حقيقة استقالة فايز السراج من المجلس الرئاسي الليبي (خاص)

كشف قرار تحويل وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا للتحقيق بعد تأجج المظاهرات في طرابلس خلال الفترة الأخيرة، عن مدى تأزم الخلاف بينه وبين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، وأن كليهما يحاول ضرب الآخر للتمكن من السلطة والانفراد بالقرارات.
الخلاف يشتعل
وشهدت الأيام الماضية اشتعال أزمة جديدة داخل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بين رئيسه السراج ونائبيه معيتيق وعبد السلام كاجمان، بسبب تفرد الأول بالسلطة واستحواذه على القرارات، وحاول معيتيق في رسالته تذكير السراج بأن اتفاق الصخيرات ينص على أن رئاسة الوزراء تتمثل في مجلس رئاسة الوزراء وهذا المجلس يتشكل من رئيس مجلس الرئاسة ونوابه ووزيري دولة، وذكرّه بعدم امتلاكه صفة رئيس الوزراء وبأنه فقط رئيس لمجلس الرئاسة.
اقرأ أيضا: عضو لجنة الأمن والدفاع الليبي يعلق على اتفاق المغرب ويكشف مفاجأة (خاص)
مفاجات عن السراج
كانت وكالة بلومبرج الأمريكية قالت صباح اليوم: إن "رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج ينوي التنحي عن منصبه وإعلان استقالته"، مضيفة أنها تواصلت مع مصادرها الخاصة التي أكدت لها أن السراج ناقش خطط استقالته مع شركا ليبيين ودوليين.
ورجحت الوكالة، أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية سيعلن قراره بهذا الشأن نهاية الأسبوع، مشيرة إلى أن السراج سيبقى في منصبه حتى إجراء المفاوضات في جنيف المقررة الشهر المقبل.
المصلحة الشخصية
الكاتبة الصحفية الليبية ومسؤولة الإعلام الخارجي للهيئة العليا لمجلس أعيان ومشايخ ليبيا علياء العبيدي قالت: إن "الخلافات الحالية بين كلا من فايز السراج وفتحي باشاغا قائمة على شئ واحد، فكلاهما اجتمعا على مصالحهما الشخصية ولم يحاولا التفكير في المصلحة العليا للوطن الليبي، إذا من الطبيعي أن تندلع العديد من الخلافات بين الطرفين".
اقرأ أيضا: مظاهرات ليبيا تدخل يومها الثالث.. وإضرام النار في مؤسسات الدولة (فيديو)
وأوضحت العبيدي في تصريحات لـ "الطريق" أن ما حدث خلال المظاهرات التي اندلعت في طرابلس وقرار فايز السراج لتحويل فتحي باشاغا للتحقيق، كان الهدف منه أن الظهور أمام الشعب الليبي بأنه يفكر في مصلحة الوطن وأن باشاغا هو الداعم للميليشيات، أما بالنسبة له فإنه يريد التخلص منهم وخروجهم من البلاد، وفي نفس الوقت لكي يثبت قدرته باتخاذ القرار الأخير في مختلف الأمور التي تتعلق بالشأن الداخلي الليبي.
رسالة للأتراك
وأوضحت علياء العبيدي، أن لعبة فايز السراج وهجومه على باشاغا لم تفلح ولم ينل الدعم أو التأييد من قبل أبناء طرابلس، وكان ذلك رسالة قوية للأتراك فقد تيقنوا أن باشاغا أقوى على أرض الواقع من فايز السراج، مشيرة إلى أنه بناءً على ذلك، سيكون السراج هو "كبش الفداء" للمرحلة المقبلة، خاصة بعد ثبوت تهم فساد عليه هو وزوجته، وأنه لا يزيد عن كونه دمية في يد تركيا، وأن من يسنده في الداخل فتحي باشاغا وإخوان مصراتة.
واستكملت الكاتبة أن هدف فايز السراج بإعلانه رغبته في الانسحاب من الساحة السياسية هو المحافظة على ماء وجهه، مؤكدة أن هذه لعبة سياسية منه، خاصة وأنه بات على يقين من أنه لن يتم الاعتماد عليه خلال المرحلة المقبلة.
نقاط محادثات جنيف
وأوضحت مسؤولة الإعلام الخارجي للهيئة العليا لمجلس أعيان ومشايخ ليبيا، النقاط الرئيسية التي ستلقى محادثات جنيف الضوء عليها، حيث ستتمركز في "سحب الميليشيات والقضاء على المرتزقة المنتشرين في الأراضي الليبية وعقد انتخابات نيابية - أما النقطة الرابعة والأهم هي انتخاب مجلس مكون من الشرق والغرب والجنوب"، مؤكدة أن هذه هي النقاط الأساسية التي ستتمحور حولها أي مباحثات سوف تعقد سواء في جنيف أو غيرها.
اقرأ أيضا: عاجل| بلومبرج: فايز السراج يعتزم الاستقالة من رئاسة الوفاق الليبية
واختتمت العبيدي، أن هناك نقطة أخرى من الممكن أن يتم تناولها وهي نقطة خلافية وهي أن تكون المنطقة الوسطى منزوعة السلاح، مشيرة إلى أن الجيش لا يمكن أن يقبل بذلك ولا الشعب أيضًا، لأن هذه المنطقة إذا باتت منزوعة السلاح، فهذا يعني السماح باحتلال مقنن وهذا لن يسمح به.