الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 02:53 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عالم مصريات يوضح لـ«الطريق» حقيقة نوم أبو الهول وعلاقته باقتراب وقوع كارثة (حوار)

بسام الشماع عالم المصريات والمؤرخ
بسام الشماع عالم المصريات والمؤرخ

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أمس السبت، صورا كثيرة لتمثال أبو الهول وهو مغمض العينين في حادث غريب من نوعه، وانهالت التساؤلات بفضول حول حقيقة هذه الصور المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي.

وفي هذا الشأن حاور "الطريق" عالم المصريات والمؤرخ بسام الشماع، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، للتأكد من صحة ما تم تداوله وللإجابة على بعض التساؤلات المطروحة.

وإلى نص الحوار:

- ما رأيك فيما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من صور لتمثال أبو الهول مغمض العينين؟

إن ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من صور لتمثال أبو الهول مغمض العينين هي صور غير صحيحه وليس لها أساس من الواقع، ولا يمكن حدوثها في الحقيقة، هي مجرد خرافات وإشاعات تم إطلاقها ولا تثير الجدل، كونها لا تؤثر على تاريخ الحضارة المصرية ولكنها قد تثير الاهتمام الشعبي.

- كيف تفسر عدم رؤية عينين أبو الهول في الصور المتداولة حاليا على مواقع التواصل؟

تفسير تلك الصور المتداولة يرجع إلى عدة أسباب منها ما يلي:

أولا: زاوية التصوير حيث أن زوايا الصورة تؤثر بشكل كبير على إبراز شي وإخفاء آخر، فالشخص الذي التقط هذا الصور لأبو الهول قام بالتقاط الصورة من زاوية محددة تظهر فيها عين أبو الهول بهذا الشكل، فاعتقدنا بسببها أنه مغمض العينين.

ثانيا: أشعة الشمس وزاوية تعامد الشمس على تمثال أبو الهول أثناء التقاط الصورة، موضح أن وجه أبو الهول ينظر إلى الناحية الشرقية وهذا يعني أن التمثال ينظر إلى جهة شروق الشمس، ومن حيث نحت التمثال بهذه الزوايا وتصميمه له علاقة بكونه تمثال شمسي، يعرف بمعبود الشمس في الحضارة المصرية القديمة، هذا يعني أن الشمس باختلاف وجودها في السماء تغير من شكل أبو الهول، فنجد شكلة بالصور مختلف وقت الشروق عن وقت الظهيرة عن وقت الغروب، بالإضافة عن اختلاف زوايا التصوير مما ذكرت.

ثالثا: الصورة المشار إليها في مواقع التواصل الاجتماعي تم التعديل عليها من خلال برنامج الفوتوشوب، وليست هي الصورة الحقيقية للتمثال، قائلا: "إذا أمعنا النظر جيداً في الصورتين القديمة والمنتشرة حاليا سنجد أن هناك اختلاف في شكل التمثيلين بالصورة والتلاعب بالضوء والظل وألوان الصورة".

- هناك أقاويل ترجع الصور الحالية إلى تمثال المجسد لأبو الهول بدولة الصين؟

لا أعتقد أن تكون الصورة المتداولة لمجسد أبو الهول بالصين، حيث إنه مختلف تماما عن تمثال أبو الهول في منطقة أهرامات الجيزة.

- ما رأيك حول ما تم تداوله بارتباط هذه الصور ببردية مصرية قديمة تقول باقتراب وقوع كارثة مؤكدة وعلاقتها بلعنة الفراعنة؟

البردية التي تم التحدث عنها وربطها بصورة أبو الهول التي تقول " إنه إذا أغمضت عيني أبو الهول سوف تحدث كارثة" هذه البردية غير موجودة على الإطلاق وغير معروف صحتها، مؤكدا على أنه ليس لدينا في علم المصريات وجود لمثل هذه البردية، وفيما يتعلق بربطها بما يعرف بلعنة الفراعنة قال إن تلك الإشاعة تم إطلاقها منذ آلاف السنين لجذب العالم فقط ولإثارة الفضول والتشويق ، مشيرا إلى أنه قد أوضح سابقً، أنه ما تم التأكد منه فعليا من خلال العلم أن المصرين القدماء، قاموا بوضع بعض البكتيريا السامة على جدران المقابر والممياوات نفسها، لكنه لم يثبت أبدا ما يعرف بلعنة الفراعنة.

- هل تعتقد أن هذا الحدث متعمد لتنشيط السياحة المصرية ؟

لا أعتقد أن انتشار هذا الصور تحت رعاية أي من مؤسسات الدولة من أجل الترويج للسياحة، لأن الترويج السياحي علم يتم تدريسه وتطبيقه، وليس بمجرد التقاط صور ليست حقيقية لبعض التماثيل ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، أعتقد أنه عمل فردي هوائي ساخر فقط ولم تقوم به أي جهة رسمية.

-كيف يمكن الاستفادة من هذا الحدث خاصة وأنه أثار فضول وتساؤلات الكثير حول العالم؟

هذا الحدث رغم عدم صحته إلا أنه يمكن استغلاله والاستفادة منه جيدا، لأن الحضارة المصرية القديمة بطبعها تثير الفضول لما يحيط بها من غموض، لذلك أي خبر يتم نشره عن الآثار المصرية القديمة تؤثر بشكل كبير، لذلك الاستفادة منه يمكن من خلال ما يلي:

أولا: لا بد من عمل خطط ترويجية عديدة للسياحة المصرية تقودها وزارة السياحة في المقاوم الأول.

ثانيا : تعديل التاريخ المغلوط عن الحضارة المصرية وما يتم نشره عنها من خرافات وتصدير التاريخ الصحيح إلى دول العالم، وتشرف على ذلك وزارة السياحة والثقافة ووزارة التعليم العالي ودكاترة كليات الآثار وآداب التاريخ بالجامعات.

-هل ستؤثر هذه الصور المتداولة على السياحة الداخلية والخارجية خلال الفترة المقبلة؟

اعتقد أنها ستؤثر على السياحة الداخلية محليا خلال الأيام المقبلة، وذلك من خلال زيارة العديد من المواطنين المصريين وغير المصريين إلى منطقة الأهرامات من باب الفضول؛ لمعرفة حقيقة الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضا:«الصحة» توضح المقصود بمقاومة الميكروبات