الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 03:22 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

والله بعودة| رحلة مدفع رمضان في مصر ”من بدعة السلطان.. وإلى الحاجة فاطمة”

مدفع رمضان
مدفع رمضان

ارتبط مدفع رمضان في ذهن المصريين بشهر رمضان، على مدار عقود طويلة، حتى أصبح جزءًا لا يتجزأ من طقوس وروحانيات الشهر الكريم.. فعندما يذكر "مدفع رمضان"، يعرفه الصغير والكبير حتى أن من عاصروه قديما عرفوا أنه مرتبط بوقت إفطار الصائمين والسحور، رغم أنه مرتبط في الأصل بالحروب، وفي هذا الإطار يرصد "الطريق" حكاية مدفع رمضان وعلاقته بالشهر الكريم، خلال السطور التالية:

بدعة السلطان خشقدم

بدأت الحكاية أثناء تجربة مدفعً جديد في عهد السطان المملوكي خشقدم، عام 865 هـ، بالتزامن مع أول أيام شهر رمضان وتحديدا وقت أذان المغرب، وعند سماع دوي انفجار في أرجاء المدينة اعتقد السكان أن هذه طريقة جديدة ابتدعها السلطان المملوكي لتعريف الناس بموعد الإفطار.

وبعد إجراء التجربة وتواتر الفكرة بين الناس وارتباط صوت انفجار المدفع مع أذان المغرب، قرر الأهالي التجمع أمام مقر حكم السلطان للتعبير عن سعادتهم بتلك الفكرة التي لاقت استحسانهم، الأمر الذي جعل السلطان يعتمد هذه الطريقة بشكل يومي للإعلان عن بداية موعد الإفطار.

وفي رواية أخرى جاءت فكرة إطلاق مدفع رمضان أيضًا عن طريق الصدفة ولكن في زمن مختلف ومن قبل أبطال آخرين للقصة.

اقرأ أيضًا: ”نوم الصائم” بين الحلال والحرام.. الإفتاء تحسم الجدل

مدفع فاطمة

أثناء تنظيف الجنود أحد المدافع العسكرية في عهد الخديوي إسماعيل خلال شهر رمضان خرجت قذيفة من المدفع دوى صوتها في سماء مدينة القاهرة، بالتزامن مع وقت أذان المغرب، ليعتقد الناس أن هذه القذيفة هي إشارة لانتهاء وقت الصيام.

وبعد انتقال الحديث بين الناس والتجار حتى وصل الخبر إلى فاطمة بنت الخديوي إسماعيل عن الإشارة الجديدة لموعد الإفطار بين أهل المدينة، لقيت الفكرة إعجاب "الحاجة فاطمة" بنت الخديوي لتقر استخدام المدفع بشكل رسمي للتعبير عن مواعيد الإفطار والإمساك بالإضافة إلى المناسبات الرسمية.

ومن هنا بدأت فكرة مدفع رمضان في أواخر القرن التاسع عشر، في الزحف إلى الدول العربية، بداية من بلاد الشام ثم بغداد، ثم الكويت ثم دول الخليج، والسودان واليمن، كما ذهب إلى دول أخرى غير عربية مثل تشاد والنيجر وأندونيسيا ودول شرق آسيا.