الطريق
الخميس 9 مايو 2024 07:53 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عكس الشائعات.. لقاحات كورونا لا تؤثر على خصوبة المرأة

لقاحات كورونا وخصوبة المرأة
لقاحات كورونا وخصوبة المرأة

تتأخر بعض النساء عن تلقي التطعيم ضد كوفيد-19 بسبب مخاوف من أن اللقاح قد يؤثر على خصوبتهن، وفى بعض الأحيان يكتبن الكثير من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن مخاوفهن.

ويبدو أن النشطاء المناهضين للتطعيم يغذون هذه المخاوف ويضللون النساء للاعتقاد بأن اللقاح قد يؤثر على فرصتهن فى الحمل الآن أو فى المستقبل، أو يُزيد من خطر الإجهاض لديهن.

ولا يوجد دليل بحثي يدعم هذه الادعاءات، حيث يظهر العلم أن لقاحات كوفيد ليس لها أي تأثير على الخصوبة، ولا تؤثر على فرصة الإجهاض، كما أنها آمنة وفعالة أثناء الحمل.

ومع ذلك، يمكن أن يسبب مرض كوفيد -19 مرضًا شديدًا لدى النساء الحوامل، وحاليًا توجد واحدة من كل ستة مرضي مصابين بفيروس كورونا الأكثر خطورة فى المملكة المتحدة هم من النساء الحوامل غير الملقحات.

من أين أتت أسطورة الخصوبة؟

بحسب موقع "newshub"، يمكن تتبع الأساطير حول اللقاح الذي يؤثر على الخصوبة إلى مواقع الويب فى الولايات المتحدة، والتي سلطت الضوء على ادعاء طبيب أوروبي فى ديسمبر 2020، بينما كان اللقاح لا يزال فى المرحلة الثالثة من التجارب.

وفى مدونة تم حذفها منذ ذلك الحين، افترض الطبيب أن هناك بروتينات فى المشيمة لها أوجه تشابه مع بروتين سبايك فى الفيروس، وكان يعتقد أن الأجسام المضادة فى اللقاحات التي تمنع بروتين السنبلة قد تلتصق أيضًا بالمشيمة.

لكن البروتينات الفيروسية والبروتينات المشيمية ليست متشابهة بدرجة كافية بحيث نتوقع حدوث ذلك؛ وأكدت الدراسات هذا الَان.

اقرأ أيضًا: علامة أثناء النوم تشير إلى مخاطر الإصابة بالنوبة القلبية

ماذا يقول العلم أيضًا؟

منذ بدء طرح اللقاح، تم إعطاء ستة مليارات جرعة من لقاحات كوفيد فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك فايزر وموديرنا.

وتمت متابعة العديد من مجموعات النساء بعد التطعيم، والنساء اللواتي تلقين لقاحات كوفيد ليس لديهن اختلاف فى علامات جودة بصيلات المبييض "البويضة" مقارنة بالنساء غير الملقحات.

وأظهرت الدراسات عدم وجود فرق فى معدل زرع الأجنة للنساء اللواتي تلقين التطعيم ضد كوفيد قبل الإخصاب فى المختبر "IVF" مقارنة بالنساء غير الملقحات.

وبحثت الدراسات أيضًا عن تأثير اللقاح على خصوبة الذكور، ولم تظهر أي تغيير فى حجم الحيوانات المنوية وتركيزها وحركتها "القدرة على السباحة بالطريقة الصحيحة" وإجمالي عدد الحيوانات المنوية المتحركة عند مقارنة العينات المأخوذة قبل وبعد التطعيم ضد فيروس كورونا.

ماذا عن الحمل؟

نظرت الدراسات أيضًا بشكل خاص فى الإجهاض، وإذا تسببت الأجسام المضادة ضد السنبلة فى حدوث مشكلات فى المشيمة، فإننا نتوقع حدوث حالات إجهاض، ولكن العلم أوضح أن اللقاح اَمن أثناء الحمل، وفى الدراسات التى أجريت على النساء الحوامل فى كندا والولايات المتحدة اللواتي تلقين اللقاح، كانت الآثار الجانبية البسيطة مماثلة لغير الحوامل، وكانت مضاعفات الحمل ونتائج الطفل مماثلة لمعدل الخلفية.

وأظهرت الأبحاث أن هناك فائدة إضافية للتطعيم أثناء الحمل، حيث يكتسب الطفل بعض الحماية من كوفيد، وتم العثور على الأجسام المضادة فى دم الحبل السري وفى لبن الأم، مما يشير إلى حماية مؤقتة للأطفال "تسمى المناعة السلبية".

والحصول على التطعيم فى أي مرحلة من مراحل الحمل سيوفر هذه الميزة الإضافية.

ماذا عن الخصوبة فى المستقبل؟

لقاح كوفيد مثل أي لقاح آخر تلقيته أثناء الطفولة، مثل لقاح الإنفلونزا الذي تحصل عليه فى كل موسم إنفلونزا، يحث جسمك على تكوين استجابة مناعية، ويتم تفكيك مكونات اللقاح نفسه بواسطة الجسم فى غضون ساعات.

وبمعنى آخر، لقاحات كوفيد لا تبقى فى جسمك، بعد التطعيم، تترك أجسامًا مضادة جاهزة للعمل فى حالة تعرضك لفيروس كوفيد فى المستقبل، ولا يوجد ارتباط بالعقم أو الإجهاض.

قد لا تزال لدى النساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل أو قلقات بشأن خصوبتهن فى المستقبل مخاوف أو أسئلة حول الحصول على لقاح كوفيد، وإذا كان الأمر كذلك، تحدث إلى طبيبك أو ممرضة التوليد التي يمكنها مناقشة العلم معك والإجابة على أي أسئلة.