الطريق
الخميس 28 مارس 2024 05:49 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الحلقة 10

حكايات حقيقية أغرب من الخيال.. النبي المزعوم يقتل أمه وشقيقتيه ويفلت من الإعدام (صور)

محاكمة فرانك وهارلد
محاكمة فرانك وهارلد

• الشرطة وجدت أشلاء الإناث وأعضائهن الحساسة معلقة على الجدران

• رب الأسرة انضم إلى جماعة دينية متطرفة

• "هارلد" ادعى نبوة ابنه وأمر الجميع بطاعة أوامره

• عائلة ألكسندر هربت من شرطة هامبورج بسبب أفعالها الشاذة

• الطفل "فرانك" حظى بحياة غير سوية جعلته مريضا نفسيا

في سبعينيات القرن الماضي، شهدت مدينة سانتا كروز دي تينيريفي الإسبانية جريمة مروعة يخجل منها الشياطين أنفسهم، حيث أقدم شاب ألماني بمساعدة والده، على قتل أمه وشقيقتيه والتمثيل بجثثهن، في مشهد فاق كل خيالات أفلام الرعب في العالم أجمع.

واهتمت جميع صحف العالم وقتها بتلك الحادثة البشعة التي أطلقت عليها "جريمة القرن"، لما لها من غرابة غير مسبوقة، وبدأت الصحف والمجلات تتبع سيرة عائلة "ألكسندر" الألمانية، في محاولة لكشف غموض وأسباب تلك الجريمة.

عائلة مختلة ودين جديد

وفقا لموقع lavanguardia الإسباني، لم تكن عائلة هارلد ألكسندر الألمانية تتمتع بسمعة طيبة، حتى قبل انتقالهم إلى "دي تينيريفي"، حيث كانت سمعتهم على المحك في هامبورج بسبب ما أقدموا عليه من ممارسات مختلة غير شرعية، وتصرفاتهم المثيرة للريبة والاشمئزاز.

هارلد ألكسندر

ففي منتصف الخمسينات، تعرف هارلد ألسكندر في هامبورج على مجموعة دينية غريبة أسمت نفسها "جمعية لوبر"، وكانت تعتنق عدة أفكار وتعاليم مثيرة للجدل، متبعة في ذلك رجلا نمساويا من القرن التاسع عشر يدعى جاكوب لوربر، والذي ادعى وهو في الأربعين من عمره تلقي رسائل من الله أملاها عليه الروح القدس.

اقرأ أيضا: مصرى يدفن نفسه 28 يوما تحت الأرض ويخرج حيا (فيديو)

وبمرور الوقت، أصبح "هارلد" من أخلص أتباع تلك الجمعية صاحبة الدين الجديد، بل تطور الأمر إلى أن أصبح هو المسؤول الأول عنها، وهو ما دفعه للاعتقاد بأنه مختار من الرب، وأثرت أفكار تلك الجمعية المتطرفة على عقل "هارلد"، حيث بدأ يتعبر الأشخاص غير الأعضاء فيها كفارا ويسيطر عليهم الشيطان.

الميلاد وادعاء النبوة وأشياء أخرى

فرض "هارلد" تعاليم جماعته الغريبة على زوجته وبناته، لكن ذلك لم يكن أسوأ ما سيختبرنه بعد، فالأسرة الألمانية كانت على موعد مع ما هو أبشع.

في عام 1954 أنجبت زوجة "هارلد" ابنهما "فرانك"، وهنا جن جنون الأب تماما، وبدأ يردد أن المولود الجديد هو النبي المنتظر لهداية البشرية وتخليصها من سيطرة شياطين الجحيم.

فرانك ألكسندر

حظى الطفل "فرانك" بحياة غير سوية جعلته مريضا نفسيا، فأبوه يخبره دوما أنه النبي المرسل، لذلك فجميع طلباته وأوامره مجابة دون أدنى نقاش، حتى وإن كان ما يتفوه به هو الهراء بعينه.

كان هو المتحكم الأول والأخير في المنزل، ولم يكن هناك شيء يتم فعله إلا حسب ذوقه، لقد أطاعوه جميعا واحترموه كثيرا، ولم يشكك أحد في قراراته مهما كانت سيئة.

وعندما أتم فرانك عامه الـ 16، وبدأ يخطو في عالم المراهقة، قرر أعضاء "جمعية لوبر" أنه يجب عليه اختبار رجولته وممارسة الجنس، وهنا كانت الطامة الكبرى، فالجماعة المتطرفة ترى أنه نبي مقدس بينما الفتيات مدنسات وتابعات للشياطين، لذلك اقترحوا عليه أمرا من أسوا ما يكون.

اقرأ أيضا: رجل خارق يكشف لغز مقتل فنانة شهيرة.. وامرأة تتحدث مع الموتى والأرواح

اختارت الجماعة الشاذة أن يمارس "فرانك" الجنس مع أمه وشقيقاته، ومن هنا بدأت الأحداث السيئة في الظهور، حيث علم أهل المدينة بتلك الفعلة الشنيعة، ووصل الأمر للشرطة التي قررت إلقاء القبض عليهم لما اقترفوه من جرم، قبل أن تهرب العائلة إلى إسبانيا.

ساعة القتل

لم يكن هناك مجالا للشك في أن "هارلد" و"فرانك" غير أسوياء فكريا وأخلاقيا أيضا، لكن ذلك كان في ألمانيا، أما أهل مدينة سانتا كروز دي تينيريفي الإسبانية، فلم يكن أحد يعلم منهم حقيقة العائلة بعد.

