الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 03:58 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
42 حزب سياسي يقررون دراسة الأثر التشريعي لتعديلات قانون المرور وتشديد الغرامه الماليه محمد عبدالجليل: مهمة الزمالك صعبة في غانا.. ودريمز فريق عشوائي كرونسلاف يورتشيتش يعبر عن سعادته عقب بيراميدز على البنك الأهلي في دوري نايل بشير التابعي للطريق: الأهلي راح الكونغو ”مكسح” ومازيمبي فرقة فاضية أوس اوس من أجل فيلم ”عصابة مكس” في الفيوم هذا ماقالتة هنا الزاهد للجمهور عاجل.. ”كاف” يرد الاعتبار ويصدر قرار صارم بشأن أزمة نهضة بركان واتحاد العاصمة في بيان رسمي لبلبة تستكمل مشاهدها في فيلم ” عصابة مكس” الأرصاد تحذر من رياح مثيرة للرمال والأتربة تصيب القاهرة الكبرى غدًا ياسر إبراهيم: نتيجة مباراة الذهاب أمام مازيمبي الكونغولي خادعة و اللاعبين لديهم خبرات لغلق صفحة مباراة الذهاب محافظ الغربية يتابع الاستعدادات النهائية لبدء تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء سكرتارية المرأة بـ ”عمال مصر” تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بالذكرى 42 لتحرير سيناء

مؤشر السعادة

نعم هناك مقياس للسعادة تقاس به مقدار السعادة في كل دولة، ويصدر به تقرير عن الأمم المتحدة، ويستند المؤشر في قياس السعادة على الناتج القومي للدول وعلى متوسط العمر وحرية اختيار القرارات بالنسبة للفرد وكمية الفساد وعلى جودة الخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنيها.
وطبقًا للتقرير الصادر عام 2019، كانت الدول الاسكَندافية متصدرة القمة على رأسها فنلندا، وكانت الإمارات الأولى عربيًا واحتلت مصر المرتبة رقم 17 عربيا 137 علميا.
وسوف نستعرض معكم تطور هذه العملية في مصر في مناطق ومراحل مختلفة في ضوء البيانات التي حصلنا عليها وحللْناها.
لو استعرضنا مؤشر السعادة على محافظات مصر طبقًا لدخله تأتى القاهرة والإسكندرية وبور سعيد في المقدمة تليها محافظات الدلتا عدا كفر الشيخ التي تعانى من مشاكل عديدة منها:
1- المحافظة التي تعتمد في دخلها على زراعة محصول الرز وتحصل عليه الحكومة بأسعار متدنية.
2- تعاني المحافظة من تلوث خطير في مياه الشرب بسبب صرف مخلفات الأرز في الترع وهناك ندرة في المياه بسبب انسداد الترع بالمخلفات وعدم قدرة المياه على الوصول إليه.
3-يعاني كثير من السكان من أمراض المياه أخطرها الفشل الكلوي، والحصوات.
وهناك محافظات كثيرة تقوم بعمل محطات تحلية وصلت إلى خمسة أو ستة في كل قرية وتبيع المياه المعدنية بواقع 30 لتر بجنيه، ويستخدمها الناس في الطهي والشرب ومياه الحنفية في غسيل الملابس والاستحمام فقط.
متوسط عمر الفرد في كفر الشيخ منخفض عن باقي المحافظات بسبب أمراض المياه وانخفاض مستوى الدخل.
أما عن الفساد في المحافظة فيتركّز في الجهات الحكومية وعلى رأسها المحليات والتموين بالذات والحصول على الأرز بأسعار منخفضة هو الفساد بعينه ومعنى ذلك أن الفلاح يعمل تملي عند الزراعة التي تحصل على مجهوده دون أن تعطيه المقابل.
أما بالنسبة لحرية الاختيار فهى غير مكفولة لكل سكان الدول النامية يعنى لو طالب تفوق في كلية الحقوق ويرغب في الالتحاق بسلك القضاء لن يتمكن لو أبوه فلاح أو موظف بسيط، وكذلك لو تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسي وأراد الالتحاق بالسلك الدبلوماسي فلن يتمكن.
وتحضرنى واقعة الطالب الريفي الذي تخرج بامتياز من كلية الاقتصاد وقدم في مسابقة وزارة الخارجية وطلع الأول وعينه مكانه واحد ثقل منه لأن أبوه موظف بسيط فين هنا السعادة؟
الولد شنق نفسه علي كوبري قصر النيل ودي قضية شغلت الرأي العام لفترة طويلة ولن تكون آخر قضية، وفيه طلاب في الحقوق بيتفوَّقوا في مسابقة السلك القضائي ويتم رفض قبولهم بسبب الأسرة ودا ظلم شنيع ودا أهم مؤشر من مؤشرات السعادة غير متحقق في الدول المتخلفة وفى المحافظات الأشد فقرا بالذات.
