الطريق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 05:44 مـ 7 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد إعلان منظمة الصحة جدري القرود حالة طوارئ عالمية

هل تفرض الدول المصابة بجدري القرود قيودا على التنقل؟

جدري القرود
جدري القرود

أعلنت منظمة الصحة العالمية، السبت، حالة طوارئ عالمية، مطلقة أعلى مستوى من التأهب، في محاولة لاحتواء، حالة التفشي لمرض جدري القرود بعد إصابة نحو 17 ألف شخص في 74 بلد، الأمر الذي يطرح تساؤلا مهمًا حول احتمالية فرض الدول المصابة بالمرض قيودًا على التنقل.

وأعلنت بلجيكا، في وقت سابق، اتخاذ إجراءات رسمية صارمة ضد تفشي جدري القرود، وهي بذلك تصبح أول دولة أوروبية تعلن الحجر الصحي الإلزامي لمدة 21 يومًا للمصابين من جدري القرود.

وأوصت دول مثل المملكة المتحدة، مع أكثر من 20 حالة، بالعزل لمدة 21 يومًا للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بعدوى جدري القرود وأنهم لا يسافرون ويتجنبوا أي اتصال مع النساء الحوامل أو الأطفال دون سن 12 سنة.

وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن الحالات المبلغ عنها حتى الآن ليس لها روابط سفر ثابتة إلى منطقة موبوءة، وليس لها علاقة بالحيوانات، مشيرًا إلى أن حالات الانتشار الأخيرة للمرض تعتبر غير نمطية، إذ أنها تظهر في دول لا يعتبر المرض متوطنًا فيها.

الفئات المعرضة للخطر

وأضاف «بدران» خلال حديثه مع «الطريق» أنّ خطر انتشار مرض جدري القرود بين السكان على نطاق واسع منخفض للغاية، لكنه مرتفع لدى مجموعات معينة.

وبيّن عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم المخالطون المنزليون للمصابين خاصة الأطفال والحوامل، وحتى بين هؤلاء، على الأقل ما نعرفه من تفشي المرض في إفريقيا، فإن معدل الانتشار داخل الأسرة أقل من 10٪.

وحذر من أنه قد يتعرض الأطفال حديثو الولادة والأطفال والأشخاص المصابون بنقص المناعة لخطر الإصابة بأعراض أكثر خطورة والموت بسبب جدري القرود، وتتراوح، معدلات الوفيات لدى الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة بين 1 إلى 3%.

حظر السفر

ويرى «بدران» أنه لن يتم فرض القيود على السفر والدخول بسبب مرض جدري القرود سواء في الدول المصابة والتي ظهرت فيها حالات مؤكدة أو حتى في البلدان الأخرى، على الأقل في الوقت الراهن الذي يعاني فيه العالم من الآثار الناجمة عن الإغلاق خلال تفشي جائحة كورونا.

كيف تحدث العدوى؟

تحدث عدوى جدري القرود نتيجة الإصابة بفيروس يحمل الاسم نفسه وهو من نفس عائلة الجدري العادي، وعن طريق لمس الملابس والأفرشة والمناشف التي يستخدمها المصاب، ولمس البثور الجلدية وقشور جروح عند المصابين، وأيضًا عن طريق سعال وعطاس الشخص المصاب، وبالتالي الاتصال المباشر بسوائل جسم المصاب، أثناء ممارسة الجنس مثلا.

وينتشر المرض في أغلب الأحيان في المناطق النائية من دول وسط وغرب أفريقيا بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، وتوجد سلالتان من هذا الفيروس؛ هما سلالة وسط أفريقيا وسلالة غرب أفريقيا.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينتقل جردي القرود إلى الشخص عند مخالطة المصابين بالفيروس، وقد يدخل الفيروس الجسم عن طريق تشققات البشرة، أو المجرى التنفسي، أو عبر العينين، أو الأنف، أو الفم.

كما يمكن أن ينتقل المرض من حيوان مصاب، مثل القرود والجرذان والسناجب، إلى الإنسان أو من على الأسطح والأشياء ملوثة بالفيروس مثل الفراش والملابس.

ما مدى إمكانية انتشار المرض؟

وجرى رصد جدري القرود لأول مرة بعد إصابة قرد به، ومنذ عام 1970 هناك انتشار متقطع يظهر بين الحين والآخر للمرض في عشر دول إفريقية. وانتشر الفيروس في الولايات المتحدة عام 2003، وكانت تلك المرة الأولى التي يظهر فيها المرض خارج أفريقيا.

وانتقل جدري القرود إلى الولايات المتحدة في ذلك الوقت عن طريق مخالطة حيوان كلب المروج الذي انتقلت إليه العدوى من بعض الثدييات المستوردة من الخارج، وبلغ عدد الحالات المصابة في ذلك الوقت 81 حالة، لكن دون تسجيل أي وفيات بسبب الفيروس.

وشهدت نيجيريا في 2017، أكبر انتشار موثق في حوالي 40 سنة من ظهور آخر حالة مؤكدة في البلاد. كما كان هناك 172 حالة مشتبه في إصابتها، وكان 75 في المئة من المصابين أثناء هذا الانتشار من الرجال من الفئة العمرية من 21 إلى 40 سنة.

العلاج

وثبت أن التطعيم ضد الجدري (جدري الماء) فعال بنسبة 85 في المئة في الوقاية من جدري القرود، ويمكن السيطرة على تفشي المرض عن طريق إجراءات الوقاية من العدوى.

اقرأ أيضًا: هل تفرض مصر إجراءات خاصة لمواجهة جدري القرود بعد حالة الطوارئ العالمية؟