قد ينهي فرحة التوصل للقاح ”كورونا”.. حيوان جديد يثير قلق العلماء
بالتزامن مع ظهور لقاح واعد ضد فيروس كورونا المستجد الذي تنتجه شركتا "فايزر" و"بيونتيك"، يبدو أن هناك حيوانًا قد يقوض هذه الجهود ويفسد تفاؤل العالم بنهاية الأزمة، بحسب "سكاي نيوز عربية".
حيث أعدمت السلطات الصحية فى الدنمارك الملايين من حيوان المنك، بسبب مخاوف من حدوث طفرة حدثت فى فيروس كورونا المستجد بداخلها، ونقلها إلى البشر، واتخذت إجراءات مشددة بعد اكتشاف "نوع فريد" من فيروس كورونا لدى 12 مريضا أصيبوا بالعدوى من حيوان المنك.
ومن جانبهم، أعرب العلماء عن مخاوفهم من التأثير المحتمل للفيروس المتحور على محاولة تطوير لقاح لفيروس كورونا، بحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، ولكن هل مخاوف الخبراء صحيحة؟ كيف يمكن للفيروس المتحور أن يؤثر على البحث عن لقاح؟ ما الذي يتم اتخاذه لحماية الناس؟.
وبدورها، قالت منظمة الصحة العالمية، إن الفحوصات أظهرت أن 12 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 7 و 79 عامًا أصيبوا بـ"نوع فريد" من الفيروسات من بين إجمالي 200 شخصا أصيبوا بسلالات متحولة من فيروس كورونا عن طريق حيوان المنك، وذكر الأطباء أن هؤلاء المرضى لديهم مستويات منخفضة وحساسة من الأجسام المضادة، مما يثير مخاوف من أنه قد يقوض تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا.
اقرأ أيضًا: ”مذبحة الدنمارك”.. ما هو ”المنك” الذي يهدد العالم بفيروس كورونا؟
وفى ذات السياق، قال أندهانس كولموس، أستاذ علم الأحياء الدقيقة السريرية بجامعة جنوب الدنمارك، لشبكة سكاي نيوز إن الوضع "متقلب للغاية"، مضيفًا: "نحن قلقون، ولهذا اتخذنا بعض الاحتياطات الصارمة للغاية، وأهمها القضاء على جميع حيوانات المنك، لأننا لا نستطيع السيطرة على انتقال العدوى".
وأوضح: "أن أعداد حيوان المنك هائلة، ويوجد الآلاف منهم مجتمعين فى منطقة صغيرة جدًا، مما يؤدي إلى زيادة إمكانية انتقال العدوي من حيوان إلى آخر بسبب تجمعهم فى منطقة واحدة، وهذا هو الوضع الخطير"، لافًتا أن حوالي نصف الحالات البشرية لـ "Covid 19" في شمال جوتلاند "هي من سلالات المنك"، والتي تمت تربيتها بسبب قيمة فرائها، مشيرًا إلى أن: "هذا لا يعني أن الجميع أصيبوا بالعدوى من الحيوان، لكن المشكلة أن فيروسات كورونا المتحورة داخل سلالات المنك تنتقل إلى الإنسان، ثم تنتقل من شخص لآخر".
ومن جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، إن حيوانات المنك أصيبت بفيروس كورونا "بعد اختلاطها بالإنسان المصاب" بالفيروس، ويمكن للحيوانات أن تكون "مستودعا" للمرض، من خلال نقل الفيروس بينها وبين البشر.
كيف يمكن أن يؤثر ذلك على تطوير اللقاح؟
أوضح البروفيسور كولموس، أن اكتشاف الفيروس المتحور يمكن أن يكون تطورًا غير مرغوب فيه فى محاولة تطوير لقاح لـ "كوفيد 19"، لأنه "يمكن أن يعقد بروتين الفيروس"، مضيفًا: "إذا كانت هناك طفرة أو تغير فى البروتين الموجود على سطح الفيروس الذي يستخدمه للارتباط بخلايا مجرى الهواء البشري، وكذلك فى المنك، فإن أي لقاح مستقبلي قد لا يعمل بشكل كافٍ."
وتابع: "جميع اللقاحات التي تم إنتاجها حتى الآن تم تطويرها من بروتينات سلالات كورونا التقليدية"، موضحًا: هذا مصدر القلق، والحكومة قررت من مبدأ احترازي القضاء على جميع قطعان المنك ببساطة، لأننا لا نستطيع السيطرة على انتقال العدوى ولا يمكننا التأكد من أن هذا لن يحدث فى المستقبل أيضًا".
وأكد البروفيسور كولموس: "هناك 12 مثالًا فقط لأشخاص يحملون هذه السلالة المتحولة، لكن لا يمكننا التأكد من أننا رأينا جميع الحالات، ولا يمكننا التأكد من أن شيئًا أكثر إثارة لن يظهر في المستقبل من الطفرات".