تأتى محافظات الصعيد في المؤخرة بسبب الإهمال التي تعرضت له منذ سنوات عديدة، فالصعيد محصور في وادى ضيق ومساحة الأرض الزراعية بسيطة ونصيب كل فرد قليل والحكومة تأخذ منهم محصول القصب بسعر بسيط.
شباب الصعيد هرب من الظلم إلى المحافظات الأخرى للبحث عن أى فرصة عمل وخدو الأعمال الصعبة المرهقة بالدنيا زى شغل المعمار وبيع السلع البسيطة في الشوارع والحواري في الدلتا، وغالبا اللي بيشتغل مبيرجعش بلده تاني فـ البلد بتفْتقِر وتظل على وضعها لو بيرجع كان طور بلده لكنه يساهم في تطوير مناطق أخرى.
تلاقي فيه تشابه كبير بين محافظات الصعيد وإن كانت المحافظات الشمالية أغنى زي بني سويف، ودا راجع إلى أن المحافظة تزرع فواكه وخضروات وتمد المحافظات الأخرى بها في أوقات الشتاء الصعبة، حيث تكون المحافظة دافئة وقادرة على إنتاج الطماطم والملوخية الخضراء والخيار والفلفل التي أصبحت موجودة طوال السنة ودا ساعد على زيادة الدخل في بني سويف.
الفيوم تظل أفقر محافظات الوجه القبلي، زي كفر الشيخ في الوجه البحري ودا نتيجة الإهمال وعدم وجود مصانع أو صناعات في المحافظة علمًا بأنها منطقة سياحية حيث يوجد بها بحيرة قارون، والسواقي السبع، ووادي الريان وهى قريبة من القاهرة وتتمتع بجو مستقر طول السنة.
زمان فيه مستثمر مصري في أمريكا قرر الاستثمار في محافظة الفيوم لوجود بحيرة قارون بها وكان على علم بملوحة المياه وأنها تناسب أنواع معينة من الأسماك والجمبري، وجاء ونجحت الفكرة ووصلت الأسماك إلى مستوى معين وكذلك الجمبرى وقام بعمل أحواض وكان يستخدم العلم في التربية والإنتاج حيث كان لا يضع طعام للأسماك وكان طعام كل نوع من السمك موجود في البحيرة وهو نوع تانى من السمك وظن الرجل أن الأمر استتب له وسوف يصدر أسماك إلى العواصم العالمية، وسوف يساعد أبناء المحافظة على الاستقرار بها حيث كان في نيته إقامة مصانع للمعلبات، وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث علمت قيادة كبيرة من أبناء المحافظة بما حدث وكان شم النسيم قد اقترب فقرر ان يدعو لفيف من الوزراء على أكلت سمك وجمبري من الأنواع الكبيرة وجاء الضيوف وبعتت الشرطة تجيب السمك، الراجل قال لسه السمك مستواش ومنع عنهم السمك والجمبري، فقرر الجميع هدم المشروع فوق دماغه وحصلوا على السمك والجمبري، المطلوب يعمل إيه المستثمر قرر الهروب والرجوع إلى أمريكا وقال إن البلد بِتُدَار بأسلوب العزب والوسايا ومفيش احترام للقانون أو العقود أو الالتزامات.
فيه استثمارات كثيرة هربت من البلد بالطريقة دي وبقت الفيوم بها عدة فنادق كانت مقامة للملك فاروق، لم يطرأ عليها تغير بل زاد عليها الإهمال إلى أن أصبحت لا تطاق، ودا ظهر بشدة في أول انتخابات تدار بواسطة القضاء وكان لازم تدبير فنادق لرجال القضاء.
واكتشف الجميع عدم صلاحية أي مكان ودا خلى أبناء وشباب المحافظة منتشرين للعمل في القاهرة في وظائف بسيطة زي البواب، وحارث العقار، وجامعي القمامة.
لقد طبقنا معيار واحد من معايير مؤشر السعادة وهو معيار الناتج القومي وعرفنا أن المحافظة تقع في ديل محافظات الصعيد الفقيرة وطبعا مؤشر الفساد كلنا شفناه وعرفنا البلد كانت بتُدَار إزاي، وطبعا الخدمات متدنية إلى درجة كبيرة والمحافظة بها أمية عالية تزيد عن الموجودة في باقي المحافظات.
