الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 06:44 صـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
الطريق تنشر في عددها الجديد: جهود الحكومة لرفع الصادرات إلى 145 مليار دولار على خطى لازمة أحمد العوضي ”أحلي ع الأحلي” لـ محسن الشامى يقترب من 100000 مشاهدة أطفال دراما رمضان للمرة الأولى في ضيافة ”الستات مايعرفوش يكدبوا” فاطمة محمد علي وبناتها بحلقة غنائية في ”معكم منى الشاذلي ” الخميس الحكومة تخصص 179 مليار جنيه استثمارات لقطاع الزراعة بموازنة العام المقبل معيط: تخصيص 134.2 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة العام المالي المالية: تخصيص 154.5 مليار جنيه لدعم المواد البترولية العام المالي المقبل «المركزي»: ارتفاع الدين الخارجي إلى 168 مليار دولار بنهاية ديسمبر مصر تنفي تماما تداول أي حديث مع إسرائيل حول اجتياح رفح «سمير»: حريصون على تقديم كافة الدعم لتعزيز نفاذ الصادرات المصرية للأسواق الخارجية ”الزعيم الصغنن”.. محمد إمام يحتفل بمولوده الجديد الرقابة تسمح بالتعامل على أسهم الخزينة من خلال سوق الصفقات الخاصة والسوق المفتوح

الدوم .. والتك

طارق سعد
طارق سعد

نسمع دائماً عن بلد المليون شهيد وهي الجزائر وهناك أيضاً بلد المليون شاعر قبل أن تتحول موريتانيا إلى بلد المليون سياسي ... أما مصر فهي بلد الـ 100 مليون ممثل ومطرب، ومؤخراً مذيع بعد أن فتحت منصات الـ "سوشيال ميديا" أبوابها لكل عابر سبيل يقف أمام الكاميرا يفعل ما يشاء تحت أي مسمى ويحمل اللقب!

لا شك أن السوق الفني بجميع ألوانه يحتاج عملاً مكثفاً للتنظيم والتصفية والتطهير ولكن لا نيل للمطالب بالتمني بل تؤخذ الدنيا غلاباً وهو تماماً ما حدث في إحدى أهم الخطوات التي اتخذتها الشركة المتحدة بتنفيذ المنتج "محمد سعدي" برنامج اكتشاف المواهب المصري "الدوم" والذي يجوب محافظات الجمهورية لاكتشاف المواهب في التمثيل والغناء والتقديم التليفزيوني ومنحهم الفرصة الذهبية للظهور والتنافس على اللقب الذي يفتح لهم بوابات الشهرة والعمل في مجالات مواهبهم بعد استعراضها على مسرح "الدوم".

"الدوم .. بوابة النجوم" هو الشعار الذي رفعه البرنامج ليعبر عن هدفه واستمر التحضير والإعداد لعدة أشهر مرتدياً ثوب "الكشاف" بالبحث والتنقيب في المحافظات وقصور ثقافتها عن المواهب المدفونة في بلد مكتظة بالمواهب التي تبحث عن ربع فرصة في وقت يتواجد الكثير على الساحة ممن لا يمتلكون ربع الموهبة ليفتح أبواب الأمل من جديد في ضخ دماء جديدة تستحق الدعم وهو القرار الذي يعتبر بمثابة إلقاء حجر في المياه الراكدة.

لا شك أن بعد الإعلان عن البرنامج وحتى توقيت عرض الحلقة الأولى كان هناك تخوفات من الجمهور والنقاد بسبب فشل جميع البرامج التي تم تنفيذها في هذا الإطار بعد النجاح المدوي لبرنامج "ستار ميكر" في أوائل الألفينات ليأتي كل التالي له بنتيجة "صفر" كبير من نوعية "3D" إما في تفاصيله أو في إهمال المواهب التي اكتشفها وقدمها للجمهور وهو ما جعل "الدوم" في مرمى الاستهداف مقدماً بشكل شرعي نظراً للسمعة السيئة التي تركتها هذه البرامج وأصحابها.

الحقيقة أن كل هذه المخاوف بدأت تتبدد بعد الدقائق الأولى من عرض الحلقة الأولى في صورة مبهرة ومبشرة خاصة أن "الدوم" يرفع شعار "صنع في مصر" بأيادٍ وأدمغة مصرية وهو ما صنع خطاً موازياً يحمل دعماً له من الجمهور لعل وعسى يقدم لهم تجربة فنية حقيقية وهو ما نجح فيه "الدوم" على مدار الحلقات بشكل كبير في موسمه الأول فكان المتسابقون من قلب مصر بعد أن جاب البرنامج شرقها وغربها وشمالها وجنوبها ليقدم فرصة نادرة لمواهب تعتبر طلتها على الجمهور من الأحلام صعبة المنال ولكنه قدمها لهم على طبق من ذهب وترك الكرة في ملعبهم ليعبروا عن كامل موهبتهم في وجود أسماء لامعة ومتخصصة من لجان التحكيم المتنوعة في كل مرحلة.

نجاح "الدوم" لم يكن فقط بتقديم مواهب تحمل بشائر النجومية ولكن نجاحه الأكبر في تقديم نجوماً حقيقية بما يحملونه في تفاصيل خبراتهم ساهم في تحليل مواهب المتسابقين وتوضيح الفروق الجوهرية بينهم إضافة لتوضيح نقاط الضعف والقوة لدى كل منهم بشكل أثار إعجاب الجمهور واقتناعه وثقته في آرائهم ليتحول الملحن "عمرو مصطفى" والمخرج "تامر محسن" والمايسترو "نادر العباسي" لنجوم البرنامج الحقيقية خاصة أن المايسترو والمخرج كانت هي طلتهما الأولى على الجمهور قادمان من قيادة أعمالهما الفنية لمقاعد لجنة التحكيم وجهاً لوجه مع الجمهور الذي تعرف عليهما عن قرب لأول مرة واكتسبا حبه واحترامه.

