وأوضح "منصور"، فى تصريح خاص لـ"الطريق"، أن التعامل مع الشخص المصاب بعدوى أو مرض يجب أن يكون فى ضوء ما يقوله الطبيب؛ إذا قال نعزله يجب عزله، وإذا قال نتعامل معه بشكل مختلف لابد من تطبيق ذلك لصالح المريض والمجتمع بصفة عامة.

وأشار إلى أن التعامل مع المصاب بفيروس كورونا أو أى عدوى لابد أن نتعامل معه بعيدًا عن العاطفة ولكن مع احترام السكينة والرحمة الإنسانية، مضيفًا أن الصحة العامة تحبذ اتباع أوامر الطبيب للحد من انتشار المرض ومنع انتقال العدوى للآخرين وهذا لا يتنافى مع حب المريض والخوف عليه، لأننا علينا اتخاذ كافة التدابير الاحترازية.