لو انتقلنا للدول هنلاقي الثروات والكنوز زي البترول رفع الناتج القومي للدول البترولية إلى معدلات مرتفعة نظرا لقلة عدد سكان هذه الدول ولكن على مؤشر التنمية اعتبروها دول نامية، لأن الدخل المرتفع لم يصحبه ارتفاع في مستوى التعليم ومستوى الخدمات الصحية والشفافية وحرية الاختيار، فما زالت هذه الدول تدار لصالح الطبقة الحاكمة وباقي الشعب ملوش أي حق وبيعتَبروا ضيوف في البلد وكفاية عليهم ياخدو تموين الشهر بالمجان ويبوسو إيد الملك في المناسبات، وهى دى السعادة اللي بتناسب هذه الشعوب، كانت الأولى الإمارات تليها السعودية وباقي الدول حسب قوتها في إنتاج البترول.
طبعا لو طبقنا مبدأ حرية الاختيار أقل حاجة معندهمش انتخابات بلدية، تقرر لهم أو تتعرف على مشاكلهم واختيار الوظائف، هما عندهم تعليم علشان واحد يطالب بوظيفة هما ناس معينة اللي بيتعلموا ويخدموا باقي الناس ومحدش عنده حرية اختيار في أي شيء حتى الطعام مفروض عليهم ملهمش فيه حرية اختيار، ومبدأ الشفافية عاوز ناس متعلمة مثقفة مش رعاة ماعِز، وإبل كل همهم التموين الشهري، وعاش الملك وناخد العدية ونمشى جنب الحيط.
لكن تلاقي مستشفى كويسة تتعالج فيها لما تمرض روح الخارج تتعلم روح الخارج هي مدينة ولا اتنين في كل دولة أقيمت على أعلى مستوى لذَرْو الرماد في العيون وباقي البلاد خراب وكله تمام على الورق، وليس في الإمكان أبدع مما كان وانتهى الأمر.
الحروب زي اللي حصلت في اليمن وسوريا وليبيا، بتعري البلاد دي وبتفضحُهم، اليمن تعيش يا دوب في بداية الخليقة وزيها ليبيا والعراق وسوريا، فلوس البترول وارتفاع الدخل مغيرش حاجه وكل حاجه على طبيعتها مفيش تحسن أو تغيير.
باقي بعض الملاحظات على وضع مصر وهى في الترتيب رقم 17 عربيًا، رغم أن مصر بلد متحضر بشهادة العرب اللي بيزوروا قريتنا ومبيصدقوش أن دى قرية لأن بها المجارى والغاز الطبيعي وجميع أنواع المواصلات التي تربطها بالعاصمة، ووجود مترو الأنفاق والتوسع فيه وإِقامة عاصمة جديدة وإزالة العشوائيات كل دا هيفضى القاهرة ويفك زحمتها وهيْشجع السياحة، وطبعا هيرفع من مستوى الدخل، ولازم نصبر لأن هناك مجهود خرافي يبذل في البلد لم يبذل من أيام جمال عبد الناصر، اللي أعاد توزيع الدخل لصالح الفقراء، كفاية تعرف إنه أعطى كل فلاح معدل خمس أفدنة يعنى 5 مليون بمقاس العصر.
أن تطوير منطقة الأهرامات ومناطق القاهرة الأثرية، سوف يساعد على ازدهار السياحة والحقيقة أن مصر هي اللي فيها سياحة وتزار من قبل السياح فهي أحسن من إيطاليا وأسبانيا وفرنسا، كفاية إنك تشوف المعالم الأثرية في العصر الإسلامي والمسيحي والفرعوني ودا صعب أنك تلاقيه في بلد واحد.
على مؤشر السعادة هناك انتخابات حقيقية وهناك حرية اختيار وإن كانت في بدايتها وتتطور بمرور الزمن، أما عن حرية اختيار الوظائف، فهي تتحسن بمرور الوقت ولو بحثت في أصول كتير من الوزراء والساسة هتلاقيهم من أصول ريفية عادية أو من حواري شعبية، أو أولاد موظفين بسطاء، فوالد جمال عبد الناصر بسطَجى، وحسنى مبارك موظف بسيط في محكمة.
ودول صعدوا إلى أعلى سلطة في مصر وفيه وزراء اللي أبوه كان فاتح محل أحذية وكلهم من المستفيدين بفرص التعليم اللي قدمها الرئيس جمال عبد الناصر لفقراء المجتمع المصرى.
