الطريق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 12:26 مـ 14 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حراك بالكونجرس.. مطالب على طاولة بايدن لإجراء تحقيق دولي لتقديم قاتل شيرين أبو عاقلة للعدالة

شيرين أبو عاقلة
شيرين أبو عاقلة

عدة طلقات نارية تدوي في تتابع سريع في جنين بالضفة الغربية المحتلة، أصابت واحدة منها رأس شيرين أبو عاقلة، فدوت معها الإدانات الدولية للاحتلال آخرها تأكيد الأمم المتحدة بأن الرصاصة التي قتلت شيرين صدرت عن قوات الأمن الإسرائيلية، فحركت معها مطالب للرئيس الأمريكي جو بايدن بالتدخل المباشر من قبل الولايات المتحدة في التحقيق بشأن اغتيال شيرين.

كانت شيرين أبو عاقلة مع مجموعة من الصحفيين قرب مدخل مخيم جنين تستعد لتغطية المداهمة الإسرائيلية، في 11 مايو الماضي، قبل أن تظهر مستلقية بلا حراك تحت جذع شجرة، ووجهها لأسفل على الأرض، وهي ترتدي خوذة وسترة واقية زرقاء عليها كلمة «صحافة».

وخلُص تحقيق مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أن الطلقات التي قتلت شرين أبو عاقلة وجرحت زميلها على السمودي صدرت عن قوات الأمن الإسرائيلية، وليست طلقات عشوائية صادرة عن فلسطينيين مسلحين كما قالت السلطات الإسرائيلية في البداية.

وبحسب التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة الفلسطينية فإن الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة تطابقت مع سلاح يستخدمه الجيش الإسرائيلي من نوع (روجر ميني 14) بندقية نصف آلية خفيف الوزن.

أما سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فلا تزال تمتنع عن فتح تحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة، بالرغم من أن فحوصها الأولية أثبتت أن جنودها أطلقوا الرصاص باتجاه الموقع الذي كانت فيه شيرين.

حراك أمريكي

وعلى وقع الإدانات المحلية والدولية والأوروبية، طالب 24 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس، الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتدخل المباشر من قبل الولايات المتحدة في التحقيق بشأن مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة.

وقال النواب، في رسالة إلى الرئيس الأمريكي، إنه «منذ مقتل شيرين الشهر الماضي لم يكن هناك تقدم كبير بشأن فتح تحقيق مستقل وشامل وشفاف بخصوص مقتلها».

وأضاف النواب: «من الواضح أن أيا من الطرفين لا يثق بالآخر لإجراء تحقيق موثوق به ومستقل، لذلك، في هذه المرحلة، نعتقد أن السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف هو أن تشارك الولايات المتحدة بشكل مباشر في التحقيق».

وأشار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى أن 57 من أعضاء مجلس النواب طالبوا في الشهر الماضي، من وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ببدء تحقيق مستقل تحت رعاية الولايات المتحدة لكشف الحقيقة بشأن مقتل أبو عاقلة.

وقال النواب الديمقراطيون، في رسالتهم، التي لم يوقع عليها أي من الجمهوريين: «نحن ننضم إلى هذا الطلب، الذي أصبح أكثر إلحاحًا بسبب المعلومات الجديدة التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة والتي دحضت ادعاء إسرائيل بأن شيرين قتلت برصاص فلسطيني».

الدور الأمريكي

وبدوره، تساءل أنطون أبو عاقلة، شقيق شيرين أبو عاقلة، عن الدور الأمريكي في إجراء تحقيق شفاف ومستقل للكشف عن المسؤولين عن اغتيال شقيقته ومحاسبتهم.

وقال أنطوان، في تصريحات لموقع «الطريق»، إن اغتيال شيرين أبو عاقلة يعد جريمة حرب، ونتائج جميع التحقيقات أكدت أن الاحتلال اغتال شيرين بدم بارد دون مراعاة كونها مواطنة أمريكية ولا صحفية.

المراوغة الأمريكية

وطالب شقيق شيرين أبو عاقلة، حكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتوقف عن المراوغة، وأن تواجه اغتيال شيرين بشجاعة وتكشف عن هوية قاتلها وتحقيق العدالة.

وأضاف أن إسرائيل أدانت نفسها بنفسها، ولم تستطع تقديم دليل واضح على براءتها، وعلى الإدارة الأمريكية الالتزام بدستور الولايات المتحدة الذي يلزم الحكومة والجيش بحماية مواطنيها ورعايتهم في جميع بقاع العالم.

وتابع أن الحكومة الأمريكية مدعوة الآن للتعامل فورا وبصرامة مع ملف اغتيال شيرين من خلال اعتماد تحقيق دولي للوقوف على القاتل وتقديمه للعدالة.

مصدر إطلاق النار

ومن جانبه، أوضح روبرت ماهر، أستاذ الهندسة الكهربائية والكمبيوتر في جامعة ولاية مونتانا والمتخصص في التحليل الصوتي الجنائي، أن شيرين أبو عاقلة قتلت برصاص قناص إسرائيلي على بعد 200 متر منها.

وأكد «ماهر»، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن إطلاق النار كان من الجانب الإسرائيلي على مجموعتين، وقتلت أبو عاقلة في الوابل الثاني في سلسلة من دوي 7 طلقات.

وفسر المتخصص في التحليل الصوتي الجنائي، أن دوي الطلقة الأول، تبعه بعد حوالي 309 مللي ثانية صوت آخر، وهذا يتوافق مع مسافة ما بين 177 و197 مترا، وهو ما يتوافق تقريبا تماما مع المسافة بين موقع القناص الإسرائيلي وموقع شيرين أبو عاقلة.

وتابع «ماهر»، أنه على بعد 200 متر «لا توجد فرصة» أن يؤدي إطلاق النار العشوائي إلى إصابة 3 أو 4 طلقات هذه المساحة الصغيرة، ومن علامات الرصاص على الشجرة، يبدو أن الطلقات، التي ضربت إحداها شيرين، جاءت من أسفل الشارع من اتجاه قوات الجيش الإسرائيلي.

وأشار إلى أن التجمع المحكم نسبيًا للرصاصات يؤكد أن شيرين أبو عاقلة استُهدفت عمدًا بطلقات موجهة وليست نيران عشوائية أو طائشة.

اقرأ أيضا: 57 نائبا أمريكيا يطالبون بتحقيق فدرالي في اغتيال شيرين أبو عاقلة

موضوعات متعلقة