الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 02:45 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد واقعة هايدي فتاة الشرقية

هل نشر الثقافة الرقمية يحمي الفتيات من الابتزاز الإلكتروني؟

ابتزاز فتاة- تعبيرية
ابتزاز فتاة- تعبيرية

هزّت واقعة بسنت خالد فتاة الغربية التي أقدمت على وضع حد لحياتها، قبل نحو شهر، قلوب المصريين، بعد تعرضها لابتزاز إلكتروني على يد شابين من أهالي قريتها، نشرا صورا مزيفة لها على مواقع التواصل الاجتماعي>

لكن واقعة بسنت خالد لم تكن الأخيرة فمنذ أيّام تعرّضت مراهقة أخرى تدعى "هايدي" عمرها 15 عاما؛ لعملية ابتزاز إلكتروني، أقدمت على إثرها إلى التخلص من حياتها، بعد تسريب صديقاتها صورا شخصية لها لشابين بمحافظة الشرقية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي أيضا.

هل نشر الثقافة الرقمية يحمي الفتيات من الابتزاز الإلكتروني؟

وتعليقا على ذلك قال المهندس وليد عبد المقصود، خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات، عضو لجنة البنية الرقمية والأمن المعلوماتي بالمجلس الأعلى للثقافة، أنّ الحل الأمثل لمواجهة عمليات الابتزاز الإلكتروني لأفراد المجتمع، هو نشر الثقافة الرقميّة في مراحل التعليم ما قبل الجامعي وفي الجامعات؛ لتنشئة أجيال قادرة على مواجهة أي محاولة ابتزاز.

وبيّن "عبد المقصود" خلال تصريحات خاصة لـ"الطريق" أنّ الدولة المصرية تسعى جاهدة منذ 5 سنوات؛ لنشر ثقافة الأمن المعلوماتي وتوعية المجتمع بكيفية التعامل مع الابتزاز الإلكتروني.

وأوضح خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات، عضو

لجنة البنية الرقمية والأمن المعلوماتي بالمجلس الأعلى للثقافة، أنّه لابدّ من تضافر جهود المجتمع المدني والهيئات الحكومية والمؤسسات التعليمية؛ لنشر ثقافة التعامل الأمثل مع التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال، والوعي بطرق مواجهة الابتزاز الإلكتروني.

نصائح عند التعرض للابتزاز الإgكتروني

وقدم "عبد المقصود" عدة نصائح للمواطنين حال تعرضهم للابتزاز الإكتروني أولها قطع الاتصال نهائيا مع المبتز بمجرد استشعار عملية الابتزاز، ثمّ التوجه فورا لإدارة مكافحة جرائم المعلومات، وتحرير محضر بالواقعة، مبينا أن المبتز لا يستمر في الابتزاز لوقت طويل خشية افتضاح أمره؛ لكنه يحاول الضغط للحصول على الأموال، وفي حالة فشله في ذلك يضطر لترك الضحية والبحث عن أخرى.

وأشار خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات، عضو لجنة البنية الرقمية والأمن المعلوماتي بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى أن غالبية وقائع الابتزاز الإلكتروني يكون الضحية طرف فيها بشكل مسالم عن طريق تبادل الصور والفيديوهات الخاصة، أو نشر الصور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحتوى على تصرفات قد تبدو للقائم بها بأنها عادية، لكن ربما يتم استغلال هذه الصور من متربصين واستخدامها في ابتزاز الضحية.

تصرفات تجعلك عُرضة للابتزاز

وكشف "عبد المقصود" أنه من الأمور المنتشرة حاليا- بشكل خاطئ- قيام بعض الشباب باستخدام كاميرات التصوير، وانتقاء نوعية معينة من الفتيات والتقاط صورا شخصية لهن في الأماكن الترفيهية العامة نظير أجر مُعين، موضحا أن هؤلاء الشباب يحتفظون بنسخة من تلك الصور وأحيانا يطلبون من الفتيات أرقام الهواتف لإرسال الصور لهنّ عبر الواتساب، ومن هنا يمكن استغلال الصور وأرقام الهواتف في القيام بعمليات مشبوهة.

عقوبات جرائم تقنية المعلومات

وأكد خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات، عضو لجنة البنية الرقمية والأمن المعلوماتي بالمجلس الأعلى للثقافة، أنّ المادة 175 لسنة 2018 من قانون جرائم تقنية المعلومات، تُعاقب مرتكب جريمة تقنية المعلومات حسب عدة معايير منها: هل كان درو المجرم التخطيط فقط، أم التخطيط والتنفيذ معا، وما إذا كان قد قاد التخطيط والتنفيذ ووقعت الجريمة بالفعل وتضضر الضحية، مشيرا إلى أن تلك العقوبات في مجملها لا تُعادل جريمة دفع الآخرين على الانتحار، وينبغي تغليظ العقوبة لمنع وقوع المزيد من جرائم الابتزاز.

الوعي المجتمعي

وشدد "عبد المقصود" على ضرورة اكتساب الأسرة نوعا من الوعي في التعامل مع التكنولوجيا وعدم الحكم على أبنائهم الّذين يتعرضون للابتزاز الإكتروني دون التأكد من أن ذلك المحتوى حقيقيا، موضحا أن المجتمع بالكامل بحاجة إلى تغيير سلوك إدانة الآخرين وتوجيه اللوم لهم دون التحقق من الصور والفيديوهات المتداولة.