نعود مرة أخرى إلى مؤشر والسعادة ونطبق معاييره على محافظة المنوفية فهى أقرب المحافظات إلى القاهرة الكبرى تقع بين فرعي رشيد ودمياط أرضها خصبة وجوها معتدل ودخل سكانه عالي بسبب أنها المحافظة الأقرب إلى أسواق الاستهلاك، روض الفرج قديمًا وسوق العبور وسوق 6 أكتوبر حديثًا ودا شجعها على زراعة المحاصيل النقدية التي ترفع الدخل وكان قطنها أجود أنواع الأقطان وأعلاها جودة، وسمي القطن الأشمونى نسبة لها، العوامل دى كلها ساعدت على ارتفاع نسبة التعليم في المحافظة من قديم الأزل وذلك من أيام التعليم الأزهرى، فيكفي أن تعلم أن ثلاثة من أبناء منيل عروس أشمون تولو مشيخة الأزهر في عهد محمد علي، وما بعده وأن أربعة من رؤساء الجمهورية من المنوفية هم أنور السادات، وحسني مبارك، وعدلى منصور، والسيسي، ومعظم قادة الجيش والشرطة من المنوفية ومعظم أساتذة الجامعات الكبرى من المنوفية ومعظم أوائل الطلبة من المنوفية
طبعا الدخل في المحافظة مرتفع وصحة المواطن المنوفي عالي وهو يشرب من مياه النيل قبل أن تصبح معدلات التلوث عالية، لأن النيل بفرعيه يحتضن المحافظة ومتوسط عمر الفرد فيها يفوق متوسط العمر في المحافظات الحضرية زي القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والاسماعلية أما عن حرية الاختيار في المنوفية، فكل من يريد هدف يحققه بدليل أن معظم القيادات من المحافظة.
يكفى أن تعلم أن نصف ساعة من أقرب القرى تكون في القاهرة، وأبعد نقطة تصلها بعد ساعة ونصف، ودا خلى سكان المنوفية يستمتعوا بالخدمات الصحية المتاحة في القاهرة الكبرى، ويتعلمون في معظم مدارس القاهرة، وكثير منهم يعمل في القاهرة ويقيم بنفس القرية ودا ساعد في تطوير القرية عكس ما يحدث في الصعيد اللي بيسيب بلده مبيرجعلهاش تاني ويستقر في المكان الجديد ويطوره يكفى أن تعلم أن معظم ملاك العقارات في القاهرة والإسكندرية والسويس من الصعيد وكان أولى بهم تطوير بلدانهم.
أنا اعتقد أن هذه المؤشرات تكون متحيزة وشروطها توضع من قبل الدول المهيمنة على الأمم المتحدة وتمويلها.
مصر من الدول المتميزة في منطقة الشرق الأوسط ومرت بظروف صعبة وحروب كثيرة دفاعًا عن بلاد الأمة العربية، وعندما تتحس الظروف سوف تقفز مصر إلى المكان اللائق بها، بل سوف تقود كثير من دول المنطقة وتدير أموال البترول إدارة رشيدة لصلح كل البقع الفقيرة في العالم الإسلامي.
وكلنا يعلم ونرى أن مصر تدير أموالها ومواردها إدارة رشيدة رغم أنها تقترض من الخارج وهذا ليس عيب لأن الأموال تنفق على أصول ومشروعات ملموسة على أرض الواقع وسوف تعطى فوائد كبيرة قادرة على السداد فـ مفيش خوف من الاقتراض على الاقتصاد.
الناس اللي بتعارض مبيعرفوش فين مصلحة البلاد العليا ولا بيقدروها دول بيدوروا على مصلحتهم فقط أنا شاهد على تنفيذ الخط الأول لمشروع مترو الأنفاق وكان مبهدل الشوارع وعامل أزمات في كل المحاور المرورية، ولما اشتغل استمتعت به كل الأجيال وعرفت قيمته وشاهد على الجدل الدائر ومعارضة التجار على نقل سوق روض الفرج إلى العبور و6 أكتوبر، وعندما تم النقل علِمَ التجار بخطئهم وأن هذا المكان هو الأفضل ونفس ما يحدث عند هدم مناطق العشوائيات التي تحتل أماكن متميزة عندما يقام فيها أبراج، وتتجمل القاهرة وتصبح عروس المدن كما كانت سوف يشعر من عارض بأنه كان على خطأ وأن القيادة السياسية كانت على صواب.
منطقة الأهرام عندما يتم تطويرها سوف يعارض أصحاب الدواب وفى النهاية يعرف الجميع أنها في مصلحة مصر وسوف تفيد الجميع.

موضوعات متعلقة