الطريق
الإثنين 6 مايو 2024 04:10 صـ 27 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

علماء يعيدون بناء وجه طفل مصري محنط رقميًا (صور)

إعادة بناء رقمية ثلاثية الأبعاد لوجه مومياء طفل مصري
إعادة بناء رقمية ثلاثية الأبعاد لوجه مومياء طفل مصري

تمكن فريق من الباحثين والعلماء فى النمسا وألمانيا من إعادة بناء رقمية ثلاثية الأبعاد لوجه مومياء طفل مصري كانت قد تمت إزالة بعض أعضاء من جسده بعد وفاته بالتهاب رئوي، ثم لُف رفاته فى أغلفة كتانية متقاطعة، وتم لصق صورة لوجهه على واجهة موميائه.

وبحسب موقع "العين" الإخباري: كانت "صورة المومياء" جزءًا من تقليد منتشر بين بعض المصريين فى العصر اليوناني الروماني، من حوالي القرن الأول وحتى القرن الثالث بعد الميلاد.

وتوصلت النتائج إلى أن الصورة كانت دقيقة إلى حد ما، باستثناء جانب واحد، حيث جعل الرسام الصبي يبدو أكبر من 3 أو 4 سنوات، وفقًا للباحث الرئيسي فى الدراسة أندرياس نيرليش، مدير معهد علم الأمراض فى العيادة الأكاديمية فى ميونيخ بوجنهاوزن بألمانيا، لموقع "لايف ساينس".

يذكر أن هذه الصورة لا تكشف ما إذا كانت هذه الممارسة شائعة بين الفنانين المصريين القدماء لجعل الشباب يبدون أكبر سنا فى صورهم على المومياء، بينما لاحظ العلماء، أنه من بين ما يقارب 1000 صورة مومياء تمت استعادتها من مصر اليونانية الرومانية، لا يزال هناك نحو 100 صورة فقط ملتصقة بالمومياء.

يذكر أنه عثر علي هذه المومياء فى ثمانينيات القرن التاسع عشر فى مقبرة قريبة من هرم هوارة جنوب غرب القاهرة، ويعد المشروع هو الأول من نوعه لمقارنة صورة مومياء لطفل صغير من مصر القديمة بإعادة بناء وجهه.

ويعود تاريخ المومياء إلى ما بين 50 قبل الميلاد إلى عام 100 ميلادي، ويبلغ طولها 30 بوصة "78 سم"، وموجودة الآن فى المتحف المصري بميونخ.

وبدورهم، قام الفريق بفحص المومياء، وفحص الأشعة السينية المأخوذة منها فى عام 1984، حتى يتمكنوا من إنشاء صورة رقمية ثلاثية الأبعاد لجسم الصبي مرة أخري.

اقرأ أيضًا: 17 تابوتًا ومومياء ملكية تستعد لنقلها في موكب مهيب إلى متحف الحضارة (صور)

وتمكن الباحثون من اكتشاف أن مومياء الصبي تم استئصال الدماغ وبعض الأعضاء منها، وهى ممارسة شائعة أثناء التحنيط عند المصريين القدماء، وذلك بعد التصوير المقطعي المحوسب.

ومن جانبه، أوضح نيرليش، أن نمو العظام والأسنان لدي الصبي هو ما كشف عن عمره قبل وفاته بسبب الالتهاب الرئوي على الأغلب، ولاحظوا "بقايا أنسجة الرئة المكثفة" على الأشعة المقطعية.

وكتب الباحثون فى ورقة دراستهم على وجه الصبي، أن صورته تظهر "شعرا مجعدا مع خصلتين من الشعر منسوجتين تمتدان من القمة إلى الأذنين".

واعتمد الباحثون على معايير مأخوذة من الأطفال المعاصرين والذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 8 سنوات، لإعادة بناء السماكة المناسبة للجلد، وأوضحوا أن الكثير من الوجه المعاد تكوينه كان يعتمد على شكل جمجمته وأسنانه، بينما اعتمد جلد الصبي ولون شعره وأسلوب شعره على اللوحة.

وتمت إعادة بناء الوجه والتى ذكر الباحثون أنها كانت "مشابهة جدا" للصورة، حيث كانت أبعاد الجبهة إلى خط العين، والمسافة من الأنف إلى الفم "هي نفسها تماما بين الصورة وإعادة البناء، فيما كانت هناك اختلافات بين عرض جسر الأنف وحجم فتحة الفم، حيث يكون كلاهما أكثر رشاقة وضيقا فى الصورة من إعادة البناء الافتراضية".