الطريق
الأحد 19 مايو 2024 05:42 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
اليوم في ختامي نوادي المسرح.. ”سوء تفاهم” و”هاللو فوبيا” بقصر ثقافة روض الفرج قومية قنا تقدم ”المريد” ضمن عروض الموسم المسرحي بجنوب الصعيد التشكيل الرسمي لمانشستر سيتي ضد وست هام بالدوري الإنجليزي ”مراسم دندرة للرسم” في معرض لقصور الثقافة بالهناجر.. الأربعاء المقبل ”قلعة قايتباي” في أولى جولات أطفال المحافظات الحدودية بالإسكندرية التشكيل الإسماعيلي الرسمي لمواجهة بيراميدز بالدوري الأهلي يحضر لاستقبال بعثة الترجي قبل النهائي المرتقب.. تفاصيل المصرية للاتصالات توقع بروتوكول لتجديد التعاون مع EG-CERT لدعم الابتكار والأمن السيبراني ” نوعية طنطا” تختتم معرض الأنشطة الطلابية ومشروعات التخرج الزمالك ضد نهضة بركان.. علم فلسطين حاضر في نهائي الكونفدرالية الإفريقية إطلاق مبادرة ”مهارات سيبرانية” لتأهيل 1000 طالب جامعي سنويا للتوظيف ”صحة البحيرة” تنظم يوم علمي عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في المحتوى التثقيفي

فاتح فلسطين و مصر وقاهر طاعون عاموس.. تعرف على قصة عمرو بن العاص

عمرو بن العاص
عمرو بن العاص

داهية حرب، واسع الحيلة، عبقري التدبير، قوي البنيان، مهيب الطلة، عرف بأنه من أشراف مكة، حارب الإسلام في بدايته، وأشهر ما عرف به هو فتح مصر، إنه عمرو بن العاص.

اسمه

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.


نشأته

تربى عمرو في جو مترف، عرف بفصاحته وحجته القوية، كما كان قوي البنية، لطالما برع في القتال بالسيف، وأحب الفروسية، عمل في بداية حياته بالتجارة وتعرف على الكثير من الناس، حتى أن ذلك أهله لفتح مصر بعد ذلك، كما أهلته فصاحة لسانه ليكون رسول قريش مع عبد الله بن أبي ربيعة إلى ملك الحبشة العادل النجاشي، ليطلبا منه طرد المسلمين.

لطالما حارب المسلمين بالكلمة وبالسيف، حتى يكسر شوكتهم، وعندما ضاق بالمسلمين الحال في في مكة فروا إلى الحبشة كما أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فذهب ورائهم عمرو بن العاص حتى يقنع ملكها بطردهم من بلاده، وكان ملك الحبشة من أهل الكتاب، فأجرى النجاشي مقابلة بينهما وبين ممثل المهاجرين جعفر بن أبي طالب، لكن انتصر فيها لسان الحق وهزم فيها عمرو وصاحبه، وحاول بعد ذلك عدة مرات أن يثني النجاشي عن قراره لكنه رفض، وأمره الملك العادل بحمل هداياه والعودة لقريش، وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم "لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكًا لا يظلم عنده أحد".

إسلامه

عاد بعد مبارزته الكلامية مع المسلمين في الحبشة ظل يفكر في أمر قوتهم،. وحجتهم، حتى اهتدى إلى الإسلام، وكان في طريقه للرسول فوجد خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، ذاهبان إليه، فأسلموا معا، وذلك في العام الثامن من الهجرة.

وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص". وذلك لما يتسم به من ذكاء، و رأي حسن.


انتصارته

خرجت سرية مكونه من ٣٠٠ رجل، وأرسله الرسول لإقناع أقارب أم والده، والتي كانت من قبيلة بلي، ليدعوهم باعتناق الإسلام، وكان معه٢٠٠ من المهاجرين والأنصار، على رأسهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وقادهم أبا عبيدة بن الجراح، فلما وصل المدد طلب عمرو بن العاص إمارة الجيش، فخاف أبو عبيدة من الفرقة واستجاب له، وعملاً بتوجيهات الرسول وحقق عمرو الهدف الذي أُرسل من أجله.

كما أرسله الرسول مع ١٠٠ من المسلمين إلى قبيلة هذيل، حتى يهدموا صنمها سواع كما أقنع عمرو إخوته بدخول الإسلام، فلما عرف الرسول بنجاح مهمته أوكل إليه جمع صدقات لعمان، وعاد للمدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.


الشام

ذهب عمرو بن العاص بجيش لتحرير فلسطين، وكان الوالي الرومي والقائد العسكري عليها يدعى أرتيون ويقول عليه العرب أرطبون، فلما عرف عمرو قوته،. أرسل لعمرو بن الخطاب يستشيره، فأرسل إليه الخليفة خطاب قال فيه "لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب" وذلك ليرفع من معنوياته، وبالفعل استطاع أن يهزم الروم ويقضي عليهم.

أبدى بسالة وشجاعة في معركة اليرموك، كان في ميمنة جيش المسلمين، ما جعل الجنود يهابونه كما شارك في تحرير دمشق، حيث نزل باب الفراديس، فيما نزل خالد بن الوليد على الباب الشرقي، وأبو عبيدة بن الجراح على باب الجابية.

