خاص… باحث تاريخي يروي لـ”الطريق” دور الشرطة في مواجهة الأوبئة على مر التاريخ

تاريخ طويل مسطر بأسمى معاني الشرف والنزاهة والتضحية، فمنذ تأسيس جهاز الشرطة المصرية ، باسم ديوان الوالي لضبط الأمن عام 1805 في عهد محمد علي باشا، فلا يمكن لنا الاستغناء عن جهاز بحجم وقوة الداخلية المصرية على مر الأزمنة والحكام والإدارات، وتعرضت مصر إلى العديد من الكوارث والنكبات والأوبئة الفتاكة، وتصدى لها رجال الأمن في الداخل من الشرطة ورجال مصر عبر الحدود بالجيش.
ونحن على أعتاب ذكرى الـ25 من يناير، الذي أصبح عيدا قوميا للشرطة المصرية، نستعرض معكم في هذا التقرير، تاريخ جهاز الشرطة في التعامل مع الأوبئة مثل "كورونا، أنفلونزا الطيور والخنازير، الكوليرا، الطاعون.. الخ"، ومجابهتها سواء من خلال مبادرات توعوية أو أعمال ميدانية.
وقال أيمن عثمان، الكاتب والباحث التاريخي، إن الشرطة المصرية لها باع طويلا في مواجهة الأمراض المزمنة والأوبئة الفتاكة على مر التاريخ.
وأشار "عثمان" في تصريح لـ"الطريق"، إلى أنه منذ انتشار الطاعون في قرى مصر فترة 1902 بعهد الوزير مصطفى فهمي باشا، وفترة 1947 فترة محمود فهمي النقراشي باشا، قامت القوات بعزل القرى عن بعضها، وعمل كمائن على مداخل القرى الموبوئة، والمستمرة حتى وقتنا الحالي من خلال الأكمنة بمحطات القطارات والمترو ووسائل النقل العام.
اقرأ أيضا: هل يلغى قرار تأجيل امتحانات منتصف العام؟.. الحكومة ترد
وأضاف المؤرخ، أن المشكلات التي كانت تواجه رجال الشرطة في مواجهة وباء مثل الكوليرا، تمثلت دفن الموتى داخل المنازل وعدم تسليم المصاب خوفا منهم، والجهل السائد بين الأهالي في ذلك الوقت من ناحية التطعيم وأخذ اللقاح، وقيام رجال الشرطة بالبحث والتنقيب عن هذه الجثث، واصفا إياها بـ"القنابل الموقوتة" تحت الأرض وخطرا يواجهه رجال الشرطة.
ونوه الباحث التاريخي، بأن الجهل وصل إلى وجود أحد أعمدة جامع عمرو بن العاص، كان المصاب يتبرك به ظنا منه الشفاء بسببه، الأمر الذي أدى إلى انتشار الوباء بشكل كبير، وسميت هذه العادة باسم "الحس تشفى".
اقرأ أيضا: بيان عاجل من وزارة التعليم بشأن إغلاق التسجيل في استمارة امتحانات الثانوية
واستكمل الباحث التاريخي، أن طرق انتشار العدوى على مر التاريخ متشابهة، وقديما كانت الموالد وزيارة الأضرحة والمخالطة والمراحيض العامة التي كانت قائمة على الاستنجاء في الحائط، وكان دور الشرطة على مر التاريخ تسهيل عمل الأطباء ووزارة الصحة والقيام بالتلقيح والتطعيم للمصابين وغيرهم، وهذا ماحدث في وقت وبائي الأنفلونزا بنوعيها "طيور - خنازير".
وتابع الباحث التاريخي: مع كل أزمة ووباء تظهر سوق سوداء، وتختفى سلع كتير من الأسواق وسلع تانية يزيد أسعارها أضعاف، وهنا يأتي دور الأمن والبوليس فى مطاردة مستغلي الأزمة ومراقبة الأسواق والتجار، وبعد الأزمة بتظهر طبقة جديدة فى المجتمع أطلقت عليهم الصحافة "أغنياء الحرب"، ليكون دور البوليس مطاردتهم وتقديمهم للمحاكمة، بسبب استغلالهم للأزمة واستغلال المواطنينن وأن السينما عالجت القضية فى فيلم بعنوان "السوق السوداء"، وجسدت مطاردة الشرطة للتجار الجشعين وتفتيش مخازنهم.