الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 03:13 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

سياسيون ليبيون لـ”الطريق”: جهود مصر كلمة السر وراء وقف إطلاق النار ..وتركيا تعرقل الاتفاق

الجهود المصرية واتفاق وقف إطلاق النار
الجهود المصرية واتفاق وقف إطلاق النار

خطوة رائدة دللت على أن المباحثات التي أجريت مؤخرا في القاهرة بشأن الأزمة الليبية كانت إيجابية، والتي تمثلت في الاتفاق على وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع، لكن تبقى تركيا في المشهد عائق أمام أي محاولة للحل دون إراقة الدماء.

وقف إطلاق النار

 

اتفق طرفا النزاع في الأرااضي الليبية في مقر الأمم المتحدة بجنيف "الجيش الوطني وممثلي حكومة الوفاق"، على وقف إطلاق النار، واللجوء للحل السلمي السياسي بدلا من العنف وإراقة الدماء.

ومن أبرز النقاط التي ركز عليها طرفي الاتفاق ضرورة العمل على خروج القوات الأجنبية المتمركزة في ليبيا المتمثلة في الميليشيات المسلحة، مع العمل على اقتراح وتنفيذ ترتيبات أمنية خاصة تكفل تأمين المناطق التي تم إخلاؤها من الوحدات العسكرية والتشكيلات المسلحة.

اقرأ أيضا: مستشار النواب الليبي عن وقف إطلاق النار: أتوقع نجاحه.. والنظام التركي متورط


الموقف التركي

وعلى الرغم من المباركات والترحيب لهذه الخطوة على المستويين العربي والدولي، إلا أن تركيا هي الوحيدة التي رفضتها، بل وتتحدى الأمم المتحدة من خلال خرق جميع الجهود والإتفاقيات التي تبرمها لتهدئة الأوضاع في ليبيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع التركية عبر حسابها على "تويتر"، استمرار قواتها في تدريب قوات حكومة الوفاق في نطاق اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية، وهو ما تم الاتفاق عليه في مذكرة التفاهم التي أبرمها فايز السراج والرئيس رجب طيب أردوغان في نوفمير 2019.

خلاصة جهود

 

اعتبر سفير ليبيا السابق في تشاد، قرين القذافي، أن خطوة الاتفاق على وقف إطلاق النار، هي خلاصة شهور من المباحثات التي أجريت مؤخرا في الغردقة لحل الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن الفضل يعود للجهود التي بذلتها مصر والعديد من الدول الغربية.

وأشار القذافي في تصريحات لـ "الطريق" إلى أنه من الصعب أن تلتزم حكومة الوفاق بهذا الاتفاق وهذا هو ما يخشاه الشعب الليبي، خاصة وأن الأوضاع لا تزال متأزمة وخطيرة، منوها أن الجهود التي تبذل حاليا إذا حقا أثمرت وطبق وقف إطلاق النار على أرض الواقع سيكون بسبب المبادرة المصرية.

التخلص من الميليشيات

 

وأضاف السفير الليبي السابق أن اتفاق وقف إطلاق النار لن يكون له أي أساس دون التخلص من الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية التي انتشرت في جميع أرجاء الأراضي الليبية بفضل تركيا وقطر.

اقرأ أيضا: خلال زيارة رسمية.. عقيلة صالح يبحث مستجدات القضية الليبية بالمغرب

وأكد قرين القذافي أن حكومة الوفاق لا تملك السيطرة على الميليشيات المسلحة، والدليل على ذلك أنها تمارس عمليات اختطاف ولا تجد من يحاسبها من أيا من ممثلي حكومة الوفاق التي تتغنى بأنها الحاكمة للبلاد، منوها أن السراج وأعوانه في مآزق كونهم عاجزون عن السيطرة على هذه الميليشيات، وربما يتطلب تدخل دولي لردع الجرائم التي ترتكبها هذه التنظيمات في ليبيا.

خطوة صعبة

 

من جانبه توقع أستاذ القانون الدولي والسياسي الليبي الدكتور محمد الزبيدي، صعوبة إتمام خطوة وقف إطلاق النار في الأراضي الليبية، مشيرا إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمثل الأزمة الحقيقية، فهو يتعامل باعتباره "الحاكم بأمره" والواقع أنه لا يزال المسيطر الفعلى على ممثلي حكومة الوفاق في المنطقة الغربية.

وأضاف الزبيدي في تصريحات لـ "الطريق" أن ممثلي حكومة الوفاق الذي يدعون أنهم أبرموا اتفاق لوقف إطلاق النار لا يملكون من الأمر شيئا، فهم بالفعل محاصرون بالميليشيات المسلحة المتمركزة في المنطقة الغربية وتمارس جرائمها، لتنفيذ مخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يتصرف بكل أريحية في ليبيا، مؤكدا أنه لن يسمح بإتمام هذه الخطوة وسيعرقل تطبيقها على أرض الواقع.

اقرأ أيضا: مفوضية الاتحاد الإفريقي: مستعدون لدعم اتفاق ”الحل الدائم” في ليبيا

السراج رهينة

ورأي أستاذ القانون الدولي أن فائز السراج لم يعد أكثر من رهينة في يد الميليشيات، منوها أنها تمكنت خلال السنوات الماضية، أن يكون لديها من الإمكانيات والقوة ما يمكنها من ترسيخ تواجدها، لذلك من الصعب تقييم الاتفاق الذي تم بصورة إيجابية فلابد من خروج الميليشيات المسلحة وهذا ما تعجز عن تحقيقه حكومة الوفاق.