الطريق
الخميس 28 مارس 2024 10:02 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

باحث تاريخي: المصريون أول من كسا الكعبة.. وكانوا يرسلونها للحجاز مرتين وثلاث سنويا

كسوة الكعبة
كسوة الكعبة

أيام مباركات تمر بها الأمة الإسلامية، وعلى الرغم من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، التي دفعت لإلغاء الحج خلال العام الجاري بالنسبة للمقيمين خارج المملكة العربية السعودية، إلا أن نفحات الأيام لا يمكن منعها من الوصول إلى قلوب المسلمين، ومن بين تلك النفحات التي تتعلق بها العيون والقلوب أستار الكعبة، أو ما عرفت فيما بعد باسم الكسوة، والتي تحمل تاريخًا طويلًا بدأ في مصر.

الباحث الأثري أحمد عامر قال إن أول كسوة للكعبة الشريفة صُنعت في مصر في عهد الدولة العباسية، حيث حيث كان يتم إختيار أفضل أنواع الحرير الموجودة في مدينة "تانيس"، وكانت من الحرير الأسود علي يد أمهر الصُناع، وكانت قرية "تونا" و"شطا" مشهورتان بحرفة التطريز، وفي عهد "هارون الرشيد" أمر بصنع الكسوة من طراز "تونة" عام 190هـ.

الاحتفال بكسوة الكعبة كان يستمر في مصر 3 أيام قبل سفرها للحجاز

وأضاف لـ"الطريق أن الكعبة كانت تُكسى مرتين، وفي عصر الخليفة "المأمون" كُسيت ثلاث مرات في السنه، أما بداية فكرة المحمل الذي ينتقل فيه الكسوة إلى أرض الحجاز فكان أول أمره في عهد "شجرة الدر"، حيث خرج أول محمل في عهد المماليك، أما الكسوة فكانت توضع في صناديق مغلقة وتحملها الجمال، ثم يتجه نحو أرض الحجاز، إلا أن الاحتفال بشكله المميز كان في عهد الظاهر "بيبرس".


وأشار إلى أن أول احتفال رسمي وشعبي كان في عهد الظاهر "بيبرس"، وهو أول من أرسى الاحتفال بسفر المحمل من القاهرة إلى مكة، حيث كان يعرض كسوة الكعبة فى إحتفالات شعبية فى شوارع القاهرة قبل سفرها بيوم، ومن أمام مسجد القاضي عبدالباسط حيث مصنع الكسوة المشرفة، كان يقام حفل رسمي، وكان المحمل يطوف القاهرة يصاحبه الطبل والزمر، والعديد من مظاهر الإحتفالات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول، وكان الوالي أو نائب عنه يحضر خروج المحمل بنفسه، وكان المحمل يطوف في القاهرة نحو ثلاثة أيام، ثم تخرج الكسوة في إحتفال بهيج وتخرج وراءها الجموع إلى ميدان الرميلة قرب القلعة، هذا وقد إعتاد المصريون أن يدوروا بالمحمل في ربوع مصر بدءًا من أشهر رجل وخاصة في عهد أسرة محمد علي باشا.


وتابع أن الاحتفال كان غالبا ما يبدأ في الساعة التاسعة صباحا، ويصطف الجنود في ميدان القلعة حاملين أسلحتهم، ويبدأ توافد المدعوين فيستقبلهم وكيل المحافظة ومندوبوها، ويجلس العلماء في الميمنة، خلفهم المندوب العثماني والنظار والأمراء والأميرات وكبار الأعيان والتجار، وفي الميسرة يجلس كبار موظفي الديوان الخديوي، خلفهم قادة الجيش والجميع بملابس التشريفة في انتظار "الجناب العالي" الذي يحضر في عربة تجرها أربعة جياد، وبجواره رئيس النظار، ثم عربات كبار رجال الياوران والمعية، يحيط بالجميع 148 من فرسان الحرس الخديوي، ويستعرض الخديوي قوات رمزية من الجيش ومن سلاح الفرسان وحامية ركب الحج المصري، وعقب انتهاء الحفل يدور ركب المحمل في شارع محمد علي ثم شارع سوق السلاح فالدرب الأحمر إلى باب زويله ثم الغورية فالسكة الجديدة حتى يتخذ طريقه إلى المشهد الحسيني.

 

اقرأ أيضًا: في زمن الكورونا.. طريقة جديدة للطواف حول الكعبة (فيديو)

وأردف أن الخديوي كان تؤدى له مراسم الاستقبال الرسمي بإطلاق 21 طلقة مدفعية ثم السلام الخديوي، وبعد أن يحيي الجميع يجلس في مكانه المخصص وبعدها يأخذ "مأمور تشغيل الكسوة" بزمام جمل المحمل، ويدور به ثلاث مرات ثم يتوجه نحو الخديو، الذي ينزل إلى أول درجة من المصطبة، فيتقدم إليه مأمور الكسوة بكيس "مفتاح الكعبة" مبسوطاً على كفيه، فيتناوله سموه ويقبله ثم يتلوه قاضي القضاة، ثم يتلو "دعاء المحمل" وتقدم الهدايا إلى أربابها، وهذا الموكب كانت تصحبه الدفوف والإحتفالات والأناشيد.