الطريق
الأربعاء 15 مايو 2024 06:54 مـ 7 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خاص| فرص من المفاوضات المبعثرة في اليمن.. هل يتيح تجديد «الهدنة الإنسانية» فرصة أخيرة لوقف الحرب؟

رفضت ميليشيات الحوثي دعوات سلام عديدة طيلة السنوات الماضية
رفضت ميليشيات الحوثي دعوات سلام عديدة طيلة السنوات الماضية

بين حين وآخر شهدت الحرب اليمنية منذ اندلاعها في أواخر 2014 جولات توقف، متيحة الفرصة لصوت الحوار أن يجرب مداه على أصوات المدفعية التي لم يطلق أياً منها قذيفة الاجهاز على الآخر، الأمر الذي أطال أمد الصراع وأدخل البلد العربي في أزمة إنسانية هي الأسوأ على مستوى العالم.

وعلى الرغم من الدعوات العربية والأممية ورعايتها للحوار اليمني، إلا أن صوت العقل مع كل جلسة لتحكيم لغة الحوار سرعان ما يتلاشى في غمار المعركة، ويتوه صداه في هدير الحرب وسعيرها التي يكتوي بنارها اليمنيون، ولهذا فشلت كل تلك الجولات التفاوضية في إحداث خرق جوهري في جدار الأزمة، بقدر ما وفرت للمتحاربين فرصة لالتقاط الأنفاس وترتيب أوراق العودة لوطيس المعركة أشد شراسة ودموية.

وضع حد للحرب

وعلى نحو مغاير هذه المرة، وفي سياق الجهود الأممية الرامية لوضع حد للحرب، وتهيئة الظروف الموضوعية لتسوية سياسية شاملة تضمن إنهاء الصراع، وافقت الحكومة اليمنية من جهة، والمتمردون الحوثيون من جهة أخرى، اليوم الخميس، على تمديد الهدنة الإنسانية الحالية في اليمن لشهرين إضافيين، بموجب اتفاق من الأمم المتحدة.

وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، في بيان، أن أطراف النزاع وافقوا على اقتراح الأمم المتحدة بتجديد الهدنة الحالية في اليمن لمدة شهرين إضافيين وبنفس الشروط السابقة، معتبراً أنها أعطت الأطراف بصيص أمل نادر لليمنيين في أن إنهاء هذا الصراع المدمر أمر ممكن.

تجديد الهُدنة الإنسانية

واعتبر المحلل السياسي اليمني عبد الملك اليوسف، أن تجديد هُدنة الشّهرين فاتحة خير، ومُقدّمة لمُفاوضات جديّة على أرضيّة المُساواة والنّوايا الحسنة المُتبادلة، تضع حدّاً لهذه الحرب الدمويّة، وتَحقِن الدّماء، وتُنهي الاستِنزاف البشري والمادّي لجميع الأطراف.

اقرأ أيضا: الصين تطالب الولايات المتحدة بوقف المحادثات التجارية مع تايوان

وقال اليوسف، لموقع «الطريق»، إن الأسباب التي أدّت إلى حُدوث هذا الاختِراق الجوهري في جدار الأزمة، والتوصّل إلى هذه الهدنة المفتوحة لمُدّة شهرين وتجديدها اليوم الخميس، هي أن الطرفين تعبا من القتال.

الفرصة الأخيرة

وأضاف المحلل السياسي اليمني، أن اليمنيين أمام فرصة لإنهاء الحرب، والبدء في بناء الدولة، تساندهم في ذلك السعودية ودول الخليج العربي وشعوبها، فضلاً عن الدعم الدولي.

وأكد أنه على الحكومة اليمنية إعادة النظر في مسيرة 7 سنوات من الحرب، وإجراء مراجعة شاملة للأداء السياسي والاقتصادي والعسكري، بحيث تكون قادرة على مواجهة تحديات الحرب أو استحقاقات السلام.

وطالب اليوسف، ميليشيات الحوثي بضرورة التحلي بالمسؤولية الأخلاقية والسياسية والوطنية، والمشاركة كصُناع سلام، وليس مسعري حربٍ، وهذه فرصة لتثبيت ودعم جهود وقف إطلاق النار في اليمن وتحويل هدنة الشهرين إلى هدنة دائمة.

ومن جانبه، قال المحلل السياسي اليمني عصام الشريم، إنه يأمل في أن يكون تجديد الهدنة الإنسانية مُقدّمة لإنهاء الحرب اليمنيّة التي كبدت اليمن خسائر فادحة على كافة المستويات.

وأضاف الشريم، لموقع «الطريق»، أنه يجب أن يجتهد أطراف الصراع في تثبيت الهدنة الراهنة بعد تجديدها لتكون دائمة، والعمل في اتجاه التوافق بين طرفي الصراع وحين ذلك سيكون هناك فرصة كبيرة لحلول السلام في اليمن.

سبل العيش المشترك

وأبدى المحلل السياسي اليمني، تخوفه من مدى الالتزام بالهدنة، نتيجة الاعتياد على وقوع خروق لكل هدنة أُعلنت خلال السنين السبع الماضية، مشيراً إلى أن الهدنة اليمنية الحالية فرصة واعدة، وعلى الأمم المتحدة تقديم إطار سياسي لتحويلها إلى عملية سلام سياسية.

وتابع الشريم: أن الفرصة الآن يجب استغلالها ودخول طرفي الصراع اليمني بحسن نية في مفاوضات سياسية تنهي الصراع الدامي في اليمن وتقرب وجهات النظر، بما يكفل للجميع تمثيلاً عادلاً في ظل دولة تتيح سبل العيش المشترك لكل اليمنيين بلا استثناء، واستشعار المعاناة الإنسانية القاسية التي يكابدها معظم اليمنيين.

وكانت الجهود الأممية، توجت في 2 أبريل الماضي بهدنة إنسانية لمدة شهرين، بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي وتضمنت خفض تصعيد العنف ومعالجات إنسانية واقتصادية.

وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.

وخلال فترة الهدنة، خرقت مليشيات الحوثي وقف النار مئات المرات، كما أنّ الاتفاق لم يطبّق بالكامل، خصوصا ما يتعلق برفع حصار الحوثيين عن مدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

ومن المقرر أن يبدأ المبعوث الأممي اليومين المقبلين جولة ثانية من المباحثات بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي لبحث رفع حصار تعز وفتح الطرقات.

اقرأ أيضا: لماذا تواصل ميليشيا الحوثي تقويض فرص إحلال السلام في اليمن؟