الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 06:06 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الحبل المقطوع والنفاق الموجود والوطن المنشود      

المحامي سيد عجمي
المحامي سيد عجمي

أكتب إليكم أولى كتاباتي وأولى كلماتي، أكتب إليكم خواطري وأفكاري تقييمي وتقويمي، ما أسمع وما أرى وما نرى أنقل إليكم الحال والأحوال من وطن تغير فيه كل حال، أحاول وأجاهد وأسعى وأتمنى أن نسطر سطرًا جديدًا بين اثنين هما المعارض المنافق والمؤيد المنافق بين الظالم والظالم، فالاثنان ظالمان.

فالمعارض المنافق جدا في معارضته ورؤيته السوداء تقبيح كل شيء ورفض كل شيء وتشويه كل شيء منبرا للوصول والصعود التسلق والتألق، أما المؤيد المنافق وجدا في تأييده ورؤيته العمياء التي ترى كل شيء جميلا وكل فعل دليل وكل خطأ دسيسة ولكل تقصير تبرير وتهليل وتبجيل منبر للمناصب والمكاسب الغنائم والعزيمة.

الاثنان نسوا الحق والفضيلة نسوا الصدق والأمانة، نسوا الناس ونسوا رب الناس، الاثنان دعاة باطل، الاثنان كاذبون متاجرون ولحقوق أوطانهم غير مخلصين، فاللوطن والحكام علينا حقوق حق التبصير والتنوير حق التقييم والتقويم حق الإظهار وعدم الإخفاء إظهار الحق وعدم إخفاء الأخطاء حق الطاعة والاحترام حق المشاركة والمطالبة أن نشارك الحكام والحكومات في البناء والنماء وأن نطلب من الحكام والحكومات الحقوق والمكتسبات.

لماذا أيها المعارض حينما تري شيئا جميلا وبناء جميلا لا تثني عليه وتشهد لمن قام به؟! لماذا لا تنزلوا الناس منازلهم؟! لماذا أيها المعارض، حينما ترى خطأ أو تقصير أن تعارض بأدب وقوة دون تشويه دون إساءة دون تخريب دون خروجا عن القانون دون تضليل أو متاجرة دون هدف منشود من أجل استغلال الفرصة وتحطيم كل شيء، حينما يرى الموطن المعارض يعارض بحق وأدب يستطيع أن يؤيده في مطلبه، وهنا يستجيب الحكام والحكومات لأن مطلب المعارض حازه علي التأييد الأهلي والشعبي.

ونزول الحكام والحكومات لرغبة الشعوب سواء بالعدول عن قرار أو قانون أو مشروع أو سياسة ليس تقليل الحكام والحكومات بل هو إعلاء واعتلاء إعلاء لثقافة القدوة، والاقتداء ثقافة الاعتراف بالفشل، فثقافة الاعتراف بالفشل هي بداية النجاح وهنا على الشعوب والمواطنين والمعارضين تقديم التحية لمن عدل عن الخطأ من الحكام والحكومات والوقوف خلفهم، فالخطأ طبيعة بشرية والكمال طبيعة ربانية، وبذلك يتحقق الوطن المنشود، وبذلك تبني الأمم وتتقدم وتزدهر وهذا ما نتمناه المعارض الحق لا المعارض المنافق المعارض الصادق لا المتاجر المعارض الأمين لا الخائن.

وأنت أيها المؤيد المنافق حينما ترى خطأ وظلما فسادا وإفسادا لنظام أنت مؤيده أن ترفض هذا الخطأ أو ترفع هذا الظلم؟! لماذا لا تقف أمام من تأييده وترفض هذا الخطأ لماذا لا تناصر من تؤيده بأن تمنعه عن الظلم، لماذا لا تسعى للتصحيح، لماذا تبرر وتهلل وتداعب وتدلل، لماذا لا تعلم أيها المؤيد المنافق، إنك حينما تؤيد على طول الطريق والمسار في الخطأ والصواب، فأنت تهدم من تؤيده لأنك لا تبصر وتنور لا تقوم ولا تقيم وحتى إن كنت أيها المؤيد صاحب مصلحة، ففي مصلحتك أن تنير وتبصر من تؤيده، حتى ينجح من تؤيد وتحقق ما تريد وهنا أيها المؤيد المنافق تتحول إلى المؤيد الصادق، ويحترمك الوطن والمواطن ويكتسب من تؤيده مؤيدين أكثر ونجاحا أكثر.

فالحبل المقطوع هو حبل الثقة المقطوع بين المواطن وبين المعارض المنافق والمؤيد المنافق، والنفاق الموجود هو نفاق نفاق المعارض والمؤيد. والوطن المنشود هو المعارض الصادق والمؤيد الصادق. وها هي مصر في حالة المعارض المنافق والمؤيد المنافق (مصر مخنوقة ومملوءة ومضايقة ومش رايقة ومش فايقة ومش عايأة وحزنانة وزعلانة ودبلانة)، وها هي مصر في حالة المعارض الصادق والمؤيد الصادق (مصر فرحانة وطرحانة وربحانة ومولودة وموجودة وحميانة وشيفانة في بسمتها في جنتها في روضتها).