الطريق
الأحد 19 مايو 2024 05:23 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الصحابية درة بنت أبي لهب.. حكاية إسلامها وأذى الناس لها

درة بنت ابي لهب
درة بنت ابي لهب

بالحق والعدل جاء الإسلام ليضع أسسه وميزانه بين الناس ومن أعظم أسسه و مبادئه المساواة بين الناس، دون النظر إلى نسبه أو أهله.

في خير مثال على التعامل مع الأخرين بأعمالهم وليس بنسبهم، هو ما أقدمت عليه درة بنت أبي لهب، بإسلامها مع رسول الله عليه الصلاة والسلام بالرغم من تبشير القرآن الكريم لوالديها بالنار.

على إلحاق الأذى بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام، تعاون أبو لهب وزوجته أم حميل ونجلهم عتيبة، حيث كان والدها أبو لهب يمشي وراء النبي ويحذر الناس منه، وأمها أم جميل تضع الحسك والشوك في طريق النبي ولكن الله كافيه وناصره، كما كان عتيبة وهو أخوها يحاول أذية الرسول وفي إحدى المرات سطا عليه وشق قميصه أمام الملأ من قريش، وحينما كانت تسمع درة ما صنعه أخوها برسول الله تحزن.

بالرغم من الأحقاد التي ملئت ابيها وأمها وشقيقها تجاه النبي محمد عليه الصلاة والسلام، إلا أن درة رضي الله عنها تحدت أسرتها وبيئتها من أجل الإسلام، وأعلنت كلمة التوحيد وكانت من المهاجرات إلى المدينة.

تزوجت بنت عم النبي في الجاهلية الحارث بن نوفل بن عبد المطلب، وانجبت منه "عقبة والوليد وأبا مسلم"، ولكن زوجها قتل مشركاً في غزوة بدر، هذا اليوم الذي نصر الله فيه الإسلام وأذل فيه الكفر.

في أعقاب دخول درة رضي الله عنها الإسلام، تقدم لخطبتها الصحابي الجليل دحية الكلبي وتم الزواج، وهو حسن الطلعة.

لم تسلم درة من أحاديث الناس، كونها أمنت مع المسلمين ولكن الله بشر في القرآن الكريم والديها بالنار، فذهبت إلى النبى صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما يقوله الناس، فأجلسها وصلى بالناس الظهر وجلس على المنبر، يقول "أيها الناس ما بال أقوام يؤذوننى في نسبي وفي ذوي رحمي ألا ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله".

وطدت الصحابية درة بنت أبي لهب رضي علاقتها بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وأخذت تكثر الذهاب إليها لتأخذ منها العلم والفقه في أمور الدين.

اقرأ أيضا: زي النهاردة”.. إقرار اليوم العالمي لحرية الصحافة عام ١٩٩٣

في السنة الـ20 للهجرة، توفيت رضي الله عنها في أثناء خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ولا تزال قصة حياتها نموذجا حيا لقدرة الإنسان على التعرف على الحق واختياره.