لذلك، بمجرد وصولهم إلى الجزيرة حاولوا عيش حياة طبيعية، حيث كانت الشقيقات تعملن في الخدمة المنزلية، ووجد "فرانك" عملا كصبي توصيل طلبات، لكنهم لم يقدروا على إخفاء ما يصدر عنهم من أشياء غريبة كثيرا، حيث بدأ "هارلد" في تجنيد اتباعا جدد لجماعته الشاذة، وسرعان ما بدأ الجيران يرون شيئا غريبا وغير عادي في عائلة ألكسندر، لكن الامر لم يستمر طويلا، فالكل كان على موعد مع الحادث الأكثر هولا.

اقرأ أيضا: كائن من ما وراء الطبيعة.. ديك يعيش 18 شهرا بعد قطع رأسه

بعد ظهر يوم 16 ديسمبر 1970، شعر "فرانك" بالغضب، حيث توهم أنه رأى والدته "داجمار" تنظر إليه بطريقة مختلفة وغريبة بعض الشيء، وهو ما فسره بأن هناك قوى شيطانية تسيطر عليها، لذا قرر ممارسة دوره كمخلص للبشرية، لإنهاء سيطرة الأرواح الشريرة على أمه.

أمسك "فرانك" بعصا خشبية غليظة، وضرب "داجمار" بوحشية على رأسها حتى فارقت الحياة تماما، قتلها أمام أعين والده المختل الذي ابتسم لولده وأخذ يعزف على آلة الأكورديون وهو يتلو بعض ترانيم جماعته، قبل أن يبدأ مع ابنه المجنون في تشويه جثة زوجته تماما.

والدة فرانك

ووفقا لنصوص التحقيقات التي نشرتها عدة صحف وقتها، منها صحيفة El Caso الإسبانية، قام "هارلد" وابنه بتقطيع حلمات ثديي الأم المسكينة وتثبيتهما بالمسامير على الحائط، ثم انتزعا قلبها وعلقاه في حبل، ثم قتلا الشقيقتين "بيترا" و"مارينا"، ومزقا جميع الأجزاء الحساسة في جسديهما.

اغتسل الأب والابن بعد تلك المذبحة الدموية، وغيرا ملابسهما بهدوء، قبل أن يلوذا بالفرار محاولين العودة إلى هامبورج مرة أخرى، لكنهم لم يتمكنا من المغادرة، حيث كانت الأسرة قد دمرت أوراقها الشخصية في إحدى طقوس الجماعة المجنونة، لإنهاء الصلة بينهم وبين كل ما يمكن أن يربطهم بحياتهم القديمة.

بترا ومارينا

قرر "هارلد" أن يذهب لابنته "سابين" التي كانت تعمل طاهية في منزل الطبيب "ترينكل"، وأخبرها أنه قتل والدتها وشقيقتيها، وعندما شعر بأن الطبيب يسمعه، التفت إليه قائلا " لقد سمعت، لقد قتلنا زوجتي وبناتي، لقد كانت ساعة القتل"، وعلى الفور اتصل "ترينكل" بالقنصلية الألمانية، ووصلت الشرطة على للقبض على "ألكسندر" وولده.

وعندما فتشت السلطات منزل العائلة، واجهوا أسوأ المذابح على مدار حياتهم الشرطية، كان الدم في كل مكان، على السقف، على الجدران، أشلاء بشرية مثبتة على الحوائط في غرف مختلفة، وجثث النساء مدمرة بالكامل.

اقرأ أيضا: شبح القتيلة يسكن المنزل منذ 119 عاما.. جريمة قتل حيرت الشرطة

وفي أثناء الاستجواب، ادعى كل من الأب والابن أن نساء العائلة يعرفن ويقبلن أدوارهن في "ساعة القتل" التي تم التنبؤ بها، والتي صرح "فرانك" على مر السنين أنها يمكن أن تأتي في أي لحظة، وظلا غير نادمين لأنهما زعما أنهما أرسلا النساء إلى الجنة.

النجاة من حكم الإعدام

في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح السابع عشر من ديسمبر 1970، بدأت محاكمة "هارالد" و"فرانك" على جريمتهما البشعة، وكان الجميع يتوقع أن يتم إعدامهما دون شك، لكن المحكمة كان لها رأي آخر.

فبعد فحص المتهمين والكشف على قواهما العقلية، أفاد الأطباء المكلفون من قبل جهات التحقيق بأن الأب يعاني من مرض عقلي من نوع "الوهم الجسدي بسبب الفصام"، بينما يعاني الابن "اضطراب ذهاني" يجعله يؤمن بوجود أشياء غير موجودة في الحقيقة.

ونتيجة لتقرير الأطباء، لم تقرر المحكمة إعدامهما، واكتفت باعتقالهما في مركز المساعدة النفسية الإصلاحي في سجن كارابانشيل بإسبانيا، وبالطبع لم يكن يمكنهما المغادرة دون إذن مسبق من المحكمة، لكن هل التزما بذلك؟

في أوائل التسعينيات، تمكن "هارالد" و"فرانك" من الفرار، حيث هربا من مركز المساعدة النفسية، وهو ما دفع الإنتربول لتقديم مذكرة تفتيش واعتقال بحقهما في عام 1995، لكنهم لم يتمكنوا من العثور عليهما منذ ذلك الحين، ولا أحد يعلم ما الذي اقترفاه من جرائم لم يكشف عنها حتى الآن.