في عام ٦٣٩ ميلاديا اقترح فكرة فتح مصر، وطلب الأذن بالسير مع جنوده مقنعا الخليفة بأن وجود الروم في مصر يهدد المسلمين في فلسطين، وأخبره عن جمال مكنونات مصر وخيرها الوفير فقد زارها كثير للتجارة فأرسل له الخليفة موافقته وخطاب ذكر ليه ما يلي: "إني مرسل لك رسالة، فإذا وصلتك قبل دخول تخومها فعليك أن تنصرف مع جندك، وإذا استلمتها بعد دخولك حدودها فامض لوجهتك واستعن بالله واستنصره".

على الرغم من ضألة عدد الجنود في جيش المسلمين بالمقارنة مع الجنود في جيش الروم، إلا أنهم تمكنوا من هزيمتهم، ولم يبق أمام عمرو سوى حصن بابليون والإسكندرية، فظل يحاصرهما لمدة سبعة أشهر، واستطاع أن يخضع الروم لسلطته، وتفاوض معهم وإخراجهم من مصر، حاول الروم التمرد بإرسال 300 سفينة، لكن قضى عليهم عمرو بن العاص، وسيطر على الإسكندرية وهدم أسوارها واستولى على مراكبهم.

بنى المسلمين الفسطاط،. وظلوا يوسعوها ليبني عليها عمرو بن العاص أول مسجد في مصر، ثم عاد عمرو إلى الإسكندرية ليدير شئون البلاد منها وأعاد حفر قناة، كانت تصل البحر الأحمر بنهر النيل، شقها الفرعون نخاو، ولكنها أهملت فيما بعد فتراكم فيها الطمي وأصبحت غير صالحة للعمل، وقد أطلق عليها عمرو بن العاص بعد إصلاحها اسم خليج أمير المؤمنين، كما أنشأ مقاييس عدة للنيل وفي أماكن مختلفة من ضفتيه.

قال في مصر:
«أن أرض مصر تتجلى في كل سنة لسكانها في أربعة خلع: الأولى منهن إذ رويت بماء النيل تصير كلولة بيضاء، فإذا إنكشف ماء النيل عن أرضها ظهرت كعنبرة سوداء، فإذا زرعت أرضها كزمردة خضراء، ثم يظهر بها من الأزهار ألوان مختلفة تروق الناظر وتشرح الخاطر، فإذا دناحين الحصاد زرعها ظهرت كصفيحة من الذهب وهى جنان نخيل ذات ألوان وأعناب صنوان وغير صنوان وأغصان النارنج تحمل أكرامن من ذهب وأصناف المحمضات من أعجب العجب وبها مراتع ومزارع ومصايد بحار ومفانص وحوش وقد أجمع الفضلاء المتنزهين والندماء المتفرجين أنه ليس في جميع الأقاليم مثل مصر في بحر نيلها الجارى الذى يطلع في أوان القيظ الذى تجف الأنهار بإذن الله تعالى ويهبط عند الإحتياج إلى زرع الأرض ويقف على حد واحد لا يهبط إلى نهاية الهبوط بل يتم جارياً لتسير فيه السفن بحرياً وقبلياً وشرقياً وغربياً لا يعلم من أين أتى وإلى أين يذهب فسبحان الله العظيم الذى فضل أقليم مصر على سائر الأقاليم.»

قضائه على جائحة الطاعون

قال عنه البخاري في صحيحه، أنه انقذ الشام من طاعون "عمواس" وتعامل معه بحكمة،فبعد وفاة معاذ بن جبل في الشام بالطاعون تولى عمرو بن العاص إداراتها، وأمر الناس أن يشعلوا النار ويختبئوا منه في الأراضي المرتفعة بالجبال حتى يكون الهواء الملوث في المناطق المنخفضة التي حل بها الطاعون بعيدا عنهم، وبالفعل رفع البلاء عن أهل الشام

وفاته


مرض عمرو بن العاص مرضا شديدا، حتى إنه قيل عنه مرض الموت، وعندما دخل عليه ابنه، فوجئ ببكائه فقال له: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله صلى الله عليه و سلم بكذا؟ أما بشرك رسول الله صلى الله عليه و سلم بكذا؟ فأقبل بوجهه فقال: أني كنت على أطباق ثلاث (أحوال ثلاث)، لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال فقبضت يدي، فقال: "مالك يا عمرو؟" قال: قلت: أردت أن أشترط. قال: "تشترط بماذا؟" قلت: أن يغفر لي، قال: "أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟"، وما كان أحد أحب إلى من رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأنني لم أكن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة.


اقرأ أيضاً: بعد حادث بئر العبد.. مسلسل الاختيار يصيب الإخوان والجماعات الإرهابية بالجنون

ثم ولينا أشياء ما أدرى ما حالي فيها، فإذا أنا مت، فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا على التراب شنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور، ويقسم لحمها، حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي.

ودفن بن العاص في سفح جبل المقطم، وكانت آخر كلماته: "للهم أنك أمرتني فلم أأتمر، وزجرتني فلم أنزجر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر لا إله إلا أنت".