الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 05:36 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خاص| ضحايا التحرش والاغتصاب يبوحون بأوجاعهم.. وخبير نفسي: «بلاش تدبحوهم بسكينة الذكريات»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بين الحين والآخر، تتعرض بعض الفتيات والشباب للاعتداء الجنسي والتحرش اللفظي، سواء كان ذلك في الواقع أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ينتهي الموقف ويمر الوقت، إلا أن الألم النفسي الناتج عنه لا يزول بمجرد انتهاء الاعتداء، ولكنه قد يمتد لسنوات عديدة، ويتم استدعائه بمجرد التعرض لموقف مشابه، وتعرف تلك الحالة بـ "التروما" النفسية، ولكن في هذا التقرير يكشف الاستشاري النفسي الطرق العلاجية وتصحيح المفهوم المجتمعي "صمة العار"

إحدى ضحايا التحرش تسرد قصتها

وتسرد إحدى ضحايا التحرش تسرد قصتها، قائلة: "في صغري تعرضت للاعتداء الجنسي عدة مرات أنا الآن في حالة نفسية صعبة شعور بالعار يقتلني لماذا لم أمنع هذا هل مكنت موفق؟ وهل أستطيع زواج والخرج للناس؟

تساؤلات عدة طرحتها الضحية على نفسها حينذاك، وباحت بها في بداية حديثها لـ"الطريق"، وتساءلت إحدى ضحايا الاعتداء الجنسي، البالغة ٢٥ عاما، عن العلاج النفسي حتى تتخطى حاجز الصمت والخوف التي يلازمها طوال الوقت، لكن المفاجأة أن الذي هتك عرضها هو والدها، فبسبب الخلافات الزوجية قرر الأب أن تعيش الطفلة الصغيرة معه لحمايتها من ذئاب البشر، ولكن كان هو الذئب الأكبر، وعندما علمت والداتها بهذا الأمر أخذت ابنتها في صمت حتى لا تتعرض للفضيحة، قائلة: "قلت لأمي إني بابا بيعمل معايا حاجات غريبة ولما عرفت جت خدتني من عنده وضاع حقي على كدا وأنا دلوقتي بموت من جويا".

مش عايز أعيش وحاسس بالعار

بينما كانت ذكريات الشاب صاحب الـ٣٦ عاما الأليمة تطارده، إذ تم الاعتداء الجنسي عليه عدة مرات، قائلا: "أنا مكتئب ولا أخالط الناس وأبكي وأشعر بالعار وأن كل الناس تعلم ذلك وإني شاذ ولكني لست شاذ أشعر بدمار نفسي".

وتابع في حديثه لـ"الطريق": "أن أصدقاءه استدرجوه إلى المقابر وهتكوا عرضه، وبينما كان يصرخ سمعه جارهم وأنقذه، ثم أوصله إلى منزله"، مضيفاً أنها ليست المرة الأولى ولكن كان يخاف أن يبوح بالسر حتى كشفهم جارهم وأنقذه في المرة الأخيرة.

وعبر عن حالته بانعزاله في غرفته باحثاً عن حل، قائلا: "أنا تعبت جدا وفشلت في الدراسة ومش بنام كويس ولا باكل كويس عايز أموت مع العلم إن أهلي ودوني لمعالج نفسي عشان أخضع للعلاج بس مش عارف أنسى".

تأثير حادث الاغتصاب على الفتيات

وفي هذا الشأن، كشف الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، عن الصدمات النفسية التي تحدث بسبب التعرض لحادث مفاجئ وأليم ويسمي "التروما"، تعنى الصدمة النفسية الشديدة التي يعجز عن كبحه، مما يولد الخوف والرعب الذي يسيطر على تفكيره وردة فعله.


التأثير النفسي للتحرش

وأضاف فرويز، في حديثه لـ"الطريق"، أن تأثير الصدمة بعد انقضاء حادثة التحرش لا ينتهي، ولكن قد تعيش الفتاة أو الشاب في حالة من الصدمة المتجددة، عندما ييتم استرجاع الذكريات المتعلقة بتلك الحادثة، أو عند توافر المثيرات النفسية التي يشعرون بنفس التجربة، موضحاً أن التحرش الجنسي من أبرز الصدمات النفسية العنيفة التي يعاني منها الكثير من حول العالم.

الأعراض الجانبية التي يشعرون بها ضحايا الاعتداء الجنسي

وأوضح فرويز، أن الاعتداء الجنسي يجعلهم في دوامة اضطراب الذكريات السيئة، وفي حالة اكتئاب، وتظهر عليها بعض الأعراض، مثل الرعشة في الأطراف، العرق، جفاف في الحلق، وعدم القدرة على التحكم في البول، بالإضافة للتلعثم في الكلام.

العلاج النفسي بالنسبة للفتيات

وتابع فرويز، أن التأثير النفسي الواقع على ضحايا الاعتداء، حال تعرضها للاعتداء الجنسي والاغتصاب يكون علاجه معرفي وسلوكي وباستخدام بعض الأدوية، ويجب محاولة تهيئتها نفسيا، للتعامل مع المكان الواقع في الحدث ذاته دون تعرضها للأذى.


الاعتداء الجنسي بالرجال لا يمكن إنكاره

وأردف فرويز، أن تزايد حالات الاعتداء الجنسي والتحرش بالرجال في الوطن العربي، لا يمكن إنكاره ويصعب الأمر كثيراً، ربما يقدم الرجل على الانتحار عند تعرضه لاعتداء جنسي، وخاصة في حالات الاغتصاب خشية العار والفضيحة، ولا سيما إذا فشل في الانتقام لنفسه ممن فعل ذلك، قايلا" العلاج النفسي ليس خياراً متاحاً للرجل في مجتمع ينصب الرجل "معياراً" للقوة ولا يسمح له بالتعبير عن ضعفه.

اقرأ أيضا: ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة اليوم

كيف يتخطى الرجل الموقف رغم صعوبته؟

في حين يتخطى البعض الموقف رغم صعوبته، يعاني البعض الآخر من أعراض عدة، كالضعف والاكتئاب والعزلة وفقدان الرغبة في الحياة وربما أعراض بدنية كالصداع وقرح المعدة والقيء المستمر، أما الباقون فقد يعبرون عن غضبهم بمزيد من العنف تجاه النفس، وبتناول المخدرات أو ارتكاب أفعال إجرامية يعاقب عليها القانون كنوع من جلد الذات، وقد تتطور لدى البعض للانتحار، أو لإيذاء الآخرين.

ونصح فرويز، الآباء والأمهات والأقارب، قائلًا: "بلاش تفتحوا السيرة قدامهم وحالوا تنسوا الموضع وبلاش تكسروها وتحسسوها بأنها عملت ذنب هي ما لهاش دعوة وبلاش تحسسوها بأنها وصمة عار".