الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 09:26 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد خرق هدنة قره باغ.. أردوغان في مرمى الاتهام مجددا (خاص)

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

أزمة جديدة تواجه أرمينيا وأذربيجان، وقد تهدد آمال وقف إطلاق النار بين الجارتين، لا سيما في ظل تأجيج تركيا للصراع ودعمها للجانب الأذربيجاني انتقاما من الأرمن.

هدنة برعاية أمريكية

اتفقت كلا من أرمينيا وأذربيجان على هدنة ووقف إطلاق النار أمس الأحد تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ خلال الساعات الأولى من صباح اليوم، إلا أن وزارة الدفاع الأذربيجانية عرقلت الأمر.

واتهمت "الدفاع الأذربيجانية"، الجانب الأرميني، بتعمد خرق الهدنة ووقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه.

وسرعان ما نفت أرمينيا جميع هذه الاتهامات، مؤكدة أن أذربيجان هي التي توجه تصريحات لا أساس لها من الصحة بقصد الاستفزاز وإثارة الأزمات، مشيرة إلى أن الجانب الأذربيجاني هو الذي أطلق نيران المدفعية على مواقع القتال الشمالية الشرقية التابعة لجيش آرتساخ الدفاعي.

اقرأ أيضا: هجمات متبادلة.. أذربيجان تتهم أرمينيا بخرق الهدنة في قرة باغ

دعم تركيا لأذربيجان

يشار إلى تركيا أعلنت أكثر من مرة أنها لن تتخلى عن أذربيجان بأي حال من الأحوال، وستعمل على مساعدتها في مواجهة أرمينيا التي وصفتها بأنها دولة محتلة.

وفي الوقت الذي أعلنت الولايات المتحدة وروسيا استعدادهما لنزع فتيل الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، تدَخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معربا عن معارضته، منوها أن تركيا من حقها أن تتدخل هي أيضا وأن يكون لها دور في هذا الملف.

كانت قد أكدت إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تدفق نسبة كبيرة من الميليشيات المسلحة إلى أذربيجان للمشاركة في الحرب ضد أرمينيا لتحقيق مصالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ضمان استمرار الصراع

مصطفى صلاح الباحث المتخصص في الشأن التركي أفاد بأن مصلحة تركيا هي ضمان استمرار الصراع بين باكو ويريفان كون ذلك يضمن استمرار أذربيجان في الاعتماد على أنقرة في توريد الأسلحة والمقاتلين، وبالتالي سيكون لتركيا تأثير قوي في مجريات الصراع الدائر بينهما.

اقرأ أيضا: رئيس أذربيجان: مستعدون لوقف إطلاق النار

وأشار صلاح في تصريحات لـ"الطريق" إلى أن مصلحة تركيا أيضا مواجهة مختلف المساعي الهادفة إلى تسوية الأزمة بعيدا عن مصالحها سواء من دول إقليمية أو دولية، موضحا أن ذلك يفسر لماذا فشلت المساعي الروسية لتحقيق الهدنة من قبل ومن ثم فشل الدعوات الأمريكية للهدنة؟.


مصلحة تركيا الاقتصادية

وأضاف أن تركيا تعاني من أزمة اقتصادية قوية، لذلك فإنها تحاول استغلال هذا الصراع لتعزيز مكاسبها الاقتصادية، وزيادة واردتها المالية اعتمادًا على أذربيجان التي أيضا تحتوي على مصادر الطاقة، موضحًا أن الحضور التركي القوي في الأزمة بين الطرفين يكشف عن تنوع الإمدادات العسكرية التي تقدمها لأذربيجان وعلى رأسها الطائرات بدون طيار، كما أنه يرسل مجموعات مختلفة من الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تقاتل بجانبها.

أهمية أذربيجان جنوب القوقاز

واستكمل الباحث السياسي، أن أذربيجان تعتبر محطة إنتاج ونقل لمصادر الطاقة الرئسية في جنوب القوقاز، وتمر فوق أراضيها جميع خطوط الطاقة المنتجة في روسيا إلى تركيا، مشيرًا إلى أن أنقرة تحصل على الغاز من أذربيجان بسعر رخيص، ما يُجنِبها تحميل الميزانية العامة للدولة أعباء استيراد الغاز بثمن مرتفع، خاصة مع تدهور الاقتصاد التركي، فتركيا وأذربيجان تربطهما مصالح استراتيجية كبيرة تتعلق بخطوط نقل الغاز، ومكانة أذربيجان في سوق الطاقة ومخاطر أي مواجهة على إمدادات تركيا من الطاقة القادمة من أذربيجان.

اقرأ أيضا: عاجل | أرمينيا تسقط طائرة لأذربيجان في قرة باغ

وفيما يتعلق بالجانب الداخلي التركي، أكد صلاح أن رجب طيب أردوغان يريد توظيف هذا الملف للالتفاف على الضغوط الداخلية التي يواجهها حزب العدالة والتنمية وتصدي المعارضة له بسبب الانتهاكات التي تمارس في العديد من القضايا.

النفوذ الروسي الإيراني

واختتم الباحث السياسي بالقول: إن "من مصلحة تركيا استمرار الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، كونه قد يساهم في تعزيز نفوذها بمواجهة النفوذ الروسي والايراني، وأيضا الالتفاف حول الضغوط الداخلية التي يواجهها حزب العدالة والتنمية الحاكم".