اختيار مقدم البرنامج الفنان الشاب "يوسف عثمان" كان اختياراً منتهى الذكاء لما يمثله "يوسف" من نموذج لصعود طفل موهوب بدأ في فيلم "بحب السيما" لممثل شاب بدأ يثبت أقدامه في مرحلته العمرية الجديدة وهو ما يتناسب مع أجواء البرنامج في اكتشاف المواهب والمفارقة أن يقف وجهاً لوجه أمام نجمة الفيلم الذي قدمه طفلاً موهوباً لأول مرة "ليلى علوي" جالسة على مقعد لجنة التحكيم في المرحلة الثانية من البرنامج لاختيار المواهب الجديدة فينضم بتلقائيته وقبوله الجماهيري لقائمة النجوم الحقيقية للبرنامج.

نهاية البرنامج أيضاً جاءت مشرفة متناسقة مع عناصر الإبهار البصري والفني في "الدوم" على مدار حلقاته خاصة مع تقديم الفرصة لكل من شاركوا في سباق التقديم التليفزيوني للتواجد في القناة الإخبارية الرسمية "سي بي سي إكسترا" لتوظيف إمكانياتهم المختلفة بجانب الفائزتان في هذه المسابقة .. أيضاً الإعلان الرسمي بأن البرنامج غير هادف للربح وسيتم منح فرص للفائزين في مسابقة التمثيل في أعمال الشركة المنتجة وهي فرص لم تمر من بعيد في أحلام المتسابقين ومؤكد ستنال المواهب الأخرى التي تستحق فرصاً تناسبهم بالإضافة لإنتاج أعمال غنائية للأصوات الفائزة والمتميزة وهو ما تحتاجه الساحة بشدة من الشركة المنتجة.

بين البداية والنهاية كان هناك أهم عنصر أكسبه احترام الجمهور كاملاً بلا استثناء وهو حفاظ "الدوم" على المتسابقين إنسانياً وعدم استغلالهم بالاستهزاء أو السخرية لإضافة توابل خلطة البرامج من هذه النوعية وهو ما صنع به شكلاً خاصاً صادقاً ومحترماً وصل إلى الجمهور.

نجاحاً مناسباً ومشرفاً قدمه "الدوم" في موسمه الأول مد جسراً من الثقة بينه وبين الجمهور لتقديم مواسم أخرى وهو المكسب الأهم للبرنامج وصناعة ولكن رغم هذا النجاح طالت البرنامج عدة انتقادات ومؤكد أن قدر التجربة الأولى دائماً عدم الكمال ووجود بعض الثغرات ومن جسر الثقة الذي مده "الدوم" تتأكد أن الموسم القادم ستتم معالجة وسد الثغرات سعياً لتقديم صورة كاملة تحت "قبة" التنافس وهو المعنى الذي يحمله اسم البرنامج "الدوم" خاصة أن الكلمة مرتبطة في الآذان بـ "الإيقاع" الموسيقي "الدوم والتك" فكان إيقاع البرنامج أيضاً سليماً لأبعد حد بعيداً عن النشاز.

الحقيقة أن "الدوم" افتقد بعض العناصر التي تزيد من قوته وهنا تظهر "التك" فللأسف هي من عناصر الجذب الرئيسية على رأسها الإثارة بين لجنة التحكيم والمتسابقين وهو ما أوجد فقراً في مرحلة التقييم فبالرغم من الأسماء اللامعة التي تواجدت على منصة التحكيم إلا أن هذا الـ "فورمات" صنع تحجيماً غير مبرر جعل كل عضو من أعضاء اللجنة كالـ "روبوت" يقذف بكلمتين لتنتقل إلى الثاني ثم الثالث فجنحت الصورة أكثر إلي الشكل الأكاديمي عنها في هذه النوعية من البرامج التي تحتاج حواراً سريعاً بين اللجنة والمتسابق وهو ما تسبب في فقد "الدوم" كثيراً من الروح.

أيضاً معظم تحليلات أعضاء اللجان كانت بسيطة وأحياناً سطحية بما لا يتناسب مع حجم خبرتهم تغلب عليها "عمرو مصطفى وتامر محسن ونادر العباسي" فكان سبباً مباشراً في بزوغ نجمهم بشدة وتفاعل الجمهور معهم والإشادة بهم أما "ليلى علوي" فكانت مفاجأة حقيقية بتفاصيل تحليلية في كل فئات التسابق تلغي صورتها الجمالية الراسخة بشكل أكبر في أذهان جمهورها وتكشف عن جانب ثقافي وفني كبير ربما لم يتوقعه الجمهور.

بالنسبة لمقدمة البرنامج فلا تعليق وهي من أكبر نقاط الضعف في البرنامج أما الأخطاء التقنية الكارثية التي وقعت في الحلقة الأولى بالرغم من كونها مسجلة وليست بثاً مباشراً على الهواء فمؤكد أن الشركة المنتجة بكل ما تملكه من قوة ودعم كامل مقدم لصناعة تحمل علامة الجودة والإبهار اتخذت ما يلزم.

"الدوم" تجربة احترمت الموهبة وأصحابها والجمهور لتستحق الاحترام والتقدير والدعم الجماهيري في انتظار مرحلة ظهور الفائزين في البرنامج على الشاشة الإخبارية والأعمال الفنية للشركة المنتجة وهو ما سيزيد من رصيد "الدوم" بقوة في الموسم الثاني والمواسم التالية ويجعل التنافس والتحكيم أكثر سخونة.