الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:07 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«تليسكوب جيمس ويب».. كيف أثر المسلمون في علم الفلك؟

تليسكوب جيمس ويب
تليسكوب جيمس ويب

طور الباحثون في وكالة ناسا الأمريكية لعلوم الفضاء، تليسكوبًا فضائيًا يملك قُدرات خاصـة لم يسبق أن شاهـدت البشرية نظيرًا لها، وبعد هبـوطه على سطح القمـر استطاع تليسكـوب «جيمس ويب» وقد أطلقوا عليه هذا الاسم نسبةً إلى مدير ناسا الأسبق.

ويمكنه التقاط صورًا شديدة الوضوح والتفاصيل في وقت قياسي بلغ 12.5 ساعة فقط في حين أن أسرع صور التقطت من قبل أخذت عدة أسابيع للتقاط والإرسال ولم تكن بتلك الدقة على الإطلاق.

و تتحرك الدول العُظمى كـ«الولايات المتحدة الأمريكية - الصين - روسيا»، بخطوات حثيثة لاكتشاف الكون، وتتنافس فيما بينها على أبحاث الفضاء؛ لتحقيق اقصى استفادة ممكنة كإيجاد موارد جديدة للبشرية، أو إيجاد أرض جديدة يُمكن للإنسان الحيـاة عليها، أو ما هـو أبعـد من ذلك بالبحث عن كائنات أخرى تعيش في كوكبٍ أخر ويمكن التواصل معها، ويمكنك مراجعة موقع «nasainarabic» تجد شرح وافي لـ«معضلة فيرمي Fermi paradox»!!.

السؤال أيـن كان العالم العربي و الإسلامي من علـوم الفلك والفضاء؟

علاقة المسلم بالكون علاقة تكامل وترابط، وليس أدلُ على ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما كان ينظُرُ للقمر«ربي وربُك الله»، وبالرجوع لآيات القرآن الكريم، نجد قول الله تعالي «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وتحدث القرآن كذلك عن ظاهرة انشقاق القمر، وأمر الخالق سبحانه المسلمين بالتفكر في آيات الليل والنهار، وترتبط الشعائر الإسلامية على الدوام بالمواقيت الفلكية من أول الصلاة، وحتى شعيرة الحج الأعظـم.

المسلمون وعلم الفلك

أوضح محمد محمود الصواف العراقي، في كتابه «المسلمون وعلم الفلك»، كيف أسهم المسلمين في علوم الفلك إسهامات حققت نقلات نوعية في هذا المجال، حتى أن كل عواصم العالم الإسلامي الكُبرى احتوت على مرصد فلكي ضخمٌ ودقيق، حتى أن نتائج أبحاث واكتشافات تلك المراصد باتت المرجع المُعتمد في العالم أجمع لأبحاث الفضاء، ومن تلك المراصد الشهيرة مراصد «بغداد، القاهرة، قُرطبة، طُليطلة، سمرقند، الرقة، مراغة»، وكان الخليفة أبو جعفر المنصور العباسي عالمًا في الفلك ومُهتمًا به بالغُ الاهتمام.

وأضاف «الصواف»، من أشهر علماء الفلك المسلمين الشيخ «البناني» والذي يُعده المؤرخ الفرنسي «أندريه لالاند» أحد أهم عشرين فلكيًا أثروا في هذا العلم، وكذلك العالم المسلم «أبو الوفا» والذي يقترن أسمه بقاعدة الإنحراف القمري الثالث.

اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع اكتئاب ما بعد الإجازة؟

وتابع، أن مُخترع البندول أو «الرقاص» هو العالم المسلم ابن يونس المصري، والذي كانت له اسهامات فعالة في حساب المثلثات الذي استُخدم في علوم الفلك الحديثة، والعالم عبدالرحمن محمد بن احمد البيروني إضافاته أفادت كثيرًا علماء الفلك في العصور التي تلته.

وأكمل «الصواف»، رغم أن اليونانيون القدماء قدموا أسسوا علم الفلك إلا أن المسلمين بعد ذلك طوره ونقلوه وبدلوا بعض افتراضاته واثبتوا عدم دقتها، وكانت العرب ترصد النجوم بالعين المجردة بالتتبع الزمني والتكرار وتُطلق عليها أسماءً بعضها مازال مُستخدم حتى الآن مثل "الدبران والنسر الطائر" وكذا بعضُ الإصطلاحات في علم الفلك مثل "السمت، العضادة والنظير".

سطوع النجم سُهيل

وكان العرب قديمًا يُصاحبون النجوم ويطلقون عليها أسماء ذات دلالات ظريفة كالنجم «سُهيل وسعد والزورق وحارس السماء وغيرها الكثير».

اقرأ أيضًا: «مجنون الصوفية».. السر وراء إطلاق «درش» على اسم مصطفى