الثقة بالنفس عند الأطفال.. كيف يكتسبها من الأسرة (ملف)

تنطبع صفات وسلوكيات الأسرة على طبيعة الطفل الشخصية والنفسية منذ الصغر، حيث تكسبه تلك الصفات ثقته في ذاته، أو قد تدمره فيبدو فاقداً لها، كأن يكون هناك فجوة نفسية بين الوالدين، تدفع الطفل إلى العنف، وربما لا يشعرانه بقيمته وقدره أمام الآخرين.
يحدث كل ما سبق، في ظل عدم دراية كافية من الوالدين، فتؤثر سلبًا على تنشئة الطفل ومن ثم على مستقبلة وتكوين شخصيته.
لذلك لابد أن يدركا الكيفية المناسبة لدعيم شعور الطفل بذاته، مع السعي الواعي إلى تحقيق ذلك بكافة الطرق، والذي عادة ما يكون عن طريق منح بعض المشاعر له مثل الحب والاحتضان، كونها القوة العاطفية التي تمكن الطفل جيدًا من استغلال قدراته العقلية وطاقته، وبناءًا عليه يكن من اليسيرعليه تحقيق مستقبل أكثر إشراق، كما ينبغي خلق أجواء من الهدوء الاحترام بين الوالدين لدعيم ثقة الأطفال في أنفسهم.
دور الأسرة في خلق الثقة بالنفس لدى الأطفال:
لا يمكن إغفال دور الأسرة، بل هو الدور الأساسي والأول في تحقيق هذا، لذلك تؤثر صفات وسلوكيات الأسرة على طبيعة الطفل منذ الصغر، فقد يكون هناك على سبيل المثال فجوة نفسية بين الوالدين، الأمر الذي يخلق بينهما الكثير من المشاكل والمشادات الكلامية، إذا حدث كل هذا أمام أطفالهم، فستكون النتيجة المحتومة أن يفتقد الطفل عامل الثقة بالنفس.
اقرأ أيضاً: ليست خيال.. أطعمة تؤخر الحمل لدى السيدات
دور الأسرة السلبي:
كما أن ممارسات الوالدين مع الطفل الناتجة عن عدم رغبتهما في استمرار الحياة بينهما، قد تدفعه إلى تبني الكثير من الأفكار الخاطئة، كأن يعتبر أنه سيء الخلق، ولا يستحق معاملة جيدة من والديه، وبالتالي يبدأ العقل الباطن مع تكرار الطفل لهذه الفكرة بالتأكيد عليها، فيصبح فاقد للثقة في الذات.
من أبرز الممارسات أيضًا التي يمارسها الوالدين، وتكون بمثابة جرم عظيم يرتكبانه في حق أطفالهما، هي عدم اقتناعهما باستقلالية وذاتية الطفل، كأن يشترطان عليه عدم التعامل مع الآخرين إلا في وجودهما أو تحت مراقبتهما، يبدو الأمر ظاهريا بأنها وسيلة تأمينية للطفل، بينما من الناحية النفسية هي انتقاصا وتشكيكا في قدرات الطفل في الاعتماد على ذاته في مثل هذه الأمور، الأمر الذي يمحي داخله الشعور بالثقة.
كما أن انحصار تعامل الوالدين مع الطفل في الأمور المتعلقة فقط بالدراسة أو علاقاته بالآخرين، تنعكس عليه بصورة سلبية، لأن الأطفال عادة ما يكونوا بحاجة إلى العواطف خاصة في مرحلة الطفولة الأولى، والتي تنتهي عند سن 11 عاما، حيث أن شعور الطفل بحنان وحب الوالدين له يدعم لديه الإحساس بالثقة، ويخلق منه شابا قادرا على مواجهة الحياة.