الطريق
الأحد 22 يونيو 2025 04:06 مـ 26 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب

”الفكاهة في زمن الرسول”.. تعرف على قصة الصحابي النعيمان الأنصاري

الصحابة
الصحابة

لطالما عرف الصحابة بأفعال الخير، كما عرفوا بالبساطة فيما بينهم وبين الناس، ولكن هناك جانب آخر لا يعرفه الناس، وهو حس الفكاهة لديهم، والتي لابد منها في المجتمع حتى تخفف من كآبة ورتابة الحياة.

وكان أشهر الصحابة الذين عرفوا بالروح المرحة والدعابة الصحابي الجليل النعيمان بن عمرو الأنصاري، من بني غنم بن مالك بن النجار من الخزرج، شهد بيعة العقبة الآخرة مع السبعين من الأنصار في رواية ابن إسحاق، كما شهد غزوة بدر، وهو من قدماء الصحابة، وكانت يمتاز بروح الدعابة، وله أخبار طريفة في دعابته.

كان له حكاية شهيرة تؤكد خفة روحه، عندما كان الصديق أبو بكر خرج يعمل بالتجارة وخرج في أحد الأيام إلى البصرة، فأخذ معه نعيمان بن عمرو وسويبط بن حرملة، وكان سويبط على الزاد، فجاءه نعيمان، فقال: أطعمني.

فقال: لا، حتى يأتي أبو بكر، وكان نعيمان رجلاً يحب المزاح، فقال: لأغيظنك، فذهب إلى ناس يركبوا إبل، فقال: ابتاعوا مني غلامًا عربيًا فارهًا، وهو ذو لسان، ولعله يقول: أنا حر، فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوه، لا تفسدوا علي غلامي، فقالوا: بل نبتاعه منك بعشرة قلائص، فأقبل بها يسوقها، وأقبل بالقوم حتى مكان تواجده، ثم قال: دونكم هو هذا.

فجاء القوم إلى السوبيط فقالوا: قد اشتريناك، فقال سويبط: هو كاذب، أنا رجل حر. قالوا: قد أخبرنا خبرك، فطرحوا الحبل في رقبته، فذهبوا به.

وجاء أبو بكر، فعلم ما حدث، فذهب هو وأصحابه فردوا القلائص، وأخذوه، فعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم ظل يضحك هو وأصحابه من ذلك عام كامل.

وجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم رجل أعرابي فدخل عليه المسجد، وكان معه ناقته فوضعها بفناء المسجد، وكان موجود بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن ضمنهم نعيمان بن عمرو الأنصاري، الذي: "لو نحرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا إلى اللحم، ويغرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمنها، فنفذ ما قالوه فنحرها النعيمان، ثم خرج الأعرابي، فرأى ناقته مذبوحة، فصاح "واعقراه يا محمد".

فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم، وسأل الموجدين من فعلها قالوا له إنه النعيمان، فظل يسأل عنه، فوجده في دار ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب، وكان يختبئ في خندق، واضعا عليه السعف، فأشار إلى مكانه رجل، ورفع صوته قائلا: ما رأيته يا رسول الله، وأشار بإصبعه إلى مكانه، فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تغير شكل وجهه بسبب السعف فسأله: ما حملك على ما صنعت؟

قال: الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني، قال النعيمان بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عن وجهي ما حدث به ويضحك قائلا: ثم غرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد روي أن النعيمان كان يصيب الشراب، فكان يؤتى به النبي صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله، ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم، ويحثون عليه التراب، فلما كثر ذلك منه قال له رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: لعنك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفعل، فإنه يحب الله ورسوله.

وكانت تعرف المدينة بكثرة التجار والرحالة، ولم يحضر منهم أحد إلا أخذ منه شئ، ثم ذهب به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذا هدية لك، وبعدها يذهب صاحب الهدية للنعيمان ليطلب منه ثمنها فيأخذه ويذهب للرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول له: أعط هذا ثمن هذا، فيتعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو لم تهده لي؟، فيرد: يا رسول الله، لم أكن أملك ثمنه، وأحببت أن تأكله، فيضحك النبي صلى الله عليه وسلم ويعطي لصاحبه ثمنه.

اقرأ أيضا: كيف أدى السديسي وعشرات المصلين العشاء والتراويح في الحرم المكي؟

توفى الصحابي الجليل النعيمان بن عمرو اثناء فترة خلافة معاوية بن أبي سفيان، وترك أولاد كثر وهم محمد وعامر وسبرة ولبابة وكبشة ومريم وأم حبيب وأمة الله ،لأمهات أولاد شتى.